ارتفعت عوائد سندات الحكومة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2016 حيث بلغت عند اعداد التقرير مستوى 2.5898% وكانت قد سجلت في عام 2016 أعلى مستوى عند 2.6410%
أما عوائد لأجل عامين فسجلت 1.9850 وهو مستوى مرتفع جديد منذ عام 2008
هذا الارتفاع كان قد ساعد الدولار الأمريكي للارتفاع في الجلسات الأخيرة إلا أن عوائد سندات أوروبا كان لها كلمة أيضاً حيث ارتفع العائد على سندات المانيا لأجل عشر سنوات إلى 0.486% وهو أعلى مستوى منذ أكتوبر الماضي
كذلك الأمر مشابه في عوائد لأجل 10 سنوات الفرنسية التي سجلت اليوم 0.832%
الأمر مختلف في عوائد سندات أوروبا لأجل عامين حيث كان الارتفاع الأكبر لعوائد سندات أطول كعائد العشر سنوات
نرى أن سبب ذلك هو اجراء البنك المركزي الياباني الذي أعلن عنه يوم أمس بأنه سيخفض وتيرة شراء سندات يابانية طويلة المدى فذلك قد أدى إلى ارتفاع عوائد السندات الطويل المدى في باقي الاقتصادات الكبرى
عوائد أجل الـ 10 سنوات اليابانية قفزت إلى 0.085% وهو أعلى مستوى منذ يوليو الماضي
نذكر أن البنك المركزي الياباني يستهدف إبقاء هذا العائد عند الصفر إلا أن إعلانه عن خفض وتيرة مشتريات سندات طويلة المدى أدى لتكثيف عمليات بيع تلك السندات وبالتالي ارتفعت عوائدها لأعلى من هدف البنك المركزي
الأمر كان قد فسر من متعاملين في الأسواق على أنه بداية تمهيدية لخفض برامج التحفيز في اليابان التي قد تتم في نهاية عام 2018
كنا قد أشرنا مراراً إلى أن البنوك المركزية ستعمل في عام 2018 على خفض التحفيزات وتهيئة الاقتصاد لتقبل معدلات فائدة أعلى من تلك السالبة التي استمرت لسنوات وخاصة أن التحسن الاقتصادي حول العالم بات يساعد على القيام بذلك
هذا التوقع أعاد اليورو إلى مستويات الـ 1.20 بعدما تراجع دونها حيث قد يتشجع البنك المركزي الأوروبي عندما يرى البنوك المركزية الأخرى لديها الثقة لخفض تحفيزاتها بأن يقدم أيضاً على خفض تحفيزاته
ايضاً فقد ساعد الارتياح الذي سببه عودة المفاوضات بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية للتخلي عن السندات التي تعتبر ملاذ في حال التوترات
أسواق الأسهم العالمية متباينة اليوم في اسيا وأوروبا ويبدو أنها تسير كذلك في أميركا
نذكر أن ارتفاع العوائد ليس بالأمر الضار للاسهم إن كان الأداء الاقتصادي جيد ولذا يبقى الأهم هو توقعات ربحية الشركات وخاصة أن العوائد ما تزال أقل بكثير عن المستويات التي قد تضر بربحية الشركات التي كانت عليها قبل أزمة 2008
الذهب استقر اليوم بين 1308 و1327$ للأونصة وقد استفاد من تراجع الدولار الأمريكي وأيضاً من ارتفاع أسعار النفط التي ترفع تكلفة استخراجه وأيضا بسبب تباين سوق الأسهم العالمي
في حال حدوث تصحيح فإن المعدن الأصفر أصل هام للتحوط وهذا لا يمنع أن يتراجع سعره قليلا حيث يبقى ضمن متوسط تحركات الأسابيع الماضية
النفط قفز إلى 63.33$ للبرميل الأمريكي وبرنت سجل 69.37$ للبرميل
دعم السعر من صناديق الاستثمار بالنفط وتوقعاتها المتفائلة بشأن أسعار النفط التي دفعته لبلوغ تلك المستويات واقتراب برنت من 70$ للبرميل
نذكر أن عدد منصات الحفر الأمريكية كان قد شهد تباطؤ إلى استقرار عام في عدد منصات الحفر الجديدة العاملة وذلك منذ منتصف عام 2017 بالرغم من الارتفاع السابق لأسعار النفط خلال تلك الفترة مما كان يعني أن الأسعار يجب أن ترتفع لتحفز المنصات العاملة للارتفاع
تحركات عوائد السندات يتوقع أن تسيطر على الأسواق في الفترات القادمة إلا أن الاتجاه العام التدريجي لخفض التحفيزات يدعم ارتفاع عوائد السندات تدريجياً وبالتالي دعم عملات معدل الفائدة المنخفضة كالين الياباني الذي استفاد اليوم وارتفع 0.95% عند 111.58 والفرنك الذي ارتفع 0.6% عند 0.9774 واليورو 0.5% الذي بلغ 1.2017
نورس حافظ
كبير استراتيجي الأسواق