6 دروس تتعلمها عند التداول على الأسهم

6 دروس تتعلمها عند التداول على الأسهم

هناك شيء جميل حول شاشات ومخططات التداول على الأسهم، حيث إذا نظرت نظرة أكثر شمولاً على التداول على الأسهم سوف تكتشف أنها تعكس في النهاية سيكولوجية الجماهير، بمعنى أوضح أن الرسوم البيانية لأسهم الشركات المختلفة هي في الأساس تمثل تصورات للسلوك البشري ونفسية المتداولين، وانعكاس تلك النفسية على حركة البيع والشراء. والحقيقة أن التداول على الأسهم يمنحنا فهمًا أفضل للسلوك البشري بشكل عام ويعطينا نظرة استباقية للذات والحياة والمستقبل.

وعلى الرغم من تلك الدروس الهامة التي سنشرحها في هذا المقال، إلا أن الأهم من هذا كله أن نتفهم أن التداول على الأسهم هو جزء من رحلة استكشاف للذات، وهذه أهم دروس تتعلمها من التداول، ويمكنها أن تفيدك في حياتك بشكل عام.

التفكير على المدى البعيد وفي المستقبل

من المعروف أن أفضل طريقة لتحليل الأسهم هي عن طريق عرضها في أطر زمنية متعددة، أيًا كان الإطار الزمني الأساسي الذي تتطلع إلى المتاجرة عبره، فإننا دائمًا ننظر إلى إطار زمني أطول. فعلى سبيل المثال، إذا كنت تستخدم أسلوب التداول اليومي، فيجب أولاً أن تراقب مخطط التداول الأسبوعي، أو إذا أردت التداول على إطار الـ 5 دقائق، فيجب أن تنظر إلى مخطط التداول لـ 30 دقيقة. والسبب في هذا أنه من خلال رؤية الصورة الأكبر فإننا يمكننا اتخاذ قرارات أفضل. ما يشبه الترند الهابط على الرسم البياني اليومي قد يكون مجرد تراجع في اتجاه الترند الصاعد القوي. الإطار الزمني الطويل مفيد في اتخاذ القرارات الإستراتيجية. إذا كان الاتجاه على المدى الطويل لا يزال منخفضًا، فلن نتمكن من الشراء والعكس صحيح. ويساعدنا على تجنب القرارات السيئة وعند تطبيق هذا على حياتنا اليومية مثل الغذاء والتمارين الرياضية، فإذا فكرنا في إشباع رغباتنا على المدى القصير بدون دراسة عواقب اتخاذنا تلك القرارات على المدى البعيد فإننا سنفشل في حياتنا. ولهذا أي متداول مخضرم لن يتخذ قرارات في حياته بدون النظر إلى المستقبل والتفكير بتأني في عواقب أفعاله.

 

معرفة متى نقول لا

من الغرائز الإنسانية أننا دائمًا ما نريد المزيد من الأشياء الجيدة أو من الأشياء التي نحبها، وأسواق الأسهم هي أكبر دليل على هذا الأمر، فإننا دائمًا ما نود الاستمرار في الربح حتى لو كان الاتجاه يسير عكس توقعنا. ولكننا نغالط أنفسنا ونستمر حتى نصل لمرحل الخسارة، ولهذا أي متداول ناجح في سوق الأسهم يعلم متى يجب أن يقول كفى، وأن يقول لا لن أقوم بالمزيد من الصفقات حتى لو فات جزء كبير من الأرباح. فيجب أن نضع معايير النجاح الخاصة بنا. فمثلاً إذا كان هدفك هو تحقيق 5٪ على صفقة، فكن سعيدًا بنسبة 5٪ حتى إذا انتهى السهم بتحرك بنسبة 10٪. وإذا طبقنا هذا على حياتنا اليومية فدائمًا هناك أشخاص يجنون المزيد من المال ويتفوقون علينا. هذه ليست منافسة ضد الآخرين. المنافسة الحقيقية هي مع نفسك.

 

اتخذ قراراتك بنفسك ولنفسك

دائمًا ما نشعر منذ الصغر أن هناك أحد يفكر عوضًا عنا، سواء من أهلنا أو في الدراسة أو حتى من الكتب التي نقرأها. فهناك من يقدم لنا الحقائق والمعلومات التي نحن بحاجة إلى معرفتها ومهمتنا هي فقط القدرة على استعادتها. فنشأنا نشعر أننا نفتقر إلى الفكر المستقل، وحتى عندما كبرنا نشعر أن هناك دائمًا شخص يقول لنا ما يجب أن نفعل سواء في التليفزيون، الراديو، وسائل الإعلام، الأصدقاء، العائلة أو زملاء العمل. ولكن المتداول الناجح يتعلم أن يتخذ من أفكار الآخرين، ولكن يجب أن يبحث هو بنفسه ليصل إلى الاستنتاج المناسب له وحدة، ويحدد الأفضل له وحده.

وإذا طبقنا هذا على الأسواق فدائمًا ما نرى أن اتجاه الجمهور يكن في غير محله، وهناك مقولة شهيرة تقول إن الأشخاص الذين يحصلون على أكبر قدر من المال في السوق هم من كانوا على حق عندما كان الجميع على خطأ.

اقتناص الفرصة المناسبة من بين العديد من الفرص

في حياتنا اليومية تقع أمامنا الكثير والكثير من الفرص في شتى المجالات، سواء فرص استثمارية أو فرص عمل أو فرص في العلاقات والصداقة والحب، أو حتى فرص للسفر والاستمتاع. ولكن بالطبع نحن لا نتخذ جميع الفرص التي تقع أمامنا، فهناك دائمًا أولويات على أساسها نحدد متى سنتخذ الفرصة الصحيحة. وهذا بالضبط ما يحدث عند التداول على الأسهم، فهناك العديد من الصفقات التي تعتبر فرصة ممتازة، ولكن أنت وحدك القادر على تحديد ما هي الفرصة المميزة والمناسبة لك ولصفقاتك ولإدارتك لحسابك. وكذلك في الحياة، فإن الفرص لها وقت محدد، سواء في التداول أو في الحياة عامة، فعلينا أن نتعلم أن ننتهز الفرصة المناسب في الوقت المناسب.

 

التخطيط الدائم للمستقبل

في التداول أنت لا تعرف أبدًا ما الذي سيفعله السوق، ولكن يجب أن تعرف دائمًا ما ستفعله أنت حيال السوق. لهذا يجب أن تكون دائمًا على أهبة الاستعداد، فكما ذكرنا من قبل إن الفرص لا تنتظر كثيرًا. ولهذا يجب أن يكون لدينا خطة لاقتناص الفرص عندما نجدها. وعندما نطبق هذه النظرية على الحياة فجميعنا نعرف أن الحياة لا يمكن التنبؤ بها بالطبع، ولكننا نحاول التخطيط للمستقبل لتفادي الأسوأ وانتظار الأفضل. ولهذا يجب ألا ننكر أهمية إدارة المخاطر، سواء في التداول أو في حياتنا. فلا شيء مضمون أبدًا، والحقيقة المرة أن الحياة تسوء أحيانًا.

 

لا يوجد شيء مثالي

في المدرسة نتعلم أن الهدف من التعليم هو المثالية، وتتم مكافأتك لكونك على حق، ومعاقبتك لكونك مخطئ. ويمكن بسهولة قياس الكمال: تجيب على كل شيء بشكل مثالي، تحصل على 100٪.

أما في الحياة الواقعية نكتشف أنه لا توجد إجابة واحدة صحيحة لكثير من الأسئلة، في الأسهم والحياة، الكمال مستحيل.

لا يمكنك الشراء في القاع ولا يمكنك البيع في الأعلى حتى وإذا نجحت في مرات قليلة فالأمر حظ بحت، ونتعلم أن الأهم ليس أن تكون مثاليًا، ولكن أن تكون ناجحًا.