أهم درس ستتعلمه في حياتك كمضارب

أهم درس ستتعلمه في حياتك كمضارب

أمامك الآن الرسم البياني للذهب. قبل أن أكتب أي شيء انظر الرسم وجاوب على السؤال الآتي. هل الفرصة الموجودة الآن أمامك هي فرصة شراء أم فرصة بيع؟ جاوب على السؤال ثم دعني أشرح لك ما هو التداول بناءاً على إجابتك. هذا هو الدرس الأهم الذي ستتعلمه في حياتك، اكمل المقال وستعرف بنفسك أنه الدرس الأهم بالفعل.

 

نعم هي بالفعل فرصة شراء بكل تأكيد:

إذا كنت جاوبت بأنها فرصة شراء فأنت بكل تأكيد على صواب، فهي بالفعل أحد أفضل فرص الشراء للأسباب الأتية

  • الاتجاه صاعد على المدى القصير
  • السعر عند مستوى انتهاء الحركة التصحيحية المركبة
  • إذا وضعت مؤشر المتوسط المتحرك أعلى من 50 يوم ستجد أن السعر قد أغلق أعلاه، وهي فرصة جيدة للشراء
  • السعر عند مستوى خط الاتجاه ولم يستطيع اختراقه
  • مستوى 1278 هو مستوى دعم قوي جداً ويزيد من احتمالات الصعود

إذًا هي بالفعل فرصة جيدة جداً وأنت قد اتخذت القرار الصحيح. هذا النوع من المضاربات يتميز باحتمالات جيدة جدًا، وفي الغالب العائد إلى المخاطرة يكون جيد أيضًا لأنه اتجاه صاعد، وهذا يزيد من فرصة تعظيمك لأرباحك. الشراء الآن بعد كل هذه الأسباب المذكورة للشراء أو من وجهة نظر المشتريين هو بمثابة فرصة لا تتكرر كثيراً. فإذا كنت جاوبت بأنها فرصة شراء فأنت بكل تأكيد تقرأ السوق بطريقة صحيحة.

احتمالات نجاح هذه الصفقة مرتفعة جدًا تكاد تكون 60%. أراك الآن تقول لنفسك 60%!! بعد كل هذه الأسباب؟! كيف لا تكون 100% أو حتى 90% على الأقل بعد كل هذه الأسباب؟ ومن الذي يبيع من هذا المستوى إلا إذا كان غير محترف ولا يعرف كيفية التداول من الأساس؟! .. دعني أجاوب عليك.

 

لم تكن فرصة شراء من الأساس .. بل هي فرصة بيع ..

نعم هي في الحقيقة من وجهة نظري فرصة بيع، وأعرف أنك الآن تفكر في أنني أحاول تشتيتك، ولكنني لا أعني ذلك. هي بالفعل فرصة جيدة للبيع للأأسباب التالية (انظر الرسم البياني أيضًا):

  • تكوين السعر لقمة أسفل من القمة السابقة، وهو ما يعني سيطرة القوى البيعية على السعر (نقطة رقم 1)
  • حركة إعادة اختبار قمة الاتجاه جاءت ضعيفة جداً وهبط السعر بعدها بقوة، وهو ما يزيد من قوة البائعين (النقطة من 0 إلى 1)
  • الحركة الحالية بمثابة حركة لجني الأرباح من جانب المضاربين على الهبوط
  • الاتجاه بشكل عام هو اتجاه عرضي وهو ما يعني أن احتمالات سيطرة كلاً من القوتين مازال واردًا.
  • إذا وضعت مؤشر المتوسط المتحرك أقل من 50 يوم ستجد أن السعر مازال يغلق أسفله، وهي إشارة على ضعف زخم الصعود

 

أبيع أم أشتري؟!

أفعل ماشئت، هذه الفرصة هي مطمعك إن كنت مشتري، ومطمعك إن كنت تريد أن تبيع. إذا كنت تريد التأكد فربما يأتي أن السعر يصعد من هذا المستوى بقوة فتشتري، فيرى البائعون أن السعر الآن أفضل مما كان قليلاً، فيبيعون بقوة ليغلق السعر أسفل مستوى الدعم 1278 ومن ثم يشهد هبوطًا قويًا جداً الفترات القادمة وتخسر الصفقة. إذا ما الحل؟!

 

الأمر هنا أنك تفكر بهذه الطريقة، فلا يوجد هناك أبداً احتمالات أعلى من 60% أمامك على الشاشة، ولكنك في أوقات معينة تحاول أن تخدع نفسك بأن السعر لن يهبط من هذا المستوى أبداً، أو العكس، بأن السعر لن يصعد من هذا المستوى أبداً. وفي الوقت الذي تقرأ فيه هذا المقال من الممكن أن تكون قد رأيت أنها فرصة بيع أو أنها فرصة شراء. ومن رأها بيع أو شراء هو على صواب .. نعم الفرصة جيدة جداً من وجهة نظر المشتري وجيدة جداً من وجهة نظر البائع. لهذا فإن هذه الفرصة تتطلب مزيدًا من الوقت ربما، وإن كانت احتمالاتها من الممكن أن تكون 60% على الشراء، أو 60% على البيع طبقاً للأسباب المذكورة من كلاً من وجهتي النظر، و أنا أراها 50% صعوداً أو هبوطاً بعد أن فكرت من وجهة نظر المضاربين.

