يشهد سوق الذهب (XAU/USD) والفضة حاليًا مرحلون تثبيت، حيث تتداول الأسعار ضمن نطاقات ضيقة بعد ارتفاعات قوية في وقت سابق من عام 2025. يعكس هذا التثبيت حالة من عدم اليقين في الأسواق، مدفوعة بعوامل اقتصادية كلية مثل توقعات أسعار الفائدة الأمريكية، بيانات التضخم، والتوترات الجيوسياسية. في هذه المقالة، نستعرض التحليل الفني للذهب والفضة، ونناقش العوامل الاقتصادية التي تؤثر على الأسعار، ونتوقع الحركات المستقبلية بناءً على البيانات المتاحة.
تحليل الذهب (XAU/USD)
الأنماط الفنية. 1.png102.94 KB
يتداول الذهب حاليًا ضمن نمط مثلث متماثل على الرسم البياني اليومي، مما يشير إلى ضغط السوق واحتمالية حدوث اختراق سعري قريب. يتم تحديد مستويات الدعم عند 2300-2320 دولارًا أمريكيًا، بينما توجد مقاومة عند 2450-2480 دولارًا أمريكيًا. وفقًا لتحليلات حديثة، فإن مؤشر القوة النسبية (RSI) ومؤشر الماكد (MACD) يظهران زخمًا محايدًا، مما يعكس حالة من التردد بين المشترين والبائعين.
في حال اخترق السعر المقاومة عند 2480 دولارًا، قد يستهدف الذهب مستويات أعلى تصل إلى 2600 دولار أو أكثر. على العكس، إذا انخفض السعر دون مستوى الدعم عند 2300 دولار، فقد يواجه ضغوط بيع إضافية، مما يدفعه نحو 2200 دولار. ومع ذلك، تشير مصادر أخرى إلى أن الذهب يتداول حاليًا حول 3350 دولارًا للأونصة، مع دعم رئيسي عند 2530-2500 دولار ومقاومة عند 2900 دولار، مما يعكس اختلافات في التحليلات الفنية بناءً على الأطر الزمنية المستخدمة.
العوامل الاقتصادية
تتأثر أسعار الذهب بشكل كبير بسياسات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وتوقعات التضخم، وقوة الدولار الأمريكي. تشير البيانات إلى أن الذهب استفاد من ضعف الدولار مؤخرًا، حيث انخفض مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.2%، مما عزز جاذبية الذهب كأصل آمن. كما أن التوقعات بشأن بيانات مؤشر أسعار المستهلك (CPI) القادمة، والتي من المتوقع أن ترتفع من 2.3% إلى 2.5% على أساس سنوي، قد تؤثر على قرارات الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة. إذا جاءت بيانات التضخم أعلى من المتوقع، فقد يؤخر الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة، مما يضغط على أسعار الذهب. وعلى العكس، إذا كانت البيانات أقل من المتوقع، فقد يدعم ذلك ارتفاع الذهب.
تظل التوترات الجيوسياسية، مثل الصراع الروسي-الأوكراني وتوترات الشرق الأوسط، داعمًا رئيسيًا للطلب على الذهب كملاذ آمن. ومع ذلك، إذا هدأت هذه التوترات، فقد يواجه الذهب ضغوطًا هبوطية. علاوة على ذلك، فإن سياسات التجارة التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بما في ذلك التعريفات الجمركية، تضيف حالة من عدم اليقين، مما قد يعزز الطلب على الذهب.
تحليل الفضة
تشهد الفضة أيضًا مرحلة تثبيت، مع تشكل نمط علم صغير (pennant) على الرسم البياني اليومي. يتم تحديد الدعم عند 28.50-29.00 دولار، والمقاومة عند 31.00-31.50 دولار. تتميز الفضة بتقلبات أعلى من الذهب، مما يجعلها حساسة للتغيرات في الطلب الصناعي والعوامل الاقتصادية الكلية. إذا اخترق السعر المقاومة عند 31.50 دولار، فقد يستهدف مستويات عند 33.00 دولار، بينما قد يؤدي الانخفاض دون الدعم إلى انخفاض نحو 27.50 دولار.
