العملات في 2023: التقلبات والمؤثرات في سوق الصرف العالمي

العملات في 2023: التقلبات والمؤثرات في سوق الصرف العالمي

خلال عام 2023، شهدنا تقلبات ملحوظة في أسواق العملات، حيث تأثرت العملات الرئيسية بمجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك السياسات النقدية للبنوك المركزية، التوترات الجيوسياسية، والتحديات الاقتصادية العالمية.

 

من الدولار الأمريكي إلى اليورو، ومن الجنيه الاسترليني إلى الين الياباني، كل عملة تحكي قصة مختلفة تتشابك مع الأحداث العالمية.

 

في هذا الإطار، سنقوم بتحليل ومناقشة أداء العملات الرئيسية خلال عام 2023، مع التركيز على العوامل الرئيسية التي أثرت على قيمتها وكيف يمكن أن تشكل هذه الأداءات مؤشرًا على الاتجاهات المستقبلية.

 

البداية بنظرة على أداء العملات خلال عام 2023 حتى اعداد التقرير:

 

العملة التغير منذ بداية العام (YTD)
الدولار مقابل الين الياباني (USD/JPY) 7.59%
الجنيه الاسترليني مقابل الدولار (GBP/USD) 5.45%
اليورو مقابل الدولار (EUR/USD) 3.63%
الدولار مقابل اليوان الصيني (USD/CNY) 3.03%
الدولار الأسترالي مقابل الدولار (AUD/USD) 0.51%
 (DXY) مؤشر الدولار الامريكي -2.49%
الدولار مقابل الدولار الكندي (USD/CAD) -2.63%
الدولار مقابل الفرنك السويسري (USD/CHF) -9.48%

 

اليكم أبرز الملاحظات على تحركات هذه العملات:-9.48%

 

أداء الدولار مقابل الين الياباني في عام 2023 كان لافتًا للانتباه، حيث شهد ارتفاعًا قويًا خلال العام.

ومع ذلك، في الشهر الأخير من العام، تراجع الدولار بشكل ملحوظ مقابل الين بنسبة 4.75%.

 

هذا التراجع يعزى بشكل أساسي إلى التوقعات حول خفض معدلات الفائدة في العام القادم من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

 

حيث يرى المستثمرون أن خفض الفائدة قد يقلل من جاذبية الدولار كعملة استثمارية.

في الوقت نفسه، قد يرى المستثمرون في الين ملاذًا آمنًا جذابًا في ظل هذه الظروف.

 

الدولار الأمريكي شهد أداءً ضعيفًا -9.48% مقابل  الفرنك السويسري، وهناك عدة عوامل رئيسية ساهمت في هذا الانخفاض:

  • ضعف اقتصادات العالم: الاقتصاد العالمي عانى من تحديات كبيرة خلال العام، بما في ذلك تباطؤ النمو، ارتفاع معدلات الفائدة، والتضخم. هذه العوامل أدت إلى تقلبات في الأسواق المالية، وبالتالي إلى ضعف الثقة في الدولار كعملة استثمار.
  • الحروب والتوترات الجيوسياسية: النزاعات والتوترات الجيوسياسية، بما في ذلك الوضع في أوكرانيا وغزة،  هذه الأوضاع تسببت في انخفاض الثقة في العملات الأخرى وتحول المستثمرين نحو العملات الأكثر أمانًا مثل الفرنك السويسري.

 

الجنيه الاسترليني مقابل الدولار شهد ارتفاعًا ملحوظًا خلال 2023، مسجلاً زيادة بنسبة 5.45% منذ بداية العام.

هذا الارتفاع يمكن تفسيره بعدة عوامل:

  1. التحسن النسبي في الاقتصاد البريطاني: هناك مؤشرات على تحسن القطاع الخدمي  في الفترة الأخيرة مقارنة بغيره من الاقتصادات الكبرى، مما أدى إلى زيادة الثقة في الجنيه الاسترليني.
  2. السياسات النقدية لبنك إنجلترا: بنك إنجلترا يرى ابقاء الفائدة مرتفعة ولم يقدم بعد تصور لخفضها مما ساهم في تعزيز قوة الجنيه الاسترليني.

مؤشر الدولار الأمريكي (DXY)، الذي يقيس قيمة الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات الرئيسية، سجل انخفاضًا في الأداء منذ بداية العام بنسبة -2.49%.

 

في ختام تحليل أداء الدولار الأمريكي في عام 2023، يجدر بنا التأكيد على أن التراجع الذي شهده الدولار يمكن أن يُعزى إلى عدة عوامل. أحد الأسباب الرئيسية هو القوة الكبيرة التي تمتع بها الدولار في عام 2022، مما أدى إلى إعادة تقييم موقعه في السوق العالمية.

 

مكاسب الدولار في عام 2022 كانت قد بلغت 20% خلال العام وانهى العام حينها على مكاسب بحوالي 8%.

 

إضافة إلى ذلك، تلعب التوقعات المتعلقة بخفض معدلات الفائدة في عام 2024 دورًا حاسمًا في تحديد اتجاه الدولار.

 

نظرًا لهذه العوامل، فقد نرى استمرارًا في تراجع الدولار خلال عام 2024.

ستكون الأسواق العالمية والمستثمرون على أهبة الاستعداد لأية تغيرات محتملة في السياسة النقدية، والتي بدورها قد تعمق من تراجع الدولار.

 

في هذا السياق، يبقى مستقبل الدولار محل ترقب وتحليل في ظل الديناميكيات المعقدة للسوق العالمية.