بايدن يتخلى عن المسئولية ويهدد النظام المصرفي الأمريكي.

بايدن يتخلى عن المسئولية ويهدد النظام المصرفي الأمريكي.

شهد إفلاس بنك سليكون فالي بعض التصريحات الغريبة من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن والتي تحدث فيها عن أن الحكومة الأمريكية ستعوض فقط المودعين غير المستثمرين، وقال أن المستثمرين كانوا على علم بالمخاطر وبالتالي لن يتم تعويضهم عن الخسائر التي حدثت لهم، وهذا التصريح خطير جداً وغير مدروس، ذلك لأن المستثمرين لم يكونوا في موضع شك أن البنك يسير في اتجاه خاطىء وقد وثقوا في النظام البنكي الأمريكي وبالتالي هذا يعني أن كل مستثمري من المفترض ان يدرس الحالة المالية للبنك قبل ايداع أمواله فيه!

بيل أكمان يُصرح أنه لم يكن ليعرف أن حالة البنك سيئة.

في تصريح هام للمستثمري الأمريكي الشهير بيل أكمن قال أنه لم يكن ليعرف أن البنك يعاني من هذه المشكلة، وهذا التصريح مهم لأن البنك كان يصنف عند مرتبة ائتمانية جيدة من وكالة موديز وهي أحد أهم وكالات التصنيف الائتماني في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم، وهو ما يعني أن المستثمر قد وثق في المؤسسات المالية الأمريكية وبالتالي من المفترض أن يتم تعويضه هو الأخر عن الخدعة التي فعلها البنك ليغطي على حالته المالية السيئة والتي بُنيت في الأساس على خطأ فادح في تقدير البنك للحالة الاقتصادية الحالية، فالبنك وحده هو المسئول وليس المستثمري الذي وثق فيه و وضع اموالة فيه كسائر المودعين وليس كمستثمر.

خطاب كراهية ضد الأغنياء من أجل الحصول على أصوات الفقراء في الانتخابات.

يبدو أن بايدن على استعداد لعمل أي شيء من أجل الحصول على أصوات الناخبين في الانتخابات القادمة، حتى لو كان هذا الشيء عبارة عن تصريحات كاذبة و وعود وهمية من الرئيس الأمريكي الى الشعب، وتعلمنا من التاريخ انك اذا أردت السيطرة على الطبقة العاملية في المجتمع فيمكنك ببساطة الذم في الطبقة الغنية، حتى يتوهم 90% من الشعب أنك تريد مصلحتهم وبالتالي يعطوك أصواتهم في الانتخابات، ولكن بايدن لم يقرأ التاريخ بشكل صحيح، فالطبقة الرأس مالية في أي مجتمع هي الطبقة الأهم وهي الطبقة المؤثرة، فلكي تستطيع السيطرة على الطبقات العاملة يجب أن تعطي مميزات للطبقة الرأس مالية فهي التي تدفع الاقتصاد الى الامام وهي التي تخفض معدلات البطالة وبذلك يجب أن تتعامل معها بشيء من الحذر، التصريحات الفارغة لتحسين صورة الحكومة الأمريكية لن تنفع في مثل هذه الأوقات.

هل كانوا مستثمرين في البنك من الأساس؟

المودعين ليسوا مستثمرين في البنك، فالمستثمر هو الشخص الذي قرر شراء أسهم البنك ولكن ايداع الأموال في البنك لا يعني أنهم مستثمرين، أما ان كنت تعول على كونهم مستثمرين وبالتالي هم مدركون للحالة المالية للبنك وقد درسوا الحالة المالية للبنك وبناءاً على نتائج القوائم المالية قرروا ايداع الأموال فيه فهذا شيء يثير السخرية والضحك، أي نوع من المودعين الذي يدرس الحالية المالية للبنك، وناهيك عن ذلك أن ما فعله البنك كان نوع من أنواع الخداع.

كيف خدع البنك المستثمرين؟

دعني أشرح لك ببساطة كيف خدع البنك المودعين، عندما يقرر البنك أن يقوم بإعداد القوائم المالية له فهو يكتب كل شيء حتى يتثنى للمستثمرين أن يعرفوا كل شيء عن البنك في حالة قرروا شراء أسهمه، ولكن البنك طبقاً للقانون الأمريكي غير مضطر للأعلان عن الأدوات المالية التي تتسم بمخاطرة منخفضة – كالسندات الحكومية – والتي لم تتأكد الخسائر فيها بشكل فعلي.

هناك نوعين من الخسائر في الأسواق المالية، الخسائر العائمة وهذه تعني أن ببساطة شرائك لسهم وهبوط سعره ولكنك لم تبيعه بالفعل، وبالتالي هي خسائر لم تحقق الى أن تقرر بيع السهم وتحقيق الخسائر وفي هذه الحالة تكون الخسائر فعلية، في حالة بنك سيليكون فالي قرر البنك عدم الأعلان عن السندات التي يمتلكها والتي اعتبرها أنها خسائر عائمة وفي أدوات مالية منخفضة المخاطر وبالتالي كانت الخسائر مخفية عن عيون المستثمرين، وهو ما جعل الهيئة تغلق البنك قبل أن يعرف المستثمرين بهذا الأمر ومن ثم يحدث ذعر في الأسواق، فكيف اذا للمودعين أن يعرفوا بهذا الأمر ؟!، لذلك من المفترض أن تكون المسئولية على البنك وليس على المودعين الذين وثقوا في أن النظام المصرفي الأمريكي قوي وبه من المراقبة والمحاسبة ما يمنع مثل هذه الخدع التي تحمل دافعي الضرائب نتائجها، وكان يجب أيضاً على الرئيس الأمريكي أن يتحلى بالصبر قبل الخروج مسرعاً لأخذ اللقطة وأنه حامي الطبقة الفقيرة في المجتمع. نحن نتحدث عن الدولة الأم للرأس مالية الحديثة في العصر الحديث!.