أسواق الاسهم تخطو للوراء خوفا من تفاوت توقعاتها مع البنوك المركزية

 

تراجعت مؤشرات الاسهم الاوروبية والامريكية وفق العقود المستقبلية بحوالي 0.5%

 

ويأتي هذا التراجع بعد تعويض خسائر الاسبوع الماضي الحادة التي لحقت بها

 

حيث يبقى سوق الاسهم يتأثر بقوة سلبية وهي اثار الحرب التجارية وقوة أخرى ايجابية وهي رغبة البنوك المركزية بالتحفيزات النقدية

 

إلا أن رغبة البنوك المركزية وحدها لا تكفي حيث تقيد هذه البنوك وفق القوانين للسماح للتضخم بالارتفاع ضمن مستويات محددة

 

وبالتالي فإن بيانات التضخم لها وزن هام جدا على اسعار الاسهم والاصول الاخرى كونها تسمح أو تمنع البنك من القيام بالتحفيزات

 

الثلاثاء تصدر بيانات التضخم الامريكية والتي ان جاءت ضعيفة ستسمح للفيدرالي خفض الفائدة بشكل أكبر في فترات لاحقة أما إن جاءت مرتفعة بشكل كبير فستحد من عمليات خفض الفائدة

 

الاحتمالات تشير بأن التضخم يتراجع عن هدف البنك عند 2%

 

حيث سجل مؤشر اسعار المنتجين تراجعا من 1.7% إلى 1.6% وأما اسعار القطاع الصناعي الامريكي فما تزال ضعيفة وكذلك التباطؤ في اسعار القطاع الخدمي

 

إذا فلا ضغوط تضخمية مما يعني أن الطريق أمام الفيدرالي ممهد لخفض الفائدة في 18سبتمبر بربع نقطة مئوية وهو ما يتوقعه السوق بنسبة تفوق الـ 80%

 

وهو السبب بتعويض السوق لجزء كبير من خسائره الاسبوع الماضي

 

إلا أن المشكلة هي بأن السوق بات يتمادى في توقعاته حيث يرى خفض اخر في اكتوبر!

والبعض يتحدث عن خفض 0.5% في سبتمبر!

 

وهو ما يصعب عمله من قبل الفيدرالي حيث عادة يقوم البنك بالتدرج في خفض الفائدة وخاصة أن لا ركود اقتصادي حاصل بل مجرد تباطؤ

 

وهذا الفرق بين ما يتطلع اليه نسبة كبيرة من المشاركين في السوق وما يخطط الفيدرالي لفعله قد يحدث الصدمة الجديدة في سوق الاسهم

 

ولكن ليس الآن بل في 18 سبتمبر بعدما يقول رئيس الفيدرالي وتشير تقديرات البنك أن لا حاجة اضافية لخفض الفائدة!

 

وربما يتم ذلك في جاكسون هول في الاسبوع المقبل عندما يجتمع قادة البنوك المركزية ويرون أن التحفيزات النقدية ستكون محدودة!

 

من ذلك نرى أن التأرجح في سوق الاسهم قد يشتد في الاسابيع القادمة جراء الفرق بين توقعات السوق المتفائلة بحجم التحفيزات النقدية وبين البنوك المركزية التي قد تمتنع عن التسرع وتقديم التحفيزات الكبيرة!

 

الاثار ممتدة من سوق الاسهم الى السندات والذهب والدولار والعملات المقابلة له

 

حيث عودة الخوف اليوم ولو قليلا دفعت الين الى مستويات قرب 104 مجددا والذهب اليوم للارتفاع الى 1515$ وعوائد السندات الامريكية للتراجع

 

ولذا فالملاذات الامنة معرضة للارتفاع في حال عادت التقلبات في الاسابيع المقبلة ايضا.