إن لم تتعلم هذا الدرس فلن تربح أو تصبح محترفًا في التداول أبداً. وهو أنك تحترم دائماً المضارب الذي يفكر عكسك، مهما كانت توقعاتك فمن الممكن أن تكون على خطأ، ومهما كانت دقة توقعاتك فمن الممكن أن تخسر الصفقة حتى وإن تحرك السعر في الاتجاه الذي توقعته، حيث من الممكن أن يرتد قبل أن تأخذ أرباحك ويتحول إلى خسارة فقط لأنك لم تكن تحسب الأمور بطريقة حكيمة. الفرصة جدية لك ولغيرك في أي وضع يكون عليه السعر، وهناك من يراها جيدة للشراء وهناك من يراها جيدة للبيع، وهذا هو سوق البورصة شئنا أم أبينا. وإن لم تتعامل مع السوق كما وصفه المستثمر الحكيم، أل بروكس، بأن هذا السوق هو ليس أبيض وليس أسود، ولكن دائماً يكون في المنطقة الرمادية. فالجيد هو جيد بما يكفي لإقناع المشتري بأن ينفذ الصفقة، ولكن يكون في الغالب جيد لتنفيذ صفقة بيع في نفس ذات الوقت، ولهذا يعيش المضارب دائماً في المنطقة الرمادية.

 

ما الحل الأمثل إذا كان التداول يعتمد على كل شيء وعكسه؟

الحل في طريقة تفكيرك أنت، أن تعرف أن السعر من الممكن في أي لحظة أن يصعد أو يهبط، وأنك حين ترى أنها فرصة جيدة فهناك في بلد آخر مضارب يرى تمامًا عكس ما تراه أنت، وإن لم تبدأ في تمرين نفسك كمضارب على تقبل هذا الأمر فأنت تخدع نفسك بكل تأكيد ولم تتعلم التداول بشكل صحيح. في نهاية المطاف السوق لا يعرف طريقة تفكيرك ولا يريد أن يعرفها، وهو لا يهتم بك سواء خاسراً أم رابحاً، في النهاية هو يتحرك كما يحلو له.

لذلك هي لعبة احتمالات، سواء تعرف هذا أم لا فهي لعبة احتمالات. دائماً هناك احتمال مضاد لما تراه أنت، ومن الممكن أن تشتري وغيرك يبيع في نفس اللحظة وتخرجون رابحين في النهاية. ومن الممكن أن تخرجوا من الصفقتين خاسرين في النهاية، فقط لأن كلاً منكم لم يكن يعرف متى وأين سيخرج من السوق. وعلى الرغم من التناقض البين بين طريقة تفكيرك وتفكير المضارب الآخر، إلا أنه من الممكن أن تتوحد النتيجة ربحاً فقط لأن كلاً منكم يدير أمواله بذكاء وبطريقة جيدة.

التداول عبارة عن توصيل النقاط ببعضها البعض، دقة تحليلك ليست الحل الوحيد، ولكن هناك عناصر كثيرة يجب أن تكون متصلة، أين ستدخل وكيف ومتى ستخرج وكيف ستدير الصفقة أثناء تواجدك في السوق. أعرف أنني قد أصبتك بشيء من الإحباط أو التعقيد، ولكن إن كانت اللعبة مستحيلة فلما كان هناك مضاربين ناجحين فيها، ولما كنت نجحت فيها أنا أيضاً، ولكن كل ما في الأمر هو فقط كيفية بناء طريقة تفكير صحيحة. بعد ذلك ستشعر أنها كأي مهنة أخرى، كالطب أو الهندسة أو المحاسبة، وستقوم بها بكل أريحية وسهولة، ولكنها ستظل صعبة في النهاية. كل ما في الأمر انك قد بنيت طريقة تفكير المضاربين المحترفين.

كل هذا من شأنه مساعدتك في تقليل الضغوط النفسية الناتجة عن التداول فقط لأنك ترى السعر لا يسير في الاتجاه الذي توقعته ودخلت الصفقة على أساسه. الكارثة تحدث عندما ترى أن الفرصة عظيمة فتضاعف مثلاً حجم المخاطرة، وهو أمر طبيعي إذا كنت ترى أنها فرصة عظيمة وبالتالي لا تأتي كثيراً ويجب أن تغتنمها. وكل هذا ليس حقيقي وإنما وهم قد سيطر على عقلك فقط لأنك ترى من منظورك أنت، وأنا لا أعرف إذا كنت تفكر في البيع أو الشراء ولكن في الحالتين أنت موهوم، الفرصة جيدة لك فقط من وجهة نظرك وجيدة لغيرك من وجهة نظره أيضاً.

اختتم هذا المقال بقول بروكس بأنك إن لم تحترم المضارب الذي يفكر عكس ما تفكر فيه فأنت تمامًا كالذي يتم التصويب عليه ولكن من مسافة بعيدة نسبياً واحتمالات إصابته لا تتعدى الـ 20% ولكنه لا يعطيها اهتمامًا! تعلم أن الـ 20% حقيقية ومن الممكن جداً أن تُصاب بالفعل.