تأثير التوترالإيراني الأمريكي على الاقتصاد الأمريكي .

تأثير التوترالإيراني الأمريكي على الاقتصاد الأمريكي .

ماذا بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاقية النووية مع إيران؟ يرى كثيرون أن العالم الآن أصبح قريب جداً من حرب عالمية ثالثة، خاصة بعد التوترات الدولية الكبيرة، والتي وصلت إلى التدخل العسكري بين إيران وإسرائيل.

 

انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية النووية.

في مايو الجاري أصدر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قرارًا بالانسحاب من الاتفاقية النووية مع إيران، حيث يرى أن الاتفاق لم يكن جيداً بالنسبة للولايات المتحدة، وهو ما دفعه إلى اتخاذ القرار وسط رفض كبير من المجتمع الدولي، خاصة الدول التي كانت ضمن الاتفاقية .

التأثير الاقتصادي على إيران ..

على الرغم من أن تصريحات الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بأن بلاده لن تتأثر بهذا القرار، وأن الدولة الإيرانية مستعدة تمامًا لكل السيناريوهات المتوقعة، إلا أن كثيرًا من الخبراء يروا أن إيران من المحتمل أن تتأثر بقوة اقتصادياً مع فرض عقوبات عليها، والتي تشمل منع تصدير النفط. ويعتبر النفط بالنسبة للاقتصاد الإيراني أحد أهم مصادر الدخل، حيث تعتبر إيران خامس أكبر مصدر للنفط على المستوى العالمي، ومن أهم الدول المستوردة للنفط من إيران هي الصين، والتي من المؤكد أنها ستقف إلى جانب إيران حفاظاً على العلاقات الاقتصادية المشتركة.

 

التأثير على أسعار النفط .

وبعد إصدار القرار، تأثرت أسعار النفط بالإيجاب في السوق العالمية، حيث وصل سعره الأيام الماضية إلى 71.94 نتيجة إلى احتمالية منع إيران من تصدير النفط بنفس الكميات السابقة، والتي قد نمت بشكل كبير في العام الماضي. وهذا بالطبع من شأنه تقليل الكمية المعروضة في السوق الدولية تزامنًا مع قرارات منظمة الأوبك بتقليل الإنتاج، وهو ما دفع أسعار النفط إلى الصعود بقوة، ومن المحتمل استمرار رحلة الصعود في الفترات القادمة خاصة عند الاعتماد على التحليل التقني في التوقعات.

 

الحرب بين إسرائيل وإيران.

في 9 مايو الجاري حدثت مناوشات عسكرية بين إيران وإسرائيل في منطقة الجولان في سوريا نتيجة إلى التوترات بين البلدين، والتي رأى كثيرًا من الخبراء أنها بسبب قتل مستشارين إيرانيين على الأراضي السورية من جانب إسرائيل. ووسط مطالبات قوية من مجلس الشعب الإيراني بوجوب الرد، فكان قرار الجانب الإيراني بأنه ينتظر فقط الوقت المناسب للرد، وهو ما تم بالفعل وسط إطلاق إيران عددًا كبيرًا من الصواريخ على إسرائيل مع رد الأخيرة.

– من شأن اندلاع حرب في منطقة الشرق الأوسط أن تؤثر بقوة على اقتصاد المنطقة، والذي مازال يعاني منذ ثورات الربيع العربي، أي أن المنطقة الآن لا تحتمل وجود منازعات عسكرية قد تضر بقوة بالاقتصادات للدول المحيطة. وعلى المستوى الدولي فإن إيران لها حلفاء مثل روسيا، وإسرائيل بكل تأكيد يتم دعمها من جانب الولايات المتحدة، وهو ما يعني أن استمرار المعركة العسكرية من شأنها أن تؤدي إلى حرب بين دول القوى العظمى في العالم، ما يعني حرب عالمية ثالثة، وهو بدوره ما يعني أن اقتصادات العالم كلها من المحتمل أن تعاني كما عانت من قبل بعد الحرب العالمية الثانية.

 

انعكاس الأحداث على الأسواق المالية العالمية

على جانب آخر لم يكن للأحداث الجارية في منطقة الشرق الأوسط تأثيرًا قويًا على الأسواق المالية الكبرى، فالسوق الأمريكي تأثر بالإيجاب وارتفعت مؤشراته بشكل جيد، وأيضًا مؤشر بورصة لندن الآن يشهد فترة من الصعود القوي هو وباقي المؤشرات الأوروبية. أما الدولار الأمريكي فكان أداءه قويًا جداً أمام اليورو الفترات السابقة، وبالطبع البترول كما ذكرنا شهد ارتفاعات قوية خاصة الأسبوع الماضي. ونحن الآن في انتظار القرارات القادمة وتأثيرها على الأسواق.