ماذا يعني انقلاب منحنى عائد السندات الأمريكية؟

ماذا يعني انقلاب منحنى عائد السندات الأمريكية؟

ماذا يعني انقلاب منحنى عائد السندات الأمريكية؟ وهل الركود الاقتصادي حتمي؟ أم ننتظر قليلاً؟

 

توقعات الخبراء:

موافقًا للتوقعات من كثير من الخبراء، منهم أعضاء لجنة FOMC الأمريكية، انعكس منحنى العائد على السندات الأمريكية لعشرة أعوام (US10Y) أقل من العائد على السندات الأمريكية لثلاثة أشهر (US3M)، ليعلن عن إنذار بالخطر قال عنه حاكم البنك الفيدرالي الأمريكي في سان فرانسيسكو إنها إشارات مؤكدة على قرب حدوث الركود الاقتصادي الأمريكي. وقد تم حساب موعد الركود إحصائيًا فوجد أنه في المتوسط بعد (310) يومًا، وأن الركود الاقتصادي الأمريكي خلال (145 – 425) يومًا من الانعكاس.

 

رأي جانيت يلين:

أيضًا أكد البعض، ومنهم جانيت يلين، حاكم البنك الفيدرالي الأمريكي السابق، ونيل كاشكاري، حاكم البنك الفيدرالي الأمريكي في مينيابوليس، على أنها إشارة تباطؤ الاقتصاد، مع وجوب تخفيض الفائدة على الدولار الأمريكي بأقرب وقت.

 

الإشارة التحذيرية:

البعض الآخر استبعد الإشارة التحذيرية المؤكدة وفسر الأمر على أن الاقتصاد الأمريكي قوي في ظل معدل بطالة منخفض ونمو الأجور والتضخم سوف يرتفع أعلى هدف البنك الفيدرالي عند 2%.

 

مستثمري السندات:

أما عن أهم مستثمري السندات، وهم مؤسسة (Pimco)، فقد قللوا من أهمية انقلاب منحنى العائد على السندات الأمريكية، وفسروا الأمر بأنه عودة من الارتفاع على أسعار الرهانات العقارية أدى إلى ارتفاع الطلب على السندات الأمريكية طويلة الأجل مع انخفاض معدلات الفائدة الحقيقية على الدولار الأمريكي.

البعض تجاهل الأمر متابعًا إحصاء البيانات الاقتصادية التي تؤكد صحة الاقتصاد الأمريكي القوي، خاصة من سوق العمل في ظل معدل البطالة الأقل منذ عقود، ونمو الأجور أعلى من (3%) سنويًا، مما يجعله يتجاوز معدل التضخم الأمريكي حول 2%.

 

أسواق الأسهم:

جدير بالذكر أن أسواق الأسهم عادت للارتفاع قليلاً بعد الانخفاض القوي الذي حدث عند انقلاب منحنى العائد (22 مارس)، مع تحقيق أفضل أداء في ربع عام من عشرة أعوام سابقة. فقد بدأت العوائد العشرية ترتفع من أدنى مستوى (2.353%) إلى (2.47%) وانتهى بالوقت الراهن انقلاب منحنى العائد، ولكن تلك الإشارة أوضحت أن السوق هش جدًا، والهروب من المخاوف أصبح القرار الأفضل حاليًا في ظل:

 

  • نمو اقتصادي قوي لعشرة أعوام يبدو أنه في قمته ويحتاج إلى إعادة شحن.

 

  • الأزمات الاقتصادية التي تضرب اقتصاديات الصين ومنطقة اليورو والولايات المتحدة، والأسواق الناشئة لازالت في مستنقع المنحنيات الخطرة جدًا.

 

  • الدين العالمي المتضخم يعيق أي تحفيز نقدي أو مالي.

 

  • ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بلا نهاية، وعدم يقين يضرب الرؤية الواضحة لخطط المستقبل.

 

  • معظم البنوك المركزية الكبرى تنهي سياساتها التحفيزية الضخمة متحولة ولو مؤقتًا إلى علاج التشوهات الهيكلية في ماليتها العامة.

 

  • الحرب التجارية “الأمريكية – الصينية” تستمر في استنزاف الثقة العالمية في التجارة العالمية.

 

الأمر بالنهاية عبارة عن إشارة بركود اقتصادي قريب، قد تكون غير مؤكدة، ولكنها إشارة مهمة لا يجب التغافل عنها.