الإسترليني إلى أين بسبب بريكست المركزي البريطاني؟

الإسترليني إلى أين بسبب بريكست المركزي البريطاني؟

 

حتى المركزي البريطاني قد يقوم ببريكست من التحفيزات النقدية… هذا ما لمح إليه اليوم بعد ارتفاع التضخم مؤخرا…

وما تزال تعقيدات البريكست الحكومي مستمرة حيث فشل المفاوض البريطاني عن كشف خارطة الطريق التي يريد اتباعها في مساره نحو الخروج من الاتحاد الأوروبي

اجتمع الوزير البريطاني ديفيد ديفيز وهو المسؤول عن الخروج من الاتحاد عدة مرات مع المفوض من الاتحاد الأوروبي للتفاوض السيد مايكل برنييه

إلا ان الجانب الأوروبي يشتكي دوما من عدم وضوح الجانب البريطاني

وزير الاقتصاد الفرنسي صرح مؤخرا ان على بريطانيا أن تكون واضحة مع الجانب الأوروبي لتجنب مشاكل قد تحدث جراء خروج بريطانيا من الاتحاد

ولكن لماذا الجانب البريطاني لا يملك رؤية تفصيلية يريد بها الأوروبيين؟

نرى أن اختلاف الرؤى بين الأحزاب البريطانية أدى لنوع من تريث حكومة رئيسة الوزراء تيريزا ماي

الأحزاب تتصارع لطرح أفكارها نحو شكل العلاقة الجيد لبريطانيا مع الاتحاد الأوروبي وخاصة بما يتعلق بالسوق الأوروبية المشتركة

حزب العمال يلمح أنه لا يريد أن يتفرد حزب المحافظين بقيادة تيريزا ماي في سلطة تقرير علاقة بريطانيا بباقي الأوروبيين

حزب المحافظين أوجد أغلبية له باتحاده مع حزب الاتحاد الوطني في ايرلندا الشمالية ولم يكتفي بذلك بل أقر البرلمان قبل أيام قانون يتيح للحزب تشكيل قوانين الخروج من الاتحاد والتي ستحدد علاقة بريطانيا بباقي أوروبا

أيضا لا ننسى أن تيريزا ماي كانت قد أقامت انتخابات برلمانية مبكرة حتى تقوي موقفها التفاوضي مع أوروبا

كانت محاولة الاتفاق مع ايرلندا على تمرير السلع والخدمات دون رسوم هي الأفضل من حيث ضمان منفذ لمنتجات بريطانيا إلى باقي الكيان الأوروبي

إلا أن تأخر إيجاد حلول حقيقية لقضايا أخرى كحرية حركة الأفراد أو المبالغ التي يجب أن تدفعها بريطانيا للخروج من الاتحاد والرسوم التي يجب أن تدفعها حاليا بسبب كونها حتى الآن لم تخرج بعد وغيرها من التفاصيل ما تزال تشكل تحرك بطيء في المفاوضات

كل هذه الأمور تدعم الإسترليني من ناحية عدم وجود عوامل سلبية حتى الآن ضمن عملية التفاوض وأن ما تفعله تيريزا ماي بتهيئة أرضية قوية لها للتفاوض تسمح بمفاوضات أفضل للاقتصاد الملكي

ويتوقع أن تدلي تيريزا ماي بتاريخ 21 سبتمبر الجاري بخطاب لها يشمل تفاصيل المرحلة القادمة للعلاقة مع الاتحاد الأوروبي

من ناحية أخرى قام البنك المركزي البريطاني اليوم بتثبيت معدل الفائدة عند 0.25% وابقى برامج التحفيزات كما هي دون تغيير ولكن البنك أشار بوضوح أن استمرار ارتفاع التضخم بهذا الشكل سيؤدي لخفض التحفيزات النقدية في وقت لاحق من هذا العام كإشارة تمهيدية على إمكانية رفع معدل الفائدة في نهاية العام

هذا الأمر دفع الإسترليني نحو المزيد من المكاسب ليسجل أعلى مستوى هذا العام عند 1.3370

نرى أن التريث في المفاوضات الأوروبية واستمرار ارتفاع التضخم البريطاني مع استقرار البيانات الاقتصادية كون بريطانيا ما تزال عمليا ضمن الاتحاد وتتمتع بمزاياه فإن هذا دعم ارتفاع الإسترليني وقد يستمر حتى مستويات الـ 1.35 تقريباً أو أعلى

ولكننا نفضل احتمالية الدخول بعد التصحيحات ونذكر هنا كم كانت مستويات الـ 1.27 دعم جيد انطلق منه السعر إلى المستويات المرتفعة الحالية.

 

نورس حافظ

كبير استراتيجي الاسواق