احذر فهناك إشارات خطيرة على تباطؤ نمو الاقتصاد الأمريكي!

احذر فهناك إشارات خطيرة على تباطؤ نمو الاقتصاد الأمريكي!

 

وتستمر الأعين الشاخصة نحو أداء الاقتصاد الأمريكي مع استمرار تشكيك أسواق الأسهم الأمريكية تجاه قدرته على تحمل ارتفاع تكلفة التمويل

 

فكما قد أشرنا مؤخراً إلى أن تكلفة الرهن لأجل 30 عاماً بلغت 5% وأن تكلفة تمويل الأصول الثابتة باتت عند حوالي 6% بالرغم من أن الفيدرالي الأمريكي يفرض فائدة فيدرالية عند 2.25% فقط ويرغب بالمزيد فكلها تشكل ضغط سلبي على رغبة الاستهلاك!

 

الاستهلاك الداخلي هو محور اهتمامنا هنا والذي يشكل ثلثا الاقتصاد الأمريكي ولذا فتأثره سيعني إشارات خطيرة على النمو

 

اليوم صدرت بيانات مبيعات التجزئة عن شهر سبتمبر والأهم أن ننظر لها بعد استثناء مبيعات محطات الجازولين وتجار السيارات

 

وبها نستنتج أن مبيعات التجزئة سجلت أقل قراءة منذ يناير حيث لم تنمو في سبتمبر والأهم أنها تراجعت من قراءة أغسطس عند 0.1% والتي بدورها أيضا ً تراجعت من قراءة يوليو عند 0.8%

 

وللتوسع بالتحليل نستذكر قراءة طلبات السلع المعمرة التي يستثنى منها مبيعات وسائل النقل

 

ويتبين منها عن أغسطس نمو ضعيف عند 0.1% وبتراجع من نمو يوليو عند 0.2% والتي تراجعت من نمو يونيو عند 0.3%

 

وهي بذلك تسجل في أغسطس أيضاً أسوأ قراءة منذ يناير

 

والآن ننتقل للنظر إلى مؤشر PCE  والمرتبط بنفقات الاستهلاك الشخصي

 

والذي سجل في أغسطس نمو عند 0.3% هو الأقل منذ فبراير وليتراجع بشكل منتظم منذ قراءة مارس

 

حيث تراجع من قراءة يونيو ويوليو عند 0.4% ومن قراءة ابريل ومايو عند 0.5% وليسجل بذلك أسوأ نمو منذ فبراير

 

إذا فإن مؤشرات الانفاق والاستهلاك وتأثيرها على طلبات الإنتاج للسلع المعمرة تعتبر عند قرب أدنى مستوى لهذا العام بالرغم من أن بدء خفض الضرائب لم يمض عليه 10 أشهر وبالرغم من الكلام الفيدرالي المعسول حول أداء الاقتصاد الأمريكي!

 

من مؤشرات الاستهلاك التي ذكرناها في هذا التقرير يتبين لنا أن هناك اشارات تأثر ملموس للمستهلكين جراء ارتفاع معدلات الفائدة

 

وقد يكون الحكم على ذلك بشكل أوضح يتطلب متابعة البيانات المذكورة لشهري سبتمبر واكتوبر

 

إلا أن اقترابها من مستوى الانكماش مؤخراً يتطلب معه توجيه التساؤلات المرتبطة بقدرة الاقتصاد على تحمل ارتفاع معدلات الفائدة عبر الاستمرار بتسجيل مستويات نمو قوية كما شهدناها في الفترات السابقة

 

بالنهاية نعتقد أن أسواق الأسهم أخذت هذه البيانات مؤخراً على محمل الجد وتخلت عن مستوياتها القياسية لتعطي خطوة للتموضع الحذر منها ومن التفاؤل الذي قد يكون مفرط من قبل الفيدرالي تجاه الاقتصاد

 

ولذا نستنتج أن التراجعات الأخيرة في أسواق الأسهم كان لها مبرراتها الاقتصادية أيضاً.

 

 

نورس حافظ

كبير استراتيجي الأسواق