حتى الفيدرالي لا يمكنه ازالة كل المخاوف جراء الحرب التجارية

خفض الفائدة من قبل الفيدرالي سواء بربع نقطة أو نقطة كاملة لن تكون كافية لازالة اثار الاموال التي فقدتها الشركات التي فرضت عليها رسوم تجارية او التي تعرضت لخسارة جراء ضعف اليوان واتجاه المستهلكين لسلع الصين عوضا عن سلع اميركا

هذا هو السبب الاساسي الذي منع الاسواق من التماسك يوم أمس أمام مستويات الدعم التي ذكرناها سابقا عند مؤشر اس اند بي 500 عند مستوى 2900 تقريبا وما أن تجاوزه السوق حتى هبط بعده بحوالي 3% في يوم واحد

السوق يرى حتمية تباطؤ الاقتصاد العالمي في ضوء تصارع الدولتين الاكبر اقتصاديا الصين واميركا

وهو ما يعني تراجع أكبر في ربحية الشركات عن الربعين القادمين ويخفض من رغبة المستثمرين لحيازة اسهمها

والمهم أيضا أن نتذكر أن خفض اليوان من قبل الصين مضر بكل الشركات المصدرة لاي دولة وخاصة اميركا المنافسة لها حيث يقارن المستهلك بسعر ارخص في الصين عن غيرها وبالتالي فإن خفض اليوان هو سلاح اقتصادي شامل استخدمته الصين بالامس

ذلك دعى وزارة الخزانة الامريكية اخيرا للاعلان بأن الصين دولة تتلاعب بعملتها وهو ما يعني قرب فرض عقوبات اقتصادية عليها!

الصين كحكومة ايضا اعلنت انها لن تشتري المنتجات الزراعية الامريكية بل ستفرض رسوم على من يستوردها

إذا فالحرب باتت اشمل وتستمر بالتوسع والتنوع في استخدام ادواتها والخاسر هو سوق الاسهم

ونظرا الى حجم اثر الحرب التجارية فإن الفيدرالي وحده لا يمكنه التصدي لكل هذه التبعات وخاصة بخفض بسيط للفائدة بربع نقطة مئوية

ربما يمكنه دعم الاقتصاد عبر خفض الفائدة كثيرا اي اعادتها الى قرب الصفر!

وأعتقد أن الفيدرالي سيبدأ بالتلميح قريبا بشأن خفض الفائدة في سبتمبر حيث البيانات ما تزال تستمر بالتباطؤ

حيث القطاع الصناعي الامريكي في يوليو سجل تراجع من 51.7 الى 51.2

والقطاع الخدمي وفق قراءة ISM سجل تراجع من 55.1 الى 53.7

القطاع الصناعي العالمي تراجع من 49.4 الى 49.3 ليستمر الانكماش في هذا القطاع!

ولذا فحتى البنك المركزي الاوروبي عليه التحفيز بشكل كبير لاعادة الضعف الكبير في الصناعة

الثقة في الاسواق انهارت وعلى البنوك المركزية اعادتها بسرعة عبر خفض الفوائد واقرار برامج تيسير نقدي جديدة

وفي ضوء هذه المخاوف وحتى تتحرك البنوك المركزية فقد يستمر التراجع في سوق الاسهم الامريكي وبالتبعية خسائر اكبر لمؤشرات الاسهم الاوروبية والاسيوية!