عندما نفكر في الشخصيات الاقتصادية التي غيرت العالم فدائمًا ما يتجه تفكيرنا لشخصيات سياسية قد شكلت فارقًا في بلادها، سواء الفرق الذي احدثته تلك الشخصيات إيجابيًا أو سلبيًا. ودائمًا ما نجد أن الشخصيات السياسية هي الأكثر ذكرًا على مر العصور، مثل غاندي وتشرشل وحتى هتلر وموسوليني. فالناس تتذكر الشخصيات المؤثرة التي قادتهم إلى الحرية والمجد أو حتى إلى الهلاك والموت.ولكن على الجانب الآخر من الأمور هناك شخصيات قد أحدثت فارقًا في حياتنا جميعًا، ولكنهم ليسوا على نفس مستوى الشهرة التي حصل عليها الشخصيات السياسية، وهم الشخصيات الاقتصادية البارزة التي أحدثت فارقًا ملحوظًا في عالمنا الذي نعرفه. وفي تلك السلسلة سنتحدث عن هؤلاء الشخصيات، وكيف أنهم غيروا التاريخ، ولكن بطريقتهم الخاصة.
الجزء الثاني
توماس روبرت مالتوس
• ولد توماس عام 1799 وهو رجل دين إنجليزي وباحث ويعتبر من المؤثرين في العديد من المجالات الاقتصادية و السياسية والديموغرافية
• قبل توماس مالتوس، كان الرأي السائد هو أن المجتمع كان على طريق ثابت إلى تحسن مستمر، ومن الناحية النظرية كان في طريقة إلى الكمال، ولكن مع ظهور نظريات مالتوس تحطمت تلك الآراء
• ألف توماس أهم كتبه “مقال عن أساسيات السكان”، وقد أثار هذا الكتاب الجدل، حيث تتلخص فكرة الكتاب في أن زيادة الإنتاج قد زادت من رفاهية السكان، ولكن بصورة مؤقتة، لأنها أدت إلى نمو سكاني جديد، مما أدى بدوره إلى استعادة مستوى إنتاج الأفراد. بعبارة أكثر وضوحًا، كان الإنسان لديه فرصة عظيمة للاستفادة من زيادة الموارد في العيش برفاهية بدلاً من ازدياد النمو السكاني، وهذه النظرية يطلق عليها (شبح روبرت مالتوس)
• إيمانه بعدم القدرة على تغيير الطبيعة البشرية أثر تأثيرًا عميقًا في عمله. ورأى أن الفقر في بعض قطاعات المجتمع طبيعي ولا مفر منه، وكانت وجهات نظره مؤثرة للغاية لدرجة أن رئيس الوزراء قد سحب مشروع قانون كان يهدف إلى تقديم إغاثة موسعة للفقراء
• استمرت وجهات نظر مالثوس في تقديم مساهمات مهمة في كيفية تعامل حكومة المملكة المتحدة مع محنة الفقراء خلال القرن التاسع عشر، بالإضافة إلى إلهام الكتاب والمناظرين في القرن العشرين.