Table of Contents
يوميًا يتم ذكر مؤسسات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية في الصحافة المالية أو على شاشات التلفاز أو في أية وسيلة من وسائل الإعلام كل يوم تقريباً.
وتقدم تلك المؤسسات خدمات للدول مثل القروض في اليونان، ومثل الصفقات التجارية في آسيا، وهذه المنظمات تتصدر عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم.
وبعض الأشخاص يصيبهم الحيرة في التفرقة بين هذه الكيانات وبين بعضها البعض، وأي كيان منها يقوم بأية مهمة؟ وكيف تساعد تلك المنظمات في تشكيل الاقتصاد العالمي؟ وفي المقال سنشرح بعض من أهم الفروقات بين كل مؤسسة ومنظمة من تلك المنظمات.
أولاً: صندوق النقد الدولي
يصنف صندوق النقد الدولي نفسه كمنظمة دولية في 188 دولة حول العالم، ويعمل الصندوق على تعزيز التعاون النقدي العالمي، وتأمين الاستقرار المالي، وتسهيل التجارة الدولية، وتشجيع العمالة العالمية والنمو الاقتصادي المستدام، والحد من الفقر في جميع أنحاء العالم.
وقد تم إنشاء الصندوق في عام 1944 كجزء من اتفاقية بريتون وودز بعد الحرب العالمية الثانية، وقد سعى الاتفاق إلى إنشاء نظام إداري للنقد ولأسعار الصرف، والهدف منه هو منع تكرار انخفاض عملات الدول.
ويعتبر الهدف الأساسي للمنظمة هو ضمان استقرار النظام النقدي الدولي وتحديد نظام أسعار الصرف والمدفوعات الدولية التي تمكن البلدان (ومواطنيها) من التعامل مع بعضهم البعض. يشمل تفويض صندوق النقد الدولي الواسع والمحدّد ذاتيًا” قضايا الاقتصاد الكلي والقطاع المالي التي تؤثر على الاستقرار العالمي، بما في ذلك تعزيز التجارة والنمو الاقتصادي والحد من الفقر.
مهمة صندوق النقد الدولي
يقدم صندوق النقد الدولي مهمته بطرق متنوعة. ويعد رصد التطورات الاقتصادية والإبلاغ عنها جزءًا كبيرًا من مجهودات الصندوق، وهو معني أيضًا بتقديم توصيات للدول الأعضاء حول مسارات العمل المستقبلية.
وعلى سبيل المثال، في عام 2015 راجع صندوق النقد الدولي صحة الاقتصاد الأمريكي وأوصى بأن يلغي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خططه لزيادة أسعار الفائدة لأنه قد يضر بالاقتصاد، وعلى الرغم من أن توصيات صندوق النقد الدولي ليست ملزمة قانونًا، إلا أنها تُعلن على الملأ.
ومن أهم مهام صندوق النقد الدولي هو إقراض المال للبلدان الفقيرة. ويوفر الصندوق التمويل لمساعدة الدول المضطربة على تجنب أو التعافي من التحديات الاقتصادية.
قدم صندوق النقد الدولي قروضاً هامة إلى البرتغال واليونان وأيرلندا وأوكرانيا والمكسيك وبولندا وكولومبيا والمغرب، من بين آخرين. جميع مبادرات صندوق النقد الدولي تمول ذاتيًا من قبل أعضائها، ويقع مقر المنظمة في واشنطن.
ثانيًا: البنك الدولي
أُنشأت مؤسسة البنك الدولي، مثلها مثل صندوق النقد الدولي، في اتفاقية بريتون وودز في عام 1944. ويتمثل هدفها الأساسي في توفير “المساعدات المالية والتقنية للبلدان النامية في جميع أنحاء العالم” في محاولة “للحد من الفقر ودعم التنمية.”
وهناك خمس مؤسسات أساسية تحت مظلة البنك الدولي، وهم:
- البنك الدولي للإنشاء والتعمير
- المؤسسة الدولية للتنمية
- مؤسسة التمويل الدولية
- وكالة ضمان الاستثمار متعدد الأطراف
- المركز الدولي لتسوية منازعات الاستثمار
مهمة البنك الدولي
يسعى البنك الدولي لتحقيق أهدافه عن طريق تقديم المساعدات المالية إلى الدول النامية. وهو يمنح القروض والمنح منخفضة الفائدة أو بدون فوائد لتمويل “مجموعة واسعة من الاستثمارات في مجالات مثل التعليم والصحة والإدارة العامة والبنية التحتية وتنمية القطاعين المالي والخاص والزراعة والإدارة البيئية والموارد الطبيعية”.
على سبيل المثال، قام البنك الدولي بإقراض الهند 500 مليون دولار في عام 2015 لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة. وقد تم تقديم القرض لمدة 10 سنوات بشروط مواتية تتضمن حكماً لا يلزم أن يبدأ السداد لمدة خمس سنوات.
وتشمل جهود البنك الدولي تقديم المشورة والتوجيه بالإضافة إلى العمل بشكل وثيق مع صندوق النقد الدولي. المجموعة ذاتية التمويل ولديها مكتبها الرئيسي في واشنطن العاصمة (للاطلاع على القراءة ذات الصلة، انظر: مؤشرات التنمية العالمية الهامة للبنك الدولي).
ثالثًا: منظمة التجارة الدولية
تدّعي منظمة التجارة الدولية أنها “المنظمة الدولية العالمية الوحيدة التي تتعامل مع قواعد التجارة بين الدول”. وتركز جهود منظمة التجارة العالمية على تطوير الاتفاقات التجارية بين الدول لتشجيع التجارة عبر الحدود. ويشمل ذلك وضع الاتفاقات وتفسير الاتفاقات وتسهيل تسوية المنازعات.
تأسست منظمة التجارة الدولية رسميًا عام 1995، وتعود جذورها إلى بريتون وودز حيث تم وضع الاتفاقية العامة للتجارة والتعريفات (GATT) في محاولة لتشجيع ودعم التجارة بين الدول، ومتابعةً لاتفاق الجات. وقد أسفرت مفاوضات التجارة الفترة ما بين 1986-1994 عن إنشاء منظمة التجارة العالمية رسمياً.
يقع مقر منظمة التجارة الدولية في جنيف، سويسرا. مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، يتم تمويل منظمة التجارة العالمية من قبل أعضائها.
مهمة منظمة التجارة العالمية
تسعى منظمة التجارة العالمية لتسهيل التجارة عبر الحدود.
ولا توجد صفقات جزئية، لذا فإن المواعيد النهائية التي لم يتم الوفاء بها والجهود التي طال أمدها والتي تستمر لسنوات عديدة ليست أمر مطروح في تلك المنظمة. وتُسهل منظمة التجارة الدولية أيضًا المفاوضات حول النزاعات التجارية، مثل عدم الاتفاق بين المكسيك والولايات المتحدة على صيد سمك التونة، وغيرها من النزاعات التجارية الدولية.