النفط يشهد حيرة قوية، فما الاستراتيجية المقترحة؟

النفط يشهد حيرة قوية، فما الاستراتيجية المقترحة؟

سقوط كبير لأسعار النفط الخام الأسبوع الماضي

شهد النفط الخسارة الأسبوعية الأولى في آخر خمسة أسابيع ليكمل دائرة الانهيارات في أسواق المال عالميًا. ثمة أسباب عديدة وراء التراجع في أسعار الخام كان أهمها تراجع التفاؤل إثر تقرير وكالة الطاقة الدولية IEA الشهري الذي حذر من ارتفاع أسعار النفط الخام، مما يضغط سلبًا على النمو الاقتصادي العالمي، ومن ثم على الطلب العالمي على النفط الخام. أيضًا صندوق النقد الدولي IMF في اجتماعه الأخير خفض توقعات النمو الاقتصادي العالمي، مما يعني بالطبع تراجع الطلب على النفط.

ولكن النفط حافظ على اتجاهه الصاعد مع استمرار مخاوف نقص الإمدادات الإيرانية بعد تطبيق العقوبات الأمريكية في نوفمبر القادم، مع نقص الثقة في قدرة أو رغبة الدولة المنتجة للنفط في تعويض فجوة نقص الإمدادات (خاصة المملكة السعودية وروسيا)، مما يدعم الصعود، ولكن نشكك في ارتفاعات كبيرة أخرى (عن المحققة) في أسعار الخامين على المدى القريب.

النفط الخام الأمريكي غرب تكساس WTI – العقود الآجلة تسليم نوفمبر – أغلق جلسة الجمعة (+0.52%) عند (71.34) $/للبرميل من إغلاق جلسة الخميس (70.97)، مع إغلاق أسبوعي بخسائر (-4.04%) في نطاق حركة (70.51 – 75.28)، ومكاسب من بداية العام الحالي حتى الآن (+22.41%).

النفط القياسي العالمي برنت – العقود الآجلة تسليم ديسمبر – أغلق جلسة الجمعة (+0.21%) عند (80.43) $/للبرميل من إغلاق جلسة الخميس (80.26)، مع إغلاق أسبوعي على خسائر (-4.43%) في نطاق حركة (78.23 – 85.45)، ومكاسب من بداية العام الحالي حتى الآن (+26.65%).

هذا وقد ارتفعت المخزونات الأمريكية الأسبوعية للنفط الخام الأمريكي وفقًا للتقرير الرسمي من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) بمقدار (+5.987) مليون برميل أعلى من التوقعات (+2.620) مليون برميل، والقراءة السابقة (+7.975) مليون برميل، لتصل إجمالي المخزونات الأمريكية التجارية (410.0) مليون دولار أقل من عام سابق. كذلك مخزونات البنزين ارتفعت (+0.757) م.ب. من التوقعات (-0.042) م.ب. والقراءة السابقة (-0.499) م.ب. بينما مخزونات نواتج التقطير والديزل وغاز التدفئة انخفضت (-2.666) م.برميل أقل من التوقعات (-1.750) م.ب.

البنزين – العقود الآجلة تسليم نوفمبر – أغلق جلسة الجمعة (+0.48%) عند (1.9420) دولار أمريكي للجالون – مع إغلاق أسبوعي على خسائر (-6.91%).

الغاز الطبيعي – العقود الآجلة تسليم نوفمبر – أغلق جلسة الجمعة على خسائر (-1.89%) عند (3.161) $/لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، بينما أسبوعيًا على مكاسب (+0.57%).

أساسيًا العوامل الداعمة لأسعار النفط الخام تستمر:

(1) توقعات نقص الإمدادات الإيرانية بعد اكتمال تطبيق العقوبات الأمريكية

(2) اتفاق تخفيض الإنتاج (أوبك+) لازال يحقق أهدافه بشكل جيد جدًا

(3) الشك في قدرة منتجي النفط الخام في تعويض النقص المتوقع في الإمدادات

(4) الطلب العالمي على النفط لازال قويًا خاصة من الصين

أما العوامل السلبية على أسعار النفط الخام ترتفع بقوة:

(1) توقعات صندوق النقد الدولي بتباطؤ الاقتصاد العالمي

(2) توقعات وكالة الطاقة الدولية IEA ومنظمة أوبك بتراجع الطلب العالمي على النفط

(3) هجوم الرئيس الأمريكي ترامب على منتجي النفط، وخاصة المملكة السعودية، من أجل رفع الإنتاج لتخفيض أسعار النفط

(4) التباطؤ الاقتصادي العالمي أصبح من المتفق عليه بين صناع السياسات الاقتصادية أنه قد بدء بالفعل

أما فنيًا، فهناك تراجعًا كبيرًا في أسعار النفط الخام الأمريكي غرب تكساس، ولكن شكك فقط في قوة الاتجاه الصاعد، ولم ينهي توقعات الصعود. حيث أن ثبات الدعم (64.90) $/للبرميل يحمي الاتجاه الصاعد.

الاستراتيجية المقترحة هي الحيادية أولاً، ثم الشراء من التراجعات: (70.45) (69.80) (68.30). ووضع الأهداف عند (72.70) (73.80) (74.55).