مع اقتراب نهاية العام .. ماذا حدث خلال 2018 في الاسواق المالية ؟

مع اقتراب نهاية العام .. ماذا حدث خلال 2018 في الاسواق المالية ؟

مع اقتراب نهاية 2018 والتي كانت أخر اعوام الهدوء و الاستقرار للاسواق المالية حيث ان العام القادم لا يبشر بأي استقرار اقتصادي عالمي ، و من المحتمل أن يكون العام الجاري أخر المتمم للعقد الماضي والذي شهدت فيه الاسواق تعافي من الازمة العالمية في 2008 و تطور كبير في الاداء الصناعي و التجاري على الساحة العالمية

ماذا عن 2019 ؟

 

الذكاء الاصطناعي وتأثيره على العالم

أهم ما يشغل العالم الان هو الذكائ الاصطناعي والتطور الكبير و السريع في استخدامه ، حيث يشهد العالم الان سيارات تيسلا والتي تقود نفسها بنفسها ، و اليابان لم تترك ساحة الابهارات حيث اخترعت الروبوت ” لوفوت ” والذي أبهر العالم من حيث كمية التشابه بينه و بين البشر وكيفية التعامل مع الواقع الانساني من حوله ، فهل يشهد العالم في العقد القادم اتجاه أخر يستبدل الانسان بالروبوت ؟

من الواضح أن عباقرة العصر الحالي قرروا تحدي العالم ، حيث أن على المستوى المالي والنقدري نجد العملات الرقمية تهدد عروش القطاعات المصرفية في العالم ، و من المحتمل أن ينتهي عصر العملات الورقية في وقت ما ، وكما ذكرنا على المستوى الصناعي فسيارات تيسلا شهدت مبيعات قوية جداً في أخر ربع للشركة للعام الجاري ، وهو ما يهدد ايضاً عرش قطاع صناعة السيارات .

 

سوق الاسهم العالمي يتلون باللون الاحمر .

في الوقت الذي نكتب فيه هذا المقال مؤشرات السوق الامريكي مازالت تشهد هبوط مستمر الى ما يقارب ال 20% ، و لكن أكثر من 20 دولة الان تحولت مؤشرات البورصة لديهم الى اللون الاحمر ، هبوط جماعي لبورصات العالم و الدول الاقوى اقتصاديا في العالم ، المستثمرين في غاية القلق من احتمالية مشاهدة عصر جديد للهبوط ، متى من الممكن أن يحدث والى متى سيستمر ؟

من الممكن أن تكون 2019 هي نقطة انطلاق انعكاس الاسواق العالمية و من المحتمل أن تشهد مزيد من الهبوط مع بداية العام وسط هذا القلق الذي يسيطر على المستثمرين ولذلك نرى الان كثير من رؤوس الاموال تتجه الى الملاذات الامنة كالذهب .

 

البريكسيت

بالطبع أهم ما كان يشغل الساحة العالمية قضية خروج المملكة المتحددة من الاتحاد الاوروبي والتي أثرت بقوة بين حين و أخر على الاسواق العالمية ، والعام القادم سيشهد هو الاخر استمرار هذه القضية حيث أن من المشار اليه أن يوم الخروج الرسمي من الاتجاح الاوروبي سيكون نهاية مارس القادم ، هل ستتأثر الاسواق مع خروج المملكة من الاتحاد الاوروبي أم لا ؟ هذا ما ننتظر أن نراه على الاسواق في اول ربع للعام القادم .

 

حركة السوق الان .. الحركة التصحيحية العالمية

الى الان لا يعتبر الاسواق قد دخلت بالفعل في مرحلة السوق الهابط ، و انما الاسواق الان في مرحلة الحركة التصحيحية والتي جائت قوية بالطبع وهذا واضح على كل الاسواق والتي كما ذكرنا هبطت أكثر من 20% و من الناحية الفنية أو فراءة الرسم البياني من المحتمل أن تكون وجهة نظر المستثمرين قد تحولت الى الاتجاه الهابط بالفعل و لكن من الناحية الاقتصادية فمازالت التحركات الحالية ضمن فئة الحركات التصحيحية .

