خريطة النجاح المالي. الحديث الكاذب عن البدء من الصفر.

خريطة النجاح المالي. الحديث الكاذب عن البدء من الصفر.

قال تشارلي مانجر ذات مرة أن أصعب شيء في الحياة هو المئة ألف دولار الأولى، ولكن بعد ذلك يصبح الأمر مسألة وقت قبل الوصول الى المليون دولار، وهي حقيقة معروفة لكل الناجحين في مجال البزنس والتجارة بشكل عام، ولكن بعد انتشار الفيديوهات التي يتحدث أصحابها الذين خرجوا الى النور ولديهم من المئة ألف الكثير فهذا جعل مفهوم النجاح مختلف كثيراً عما كان يتحدث عنه تشارلي مانجر أو حتى وارين بافت كأحد ظواهر الاستثمار في العصر الحديث. 

البدء من الصفر. 

يبدو أن لكلاً منا الصفر الخاص به، فربما تجد أحد الناجحين في مجال البزنس يتحدث اليوم عن الصعوبات الكبيرة التي واجتهته وهو يبدأ رحلة نجاحه من الصفر ولكن بعد قليلاً من البحث تجد أن والده هو أحد أشهر وأنجح وأغنى رجال الأعمال الموجودين، فهل هذا يعد صفر أم أننا أمام ظاهرة كاذبة تُسمى البدء من الصفر. 

مفهوم النجاح قد يختلف من شخص الى أخر. 

تعريف النجاح يختلف من شخص الى أخر، وهو ما يُفسر سر الحديث المستمر عن النجاح المالي الكبير الذي حققه هؤولاء المستثمرين، فالنجاح بالنسبة لك قد يكون هو الأموال فقط، ولكن بالنسبة لشخص يمتلك الأموال فالنجاح يكون أشبه بالبحث عن الذات، تماماً كما صرح من قبل المستثمر المصري نجيب ساويرس عن انه لم يقبل بالعمل مع والده في بداية حياته ولا حتى احتراف نشاط والده في مجال العقارات والتطوير العقاري والبناء، وانما قرر أن يتجه الى طريق أخر يكون هو فيه البطل، حتى لا يُنسب النجاح الى والده. 

لماذا ينجح سريعاً أبناء الأغنياء ؟.

النجاح المالي يعتمد في الأساس على درجة تقبل وتحمل المخاطر النفسية في المرحلة الأولى للإستثمار، تماما مثل التداول والاستثمار، ففي بداية الأمر تجد ان التداول له تأثير نفسي قوي عليك، فقد تكون الضغوط النفسية الناتجة عن أول خسارة لك في مجال التداول قاسية جداً، ولكن مع مرور الوقت وخاصة في حالة النجاح في التداول يكون التأثير النفسي أقل كثيراً وبالتالي تكون قراراتك الاستثمارية غير خاضعة للضغوط النفسية وتأتي من العقل ما يجعلها قرارات صحيحة بنسبة كبيرة.

وهو السبب في الثراء السريع الذي يصل اليه أبناء الأغنياء، فالخوف من الخسارة مختلف تماما عن خوف الانسان الذي يبدأ من الصفر الحقيقي من الخسارة، فالخسارة قد تكون كارثية بالنسبة للشخص الذي نشأ في أُسرة غنية ولكنه لن يتأثر بنفس القدر الذي يتأثر به الشخص الذي يبدأ من الصفر الحقيقي والذي يكون قد وضع كل ما يملك من مدخرات في مجال ما من مجالات البزنس، مما يجعل من الضغوط الناتجة عن الخوف من الخسارة أكثر عنفاً وقد تصل الى مرحلة أنها تُعيقه عن التفكير السليم في كثير من الأوقات. 

التحرك من منطقة الصفر الى المنطقة الأمنة. 

أي تحرك ولو بسيط من منطقة الصفر فهو نجاح، فلو انك بدأت بمبلغ بسيط جداً واستطاعت أن تحقق عائد جيد عليه مع مرور السنين فهذا نجاح كبير، وهذا ما لا يعرفه كثير من المتداولين، فالتداول هو بناء ثروتك بشكل مستمر وطبيعي على المدى الطويل، فلا تنخدع عزيزي القاريء بما تراه من قصص نجاح قد تبدو وهمية في بعض الأوقات، فالنجاح هو وصول الانسان الى هدفه عن طريق استغلال ما لديه من موارد أيا كانت هذه الموارد، كل ما عليك فعله هو أن تبدأ في صناعة المئة ألف الأولى، وبعد ذلك يكون الوصول الى المليون مسألة وقت، وهذا يتضمن أيضاً أن التحرك من الصفر الى العشرة ألاف الأولى هو نجاح باهر، حتى ولو كان المبلغ ضئيل، فالمهم هو أن تجد الطريقة التي من خلالها تستطيع أن تعمل الأموال بشكل يولد المزيد من الأمول، ما يعني أن النجاح ليس المليون أو المليار والفشل ليس عدم وجود الأموال، وانما النجاح مضمونه أن الأموال تعمل بشكل استثماري صحيح، والأرباح ستكون مسألة وقت، لذلك عند التداول أو الاستثمار في الأسواق المالية والبورصة بأنواعها سواء كانت بورصة الأسهم أو العملات أو السلع يجب أن تكون أهدافك المالية هي أن تعمل الأموال بطريقة أمنة تحقق عائد مستمر مع مرور الوقت، أما ان كانت أهدافك الوصول سريعاً لنفس مستوى الثراء الذي وصل اليك غيره ففي هذا نوع من أنواع عدم الفهم لبواطن الأمور، فكثيراً لم يبدأوا من الصفر الذي تبدأ أنت منه، فلكلاً منا الصفر المالي والنفسي الخاص به، فأصنع أنت طريقك وأبدأ من المكان الذي يتناسب مع حجم تفكيرك الاستثماري. 

طُرق صنع الأموال المتاحة لك. 

في الغالب اذا كنت موظف من ذوي الدخول المحدودة فأنت ليس لديك أي طريق الا طريق الاستثمار في البورصة اذا كنت تُريد تطوير مستقبلك المالي، وذلك لأن البورصة هي في النهاية مشاركة الأغنياء في عملية تعظيم الأرباح وهي القناة الاستثمارية الوحيدة المتاحة للإنسان الذي يريد أن يستثمر على المدى الطويل خاصة اذا كان رأس ماله غير كافي لصُنع نشاط تجاري خاص به، وهذا لا يحدث كثيراً من الطبقة العاملة أو الموظفين بشكل عام، فالاعتماد على الدخل الشهري يعد أحد المشاكل التي تواجه الطبقة العاملة في أي مجتمع وبذلك يتجه كثير من أصحاب الدخول المحدودة الأن الى البورصة لكي يستطيعوا تأمين مستقبلهم المالي وجعل المستقبل أفضل.