نظرة على تأثير الحرب على السلع والعملات
كانت الحرب التجارية الأمريكية – الصينية أهم محركات الأسواق المالية الأسبوع الماضي، ومن المنتظر أن تكون أيضًا كذلك في الأسبوع الجديد (20 : 24 مايو).
يبدو أن الهدنة التجارية الأمريكية – الصينية التي استمرت حوالي ستة أشهر قد انتهت يوم الجمعة (10 مايو 2019) مع قرار تنفيذي من الرئيس الأمريكي يدخل حيز التنفيذ برفع التعريفات الجمركية الأمريكية الإضافية على أكثر من (5000) سلعة من الواردات الأمريكية من الصين، ثم رد انتقامي صيني على (60) مليار دولار أمريكي من الواردات الأمريكية.
بداية الأسبوع المنتهي (17 مايو 2019) حاول الرئيس الأمريكي ترامب التقليل من عودة حرب التعريفات الجمركية مع الصين مؤكدًا أن المفاوضات التجارية لازالت مستمرة، ومعتبرًا أن ما يحدث عبارة عن حرب صغيرة، وذلك خوفًا منه على أسواق الأسهم الأمريكية.
قام أيضًا ترامب بخطوات أخرى للسيطرة على الأمور:
(أولاً) تأجيل القرار الأمريكي بشأن ملف الواردات الأمريكية من السيارات الأوروبية واليابانية ‘ لمدة (180) يومًا، على الرغم من تأكيده على أن الواردات الأمريكية من السيارات الأوربية واليابانية تهدد الأمن القومي الأمريكي.
(ثانيًا) الرئيس الأمريكي ترامب يزيل تعريفات جمركية على الألومنيوم (10%) والصلب (25%)، مع قيام كلاً من كندا والمكسيك بإزالة التعريفات الجمركية الانتقامية على الولايات المتحدة، وبعدها يرسل اتفاق (USMCA) للتجارة الحرة في أمريكا الشمالية إلى الكونجرس للتصديق عليه.
من ناحية أخرى نجد أن الصين تقلل من أهمية مفاوضات التجارة مع الولايات المتحدة في ظل عدم التزام الأخير بأية وعود. كما ترى الصين أن ترامب يستخدم الحيل الصغيرة في المفاوضات، مثل وضع شركة هواوي الصينية و 70 من شركاتها الأخرى في القائمة السوداء، ومنعها من العمل في شبكات الولايات المتحدة، وإصدار أمرًا تنفيذيًا يمنع الشركات الأمريكية من الشراء من شركات التكنولوجيا الصينية.
في ظل كل هذا، الدولار الأمريكي (DXY) يرتفع إلى (98.01)، مقتربًا من أعلى مستوى في عامين (98.35)، حيث ارتفع الطلب على الملاذ الآمن الأكثر سيولة الآن (الدولار الأمريكي ).
الاقتصاد الأمريكي ينمو باعتدال مستمر، مما يدعم كون الدولار الأمريكي ملاذًا آمنًا سائلاً على المدى القريب فقط. تباطؤ الاقتصاد الأمريكي القادم يبعد الدولار الأمريكي من دور الملاذ الآمن.
الحرب التجارية الأمريكية الصينية كانت من المفترض أن تدعم الطلب على الذهب والسندات الأمريكية، ولكنها دعمت الدولار الأمريكي والين الياباني.