بعد نشر الفيدرالي الأمريكي محضر آخر اجتماع عقده في نهاية يناير والذي تضمن نبرة إيجابية بشأن نمو أفضل للناتج المحلي الإجمالي والتضخم بسبب خفض الضرائب والأداء الاقتصادي الجيد محلياً وعالمياً
وبالرغم من توقع الفيدرالي أن عوائد سندات الآجال القصيرة المدى ترى 3 مرات رفع لمعدل الفائدة وهو تلميح باستمرارية هذه الرؤية التي كانت متوقعة سابقاً في السوق
فإن الدولار الأمريكي خسر بالبداية مكاسبه لليوم إلا أنه عاود الارتفاع بقوة حيث ارتفعت عوائد سندات أجل 10 أعوام إلى 2.95% كأعلى مستوى منذ عام 2014
هذا الارتفاع يعني ان تجاوزنا لمستوى الـ 3% وما فوقها بات قريباً في ظل توقعات الفيدرالي بالمزيد من التحسن الاقتصادي والمزيد والمزيد من رفع معدل الفائدة في ظل توقعاتهم بارتفاع التضخم هذا العام إلى 2%
مؤشر الدولار الأمريكي بلغ اليوم 90.05 بارتفاع 0.37% مما دفع اليورو للتراجع 0.38% عند 1.2290 والاسترليني 0.54% عند 1.3919 والذهب 0.42% عند 1323.75$ للاونصة والنفط 0.84% عند 61.27$ للبرميل
الدولار استفاد من تحسن بيانات القطاعين الصناعي والخدمي التمهيدية التي صدرت اليوم عن شهر فبراير والتي سجلت أفضل مستويات منذ عام 2015 وبالتالي اوجدت له مساحة للارتفاع مع إمكانية رفع الفائدة 4 مرات هذا العام وخاصة في ظل عدم تحرك البنوك المركزي الكبرى الأخرى
غدا يصدر محضر اجتماع البنك المركزي الأوروبي وقد لا يحوي على تفاصيل بشأن انهاء التحفيزات ولذا فمن غير المعلوم ما إذا كان سيدعم اليورو أم أن الهبوط سيستمر لفترة حتى اجتماع مارس الذي يتوقع أن يكون بالغ الأهمية لليورو
مؤشرات الأسهم الأمريكية كانت قد قفزت بعد اعلان محضر الفيدرالي كونه يحوي المزيد من التوقعات الإيجابية للاقتصاد ولكنها سرعان ما تخلت عنها
حيث كان مؤشر الداو جونز مرتفع 300 نقطة ليفقدها بالكامل بعدما ارتفعت عوائد السندات الأمريكية
يبدو أن المستثمرين بالاسهم ليسوا على نفس درجة الثقة التي يمتلكها الفيدرالي الأمريكي حيث يخاف المستثمر من أن يكون هناك ثقة مبالغ بها وقد يتبدد التحسن الاقتصادي بسرعة مع ارتفاع العوائد على السندات ولذا نشاهد ضغوط على سوق الأسهم الأمريكي مع كل ارتفاع جديد لمعدلات الفائدة
في ظل هذه التذبذبات يبدو أنه من الصعب اعتماد اتجاه واحد للأسواق على المدى القصير
نورس حافظ
كبير استراتيجي الأسواق