195
تتسارع وتيرة الأحداث في الشرق الأوسط مع دخول المواجهة بين إيران وإسرائيل يومها السادس، وسط تبادل نيران مكثف وتحركات عسكرية مقلقة، في حين عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اجتماعًا طارئًا مع فريقه للأمن القومي لمناقشة التصعيد، مما أثار تكهنات جديدة بشأن اقتراب واشنطن من الانخراط المباشر في الصراع.
ترامب يطالب باستسلام إيراني غير مشروط
في تصعيد خطابي غير مسبوق، نشر ترامب على حسابه في وسائل التواصل الاجتماعي دعوةً لما وصفه بـ”الاستسلام غير المشروط” من جانب إيران، مهددًا باستهداف المرشد الأعلى علي خامنئي بقوله: “نعلم تمامًا أين يختبئ ما يُسمى بالمرشد الأعلى… هو هدف سهل، لكننا لن نغتاله – على الأقل في الوقت الحالي”.
ورغم أن الولايات المتحدة لم تُعلن انخراطها المباشر في الهجمات، فإن دعمها لإسرائيل في اعتراض الصواريخ الإيرانية بات واضحًا، وظهرت بوادر تحرك عسكري أمريكي مباشر مع إرسال حاملة الطائرات “نيميتز” إلى الشرق الأوسط قبل الموعد المحدد.
إسرائيل تضرب وإيران تستعد للرد
أعلنت قوات الدفاع الإسرائيلية أنها اعترضت معظم الصواريخ التي أُطلقت من إيران، وأكدت أنها ضربت منشأة لصناعة أجهزة الطرد المركزي المُستخدمة في تخصيب اليورانيوم. في المقابل، أفادت تقارير استخباراتية بأن إيران تجهز صواريخ لضرب مصالح أمريكية في حال قررت واشنطن الانضمام إلى الحملة العسكرية.
صحيفة نيويورك تايمز نشرت صورًا أقمار صناعية تُظهر أضرارًا جسيمة في منشأة نطنز النووية الإيرانية، وهي مركز رئيسي لإنتاج الوقود النووي، وفقًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
شبح الحرب النووية يخيم
في مشهد يُعيد إلى الأذهان كوابيس الحروب الكبرى، صرح المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن “تدمير البرنامج النووي الإيراني بشكل كامل قد يكون مطروحًا على الطاولة”، إذا لم تعد طهران إلى طاولة المفاوضات. وتأتي هذه التطورات في أعقاب انهيار المحادثات النووية التي استمرت شهرين بين واشنطن وطهران، حيث تصر إيران على أن برنامجها النووي سلمي بحت، بينما ترى إسرائيل والولايات المتحدة فيه تهديدًا وجوديًا.
الأسواق العالمية تترنح
في مؤشر على هشاشة الأوضاع، انخفضت مؤشرات الأسهم الأمريكية بالتزامن مع خطاب ترامب المتشدد، فيما اقتربت أسعار النفط من أعلى مستوياتها منذ خمسة أشهر، مع تداول خام برنت عند 76.40 دولارًا للبرميل. وأعلنت شركة مصافي النفط الإسرائيلية عن إغلاق مجمعها الرئيسي بعد تعرضه لأضرار جسيمة نتيجة قصف إيراني، مما أسفر عن مقتل ثلاثة موظفين. يُذكر أن هذا المجمع يزود السوق المحلية بـ70% من احتياجاتها النفطية.
قادة في واشنطن يضغطون من أجل الحرب
من جانبه، قال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، المعروف بتأييده الدائم للتدخل العسكري ضد إيران: “أنا أؤيد بنسبة 100% مشاركة الولايات المتحدة في ضرب فوردو… لا يمكنك تدمير برنامجهم النووي دون ضرب هذا الموقع”. وأكدت تقارير أن هناك دعوات داخل الإدارة الأمريكية للقيام بعمل عسكري ضد المنشآت الإيرانية تحت الأرض باستخدام “قنابل خارقة للتحصينات”.
نتنياهو يدفع واشنطن نحو المعركة
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال في مقابلة مع ABC إن بلاده وأمريكا تواجهان “عدوًا مشتركًا”، وأن من مصلحة الولايات المتحدة دعم إسرائيل في معركتها ضد طهران. وفيما تحاول إسرائيل جر الحليف الأمريكي إلى عمق الصراع، ترك ترامب الباب مواربًا لاحتمال استئناف المحادثات، لكنه حمّل إيران مسؤولية فشل الