يبدو أن الأسواق على وشك الانهيار مرة اخرى.

يبدو أن الأسواق على وشك الانهيار مرة اخرى.

بالنظر الى التحركات الحالية لمؤشرات الأسهم العالمية يبدو أننا كنا على صواب أن الأسواق ستنهار من المستويات الحالية، وهنا كفريق عمل التحليل في شركة كافيو قد توقعنا منذ بداية العام الجاري ان الأسواق ستصعد لاعادة اختبار المستويات الحالية ومن ثم من المحتمل أن تنهار الأسواق من هذه المستويات، وقد تحققت وجهة نظرنا بالفعل وهبطت الأسواق بقوة ومازالت تهبط بقوة أيضاً في الوقت الحالي وربما اننا قد بدأنا في مرحلة من مراحل الركود أو على الأقل يمكننا القول أننا بدأنا نرى نتيجة الركود والتخبط الاقتصادي على الأسواق. هذا ومن المتوقع أن يستمر هبوط الأسواق بشكل قوي لاسباب اقتصادية كثيرة سنحاول حصر أهمها الأن.

السبب الأول: مشكلة التضخم.

المشكلة في التضخم انه لم يكن كما توقع الفيدرالي بأنه سيكون عابر وعلى المدى القصير فقط، ولكن مازالت مستويات التضخم بعيدة عن أهداف الفيدرالي، وهو ما جعل أسواق السندات تنهار هي الأخرى بسبب ارتفاع معدل الفائدة حيث ارتفع العائد على السندات طويلة الأجل الى مستويات لم يشهدها السوق منذ عام 2006 تقريباً، وهذا يعني ببساطة أن المستثمرين يطلبون مزيد من الفوائد على اقراض الحكومة الأمريكية وهو ليتفادوا المخاطرة المرتفعة في الأسواق، وهذا يعني أن الحكومة مطالبة بضخ مزيد من الفوائد والأموال لكي تقترض وتستطيع تلبية طلبات الانفاق، ولكن هذه الأموال في حالة تم طبعها من قبل الحكومة سيزيد من التضخم وبالتالي ستدخل الحكومة في دائرة مغلقة، اما في حالة الاقتراض بالفوائد المرتفعة هذه فهذا يعني أن التضخم سيرتفع أيضً بسبب هبوط أسعار السندات القديمة في الأسواق مما يدفع العائد الى مزيد من الارتفاعات، بالتالي لكي تخرج الحكومة من هذه الدائرة يجب أن تقل الفائدة البنكية ولكي يحدث هذا يجب أن يعود أولا التضخم الى المستويات الأمنة، لأن هبوط الفائدة يعني مزيد من التضخم. يحدث هذا في الوقت الذي تعاني منه الحكومة الأمريكية عجز في الموازنة العامة لديها. وهو موقف صعب في الوقت الحالي على أي حال.

السبب الثاني: تشاؤم المستثمرين.

في الوقت الحالي من الواضح على الأسواق أن المستثمرين ليس لديهم ما يبعث على التفاؤل، فهم يروون أسواق الأسهم غير جدية بالاستثمار في الوقت الحالي طبقاً للتقييمات العلمية للأسهم أو بمعنى أوضح الأسهم مرتفعة جداً من حيث القيمة أمام السعر، بالتالي يريدون أن ينتظروا الى أن تصل الأسواق الى مستويات سعرية جيدة قبل الشراء مما أدى الى بدء هبوط الأسواق بالفعل، ومن المحتمل أن يستمر الهبوط الى مستويات سعرية منخفضة جداً قبل بدء الشراء مرة اخرى من قبل المستثمرين عندما يروون أن العائد يستحق المخاطرة.

السبب الثالث: التوترات الجيوسياسية.

بكل تأكيد التوترات التي تحدث في الشرق الأوسط الى جانب النزاع الروسي الاوكراني لها تأثير على أداء الأسواق، اندفاع الدول والمستثمرين الى الذهب أدى الى هروب كميات كبيرة من رؤوس الأموال من سوق الأسهم الى أسواق الملاذات الأمنة، وبالتالي هبطت الأسواق بقوة خلال الشهرين الماضيين، ومن المحتمل أن يستمر هبوط الأسواق بهذه القوة خلال الفترة القادمة من الناحية الفنية، فعندما يكون زخم الهبوط بهذا القوة فالأسواق تستمر في النزيف لمدد زمنية أطول.