3.png86.45 KB
تشير مصادر أخرى إلى أن الفضة تتداول حاليًا حول 38.46 دولارًا للأونصة، مع ارتفاع بنسبة 1.18% يوميًا، مما يعكس زخمًا صعوديًا قويًا مدعومًا بالطلب الصناعي وتراجع الدولار. كما أن اختراق الفضة لمستوى 35 دولارًا في وقت سابق يشير إلى إمكانية استمرار الاتجاه الصعودي إذا تجاوزت 38.85 دولار.
العوامل الاقتصادية
تتأثر الفضة بالطلب الصناعي، خاصة في قطاعات الطاقة والتصنيع، بالإضافة إلى دورها كأصل آمن. تشير بيانات حديثة إلى أن استطلاع فيلادلفيا الفيدرالي للتصنيع، الذي جاء أفضل من المتوقع عند 15.9، يدعم الطلب على الفضة بسبب النشاط الصناعي القوي. ومع ذلك، فإن السياسات التجارية، مثل التعريفات الجمركية، قد تزيد من عدم اليقين الاقتصادي، مما يعزز جاذبية الفضة كملاذ آمن.
تأثير بيانات التضخم وسياسات الاحتياطي الفيدرالي
تعتبر بيانات مؤشر أسعار المستهلك (CPI) القادمة وتصريحات الاحتياطي الفيدرالي من العوامل الرئيسية التي ستحدد اتجاه الذهب والفضة. إذا أظهرت بيانات التضخم ارتفاعًا أعلى من المتوقع، فقد يعزز ذلك قوة الدولار ويضغط على أسعار المعادن الثمينة. على العكس، إذا كانت البيانات أضعف من المتوقع، فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض الدولار وارتفاع أسعار الذهب والفضة.
صرحت لوري لوغان، رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في دالاس، بأن المخاطر التضخمية المرتبطة بالتعريفات الجمركية قد تتطلب سياسة نقدية أكثر حذرًا، مما يقلل من احتمالات خفض الفائدة في المدى القريب. ومع ذلك، أشار كريستوفر والر، عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي، إلى أن ضعف سوق العمل قد يبرر خفض الفائدة في يوليو، مما قد يدعم الذهب والفضة.
توقعات السوق
تشير أنماط التثبيت الحالية إلى أن كلاً من الذهب والفضة يستعدان لحركة كبيرة. بالنسبة للذهب، فإن الاختراق فوق 2480 دولارًا أو انخفاض دون 2300 دولار سيحدد الاتجاه قصير الأجل. بالنسبة للفضة، فإن الاختراق فوق 31.50 دولارًا قد يؤدي إلى زخم صعودي قوي، بينما قد يؤدي الانخفاض دون 28.50 دولارًا إلى تصحيح هبوطي.
يُنصح المتداولون بمراقبة البيانات الاقتصادية القادمة، مثل مؤشر أسعار المستهلك، مبيعات التجزئة، ومؤشر فيلادلفيا الفيدرالي للتصنيع، بالإضافة إلى تصريحات أعضاء الاحتياطي الفيدرالي. كما يجب اعتماد استراتيجيات إدارة المخاطر بسبب احتمالية حدوث تقلبات حادة في الأسعار.
يظل الذهب والفضة أصولًا جذابة في ظل عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي. على الرغم من مرحلة التثبيت الحالية، فإن الأنماط الفنية تشير إلى احتمالية حدوث حركة سعرية كبيرة قريبًا. يعتمد الاتجاه المستقبلي على بيانات التضخم وسياسات الاحتياطي الفيدرالي، بالإضافة إلى التطورات الجيوسياسية. يُنصح المتداولون بالبقاء يقظين واستخدام أدوات التحليل الفني وإدارة المخاطر للاستفادة من الفرص القادمة في سوق الذهب والفضة.
خبير في أسواق الفوركس واستراتيجي في الأسواق المالية بخبرة تتجاوز 13 عامًا، شغلت خلالها منصب كبير استراتيجيي الأسواق لدى شركة كافيو للوساطة المالية. أتمتع بفهم عميق لآليات الأسواق المالية العالمية وتوجهاتها، وبتاريخ من النجاح في إدارة الاستثمارات وتحقيق نتائج متميزة لعملائنا. يتميز عملي بالتركيز على استراتيجيات تداول مبتكرة والتحليل الفني والأساسي لدعم اتخاذ القرارات المالية الأمثل.