كيف أستفيد في وقت انهيار العملة في بلدي؟

كيف أستفيد في وقت انهيار العملة في بلدي؟

هناك فارق بين انهيار العملة وبين التضخم، فالتضخم عبارة عن ظاهرة اقتصادية موجودة وستظل موجودة الى الأبد، وهي عملية فقدان العملة لقيمتها الشرائية مع مرور الوقت، وهي ظاهرة صحية عندما تكون الدولة مسيطرة عليها، اما في حالة حدوث أزمة نقدية في العلة المحلية فهنا تحدث صدمات قوية للعملة فتبدأ في فقدان قيمتها الشرائية بصورة أسرع وهذا النوع من أنواع الازمات يعد خطير جداً ويستفيد منه البعض كما يضر بالبعض الأخر.

الذي يستفيد من فقدان العملة لقيمتها هو ممتلك الأصول المالية بشكل عام، ففقدان العملة لقيمتها الشرائية يعني في الأساس ارتفاع أسعار ما تستطيع العملة شرائه، أي كل الاشياء المادية، ولكن مع ثبات تدهور العملة ستظل الأصول المالية ترتفع مع الوقت بسبب الندرة وعملية العرض والطلب لذلك يجب أن تشتري دائماً أصول مالية وتبتعد عن النقود السائلة كأسلوب جيد للحياة المالية الصحيحة. انهيار العملة يتم الاستفادة منه وقتية بالمضاربة على عملة مقابلة أو الذهب أو الفضة أو العقارات ولكن العقارات تعتبر من الأصول المالية الغير قابلة للتشييل بشكل سريع لذلك هي أستثمار طويل الأجل.

المضاربة عكس العملة المحلية بشراء الأدوات المالية التي تحدثنا عنها يعد أمر خطير على المجتمع ككل في بعض الأحيان ولكنه قد يكون مفيد للأفراد على المدى القصير فقط، ولكن المضاربة عكس العملة بشراء عملة أخرى يعني زيادة احتمالات تدهور العملةا لمحلية أكثر فأكثر مع الوقت، وهو ما يضر بالمجتمع ككل لذلك على المدى الطويل حتى وان ربح الفرد من هذه المضاربات فهو خاسر لانه جزء من المجتمع، وتكون الأضرار الناتجة عن تدهور سعر الصرف المحلي كثيرة فمنها مثلاً عدم توفر المنتجات لو كانت الدولة من الدول المستوردة، أو ارتفاع أسعار المنتجات بشكل كبير جداً بحيث لا يمكن لأحد شرائها، أو الوصول الى نقطة الانهيار الاقتصادي في بعض الاحيان وفي هذه الحالة قد تفلس الدول. لذا دائماً يفضل شراء أصول مالية تفيد كلاً من المجتمع والفرد، كأسهم الشركات مثلا المتداولة في البورصة في حالة كانت البورصة جيدة وتعمل بكفاءة، أو شراء أصول مالية كالعقارات، أو شراء سندات الدولة في حالة كانت مجزية بعد خصم نسب التضخم منها لتستطيع تحديد العائد الحقيقي على استثماراتك.