كيف تضارب على العملات في عام 2019

كيف تضارب على العملات في عام 2019

بعد ما يقارب الثلاثة أشهر من العام الجديد 2019، مازال الدولار الأمريكي حائرًا بين القوة والضعف، وإن كان أداءه أضعف بالنسبة لأداءه في عام 2018، ولكن الحركة العرضية على مؤشر الدولار الأمريكي تعني انتهاء فترة الصعود على الأقل في الوقت الحالي. أما على العكس مما يحدث على الدولار فهناك زوج اليورو أمام الدولار الأمريكي والذي شهد اتجاه هابط قوي إلى المستوى 1.12115 ومازالت الأسعار هادئة بين هذا المستوى كمستوى دعم، وبين المستوى 1.14696 كمستوى مقاومة.

كانت أفضل تداولات الثلاثة أشهر الماضية هي بالتعامل مع السوق كاتجاه عرضي، وهو ما سهل عمليات البيع والشراء على المضاربين على المدى القصير في الشهور القليلة الماضية، وهذا ما سنتحدث عنه في هذا المقال، وهو كيفية التعامل مع الاتجاه العرضي وكيفية التداول في الوقت الحالي.

 

كيفية التعامل مع الاتجاه العرضي 

كما هو معروف أن السوق يسير في اتجاهات، ويظن البعض أن هذه الاتجاهات هي فقط الاتجاهات الصاعدة أو الهابطة، ولكن السوق له اتجاه ثالث، وهو الاتجاه العرضي (Trading range). والاتجاه العرضي ينطبق عليه كل القواعد التي تنطبق على الاتجاهات الصاعدة والهابطة، فمثلاً الاتجاه العرضي أيضًا يميل إلى الاستمرار دائمًا، ويقاوم الانعكاس، والانعكاس في هذه الحالة يكون إما باختراق مستوى الدعم، أو مستوى المقاومة للاتجاه العرضي، ومن ثم تكوين اتجاه إما هابط أو صاعد.

في هذه الحالة قد يخطأ بعض المضاربين في حالة وجود اتجاه عرضي أمامهم، فبدلاً من التعامل مع الاتجاه العرضي واستخدام خطط وأساليب التداول عليه، يبدأ المضارب في المراهنة على تكوين إما اتجاه هابط أو صاعد، أو حتى المراهنة على اختراق الاتجاه سواء إلى أعلى أو أسفل. وهو نوع من المضاربات تكون احتمالات نجاحها ضعيفة من الناحية الحسابية.

لذلك يجب أن تعرف أمرين، الأول هو كيفية التداول على الاتجاه العرضي، والثاني هو كيفية تحديد الاتجاه العرضي. الأمر الأول هو أنك تركز على عدم المراهنة على نجاح الكسر، فإذا كان الاتجاه العرضي يميل إلى الاستمرار، فهذا يعني أن اختراق أحد حدوده صعوداً أو هبوطاً دائمًا يكون احتمالاته ضعيفة بالمقارنة بالارتداد منه. لذلك من الحكمة أن تضارب على فشل الاختراق، فعندما يحاول السعر الخروج خارج حدود الاتجاه العرضي ويفشل، يكون هذا النوع من المضاربات جيد جداً.

كمثال على ذلك، عندما يحاول السعر اختراق مستوى مقاومة في الاتجاه العرضي ويفشل السعر فهي من أفضل مضاربات البيع، ولكن يجب أن تكون لديك خطة جيدة جداً ومحكمة للخروج في مكان جيد، سواء بأرباح أو خسائر، ولكن لأن هذا النوع من المضاربات في الغالب تكون نسبة احتمالاته جيدة وقوية في صالح المضاربة، ففي الغالب سيتحرك السوق في الاتجاه المتوقع قبل التحرك عكس الاتجاه. ولأنه اتجاه عرضي، وهو ما يعني أنه منطقة سعرية متفق عليها من كلا من البائعين والمشتريين، فستجد أن السعر لن يستمر طويلاً في الهبوط قبل أن تتنافس القوى المعاكسة (الشرائية في هذه الحالة) على أخذ السيطرة على السعر.

لذا يجب أن تطبق هذه القواعد على الاتجاه العرضي عند التداول:

1- الدخول عكس محاولة الكسر الفاشلة (البيع من أعلى والشراء من أسفل)

2- يجب أن تكون أهدافك الربحية غير بعيدة حتى لا تفقد ميزة الاحتمالات القوية

3- الدخول بعد التأكد من فشل السعر في اختراق مستوى دعم أو مقاومة

 

كيفية تحديد الاتجاه العرضي 

هو ليس أمر سهل كما يظن المضاربين، فمن أصعب ما يواجه المضارب هو إمكانية تحديد الاتجاه، وبالأخص الاتجاه العرضي. هو أمر صعب جدًا لأن من المحتمل أن ترى على الشاشة أن الحركة مستمرة مثلاً بالاتجاه الصاعدة، ولكنها في الحقيقة قد بدأت في اتجاه عرضي بالفعل. ويحدث هذا عند انتهاء الاتجاهات الصاعدة أو الهابطة. ولكي تعلم أن الاتجاه قد تحول بالفعل انظر إلى القمم و القيعان، فإذا وجدت الاتجاه الصاعد غير قادر على تكوين قمم أعلى من القمم السابقة، فهذا إنذار قوي على احتمالات انتهاءه. ونفس الأمر في الاتجاه الهابط، والذي يفشل في تكوين قمم أقل من القمم السابقة أو قيعان أقل من القيعان السابقة. في هذه الحالة يجب أن توجه تفكيرك إلى التعامل مع السوق بآلية الاتجاه العرضي، وليس الاتجاه الهابط.

والفارق بين الاتجاهيين يكون في أين تدخل ومتى وأين تخرج، فالأمر يختلف بين الاتجاهات الصاعدة أو الهابطة وبين الاتجاهات العرضية، ففي حين أن الاتجاه العرضي تراهن دائماً على عكس حركة محاولة الكسر، إلا أن في الاتجاهات الهابطة والصاعدة يجب أن تضارب مع الاتجاه، لأن هذا النوع من المضاربات به أفضل احتمالات النجاح. لذا فمن الجيد أن تراهن في هذه الحالة على كسر القمة السابقة إذا كنت تدخل السوق مثلاً بعد انتهاء الحركة التصحيحية.

تذكر أن هناك أمرين مختلفين، ففي حين أن الاتجاه العرضي تكون الأهداف الربحية فيه قريبة من سعر الدخول، فالعكس في الاتجاه الهابط مثلاً، والذي تكون احتمالاته جيدة للوصول إلى مستوى بعيد نسبياً نظراً إلى أنه اتجاه تسيطر عليه قوى واحدة من قوتي السوق.

الأهم من أي شيء أن تكون قادرًا على فهم الفرق بين الاتجاهات الصاعدة أو الهابطة، وبين الاتجاهات العرضية. وأرجو أن تكون قد فهمت الفارق وكيفية تحديد كلاً منهما وكيفية المضاربة على كلاً منهما أيضاً من هذا المقال.