 

الكساد

مع الصعود الجماعي والتاريخي للسوق الامريكي في سبتمبر الماضي ظهرت علامات احتمالية دخول الاقتصاد الامريكي في مرحلة الكساد ، الى جانب أن العوائد على السندات الحكومية هبطت بشكل قوي و اقتربت معدلات عوائد السندات لكل من السندات طويلة الاجل و قصيرة الاجل من بعضها البعض ، و مثل هذه الحالات غالباً ما يتبعها الكساد

اسعار العقارات هبطت بالفعل في الولايات المتحدة و استثمارات القطاع العقاري بشكل عام تأثرت بالسلب ، الاقتصاد العالمي تباطء ، الاسواق المالية هبطت بشكل جماعي و قوي ، فهل يعني هذا بداية الكساد ؟ من المحتمل .

 

Short selling traders

المضاربة على هبوط الاسواق زاد بقوة في الاونة الاخيرة مع اقتراب نهاية العام الجاري ، و مازالت الاسعار تهبط بقوة مع الضغوط البيعية ليس فقط من الخروج من السوق ولكن أيضاً بسبب انتهاز فرصة هبوط الاسواق والاستفادة من هبوطها بالمضاربة ببيع الاسهم وهو ما ظهر بقوة في الشهور القليلة الماضية والذي مازال مستمر .

ولكن المفاجئة أن قوة الهبوط تعني أن الاسعار قد تصل سريعاً الى مرحلة استنفاد القوى البيعية من ثم لن يكون هناك طريق لتحركات الاسعار الى الصعود و هي المفاجئة التي من الممكن أن تحدث بسبب استنفاذ رصيد المضاربة على الهبوط ، من ثم ستبدأ الاسعار في التعافي سريعاً ، و سيقابلها في الغالب قوة مساوية لقوة الهبوط نظراً لما يسمى بال Vaccum Effect  وهو خلاء السوق من المضاربين على الهبوط حينها لن يجد السوق غير القوى الشرائية هي فقط من ستتحكم فيه .

 

الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الامريكية والصين

في العام الجاري شهدت الساحة العالمية حرب تجارية بين الولايات المتحدة الامريكية والصين فيما يخص التعريفات الجمركية حيث اتجهت الولايات المتحدة الى رفع معدلات التعريفات الجمرجية على الواردات من الصين حتى تزيد من استهلاك السلع محلية الصنع ولكن قوبل هذا القرار برفع التعريفات الجمركية ايضاً من جانب الصين الى جانب الترشيد في شراء أزونات الخزانة الامريكية حتى لا تحدث مشاكل نقدية للعملة الصينية ، من ثم شهدت الساحة العالمية التجارية مزيد من التعصب و هو ما أدى الى تباطؤ الاقتصاد العالمي .

 

الضرائب الامريكية

أدى قرار الحكومة الامريكية بتقليل الضرائب على الشركات والاشخاص الى عدة نتائج لم تكن جيدة من وجهة نظر كثير من المستثمرين على الرغم من أن القرار جاء لتحفيز القطاع الصناعي الا أن القرار أدى الى انخفاض حاد في حجم الاموال التي تدخل للبنك الفيدرالي من التمويل الضريبي وهو ما وضع البنك في أزمة كبيرة حيث أن هناك ما يقارب ال 400.000 موظف لم يحصلوا على رواتبهم كما ذكرت الصحف الامريكية أمس ، و هذا ناتج عن الانخفاض الحاد للدخل الخاص بالحكومة الامريكية ، من ثم ذهبت أموال الضرائب الى ميزانية الشركات الخاصة والتي اتجهت الى اعادة شراء الاسهم و مع هبوط الاسهم بقوة خسرت الشركات كثير من رأس المال السوقي وهو ما دفع كثير من الخبراء الى التسائل ، أين ذهبت اموال الضرائب الان والتي تقدر ب 1.5 تريليون دولار ؟