هل ستفشل أميركا في رفع سقف الدين وتفلس؟ وكيف ستكون تبعات ذلك؟

هل ستفشل أميركا في رفع سقف الدين وتفلس؟ وكيف ستكون تبعات ذلك؟

حذرت جانيت يلين وزيرة الخزانة الأمريكية من أن النقد الأمريكي قد ينفد بحلول الأول من يونيو وأن أميركا ستتعثر في سداد ديونها إذا فشل الكونجرس في رفع سقف الدين

 

وفي رسالة إلى أعضاء الكونجرس يوم الثلاثاء، قالت يلين: ” أن على الكونجرس التحرك في أقرب وقت ممكن، لقد تعلمنا من مآزق حد الديون السابقة أن الانتظار حتى اللحظة الأخيرة لتعليق أو زيادة حد الدين يمكن أن يسبب ضررًا جسيمًا لثقة الأعمال والمستهلكين، وزيادة تكاليف الاقتراض لدافعي الضرائب، وتؤثر سلبًا على التصنيف الائتماني للولايات المتحدة “.

 

وأضافت يلين أنه من المستحيل أن تعرف على وجه اليقين متى بالضبط سينفد النقد في الولايات المتحدة.

 

حيث تعتزم الوزارة اقتراض مبالغ بحوالي 400 إلى 800 مليار دولار حتى يونيو لسداد التزاماتها

 

وكون المبلغ مرن وفي نطاق واسع فيعود ذلك بسبب تراجع وعدم وضوح في إيرادات الضرائب بسبب الوضع الاقتصادي المتراجع كما شهدنا في نتائج الشركات.

 

الكونجرس لديه حتى الأول من يونيو 8 جلسات يمكن بها رفع سقف الدين، إلا أن الخلاف بين الحزبين ما يزال كبيرا بشأن خفض الانفاق

 

إن بلوغ سقف الدين سيعني أن الحكومة الأمريكية غير قادرة على اقتراض المزيد من الأموال بهدف سداد ديونها وبالتالي يعني افلاسها!

 

ويقع سقف الدين الحالي عند 31.3 تريليون دولار حيث تم رفعه في عام 2021 بمبلغ 2.5 تريليون دولار

 

الرسم التالي من مكتب الميزانية للكونجرس الأمريكي يبين سقف الدين وكيف تسارع بالارتفاع في السنوات الأخيرة

 

 

ماذا لو لم يتم رفع سقف الدين؟!

سيكون هناك تبعات محلية وعالمية مدمرة

 

من هذه التبعات المحلية عدم سداد الحكومة الأمريكية أموال للمتقاعدين وأصحاب التأمينات الاجتماعية وتجميد المشاريع وارتفاع هائل في تكلفة الاقتراض وشلل في عمليات الاستدانة وبالتالي انكماش وركود حادين وارتفاع هائل للبطالة مع افلاس عدد هائل من الشركات والبنوك!

 

أما عالميا فسيتم خفض التصنيف الائتماني لأميركا وفقدان الثقة بها كشريك تجاري

 

وكما حدث في أزمة الرهن العقاري فسيمتد الأثر السلبي إلى البنوك والشركات المنكشفة على بنوك وشركات الاقتصاد الأمريكي

 

وستفلس هذه الشركات أو تتعرض لخسائر فادحة وفق نسبة انكشافها على الاقتصاد الأمريكي

 

ولذا ستصبح أزمة عالمية وخاصة في الدول الأوروبية والمتقدمة والنفطية وغيرها من تلك التي لديها نسب عالية من الشراكة مع الولايات المتحدة الأمركية.

 

وبسبب هذه التبعات فإن الولايات المتحدة لم تفشل سابقا برفع سقف الدين أو من سداد ديونها

 

حيث كان يتم باستمرار التفاوض بين الحزبين في الكونجرس إلى آخر لحظات ومن ثم يتم رفع سقف الدين والذي تم في السابق 78 مرة!

 

الخلاف حول خفض الانفاق:

حيث يطالب الجمهوريون في مجلس النواب بتخفيضات جذرية في الإنفاق وخفض بنود انفاق في أجندة الرئيس بايدن في مقابل توفير الأصوات اللازمة لرفع سقف الدين.

 

إلا أن الديموقراطيين والرئيس بايدن رفضوا ذلك تماما مما خلق حالة التعثر الحالية

 

وفي تحرك للبيت الأبيض فقد دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى اجتماع مع قادة الكونجرس بشأن هذه القضية مما يعطي آمال بالتوصل لحل لهذا الخلاف رغم استمرار تبادل الاتهامات

 

ويتوقع أن يتكرر السيناريو المعتاد بالتوصل لحل ورفع سقف الدين كونه أمر يمكن بسهولة تحقيقه بعد التوصل لحل وسط بين الحزبين أو بعد تحقيق مكاسب سياسية وتسويات في قضايا أخرى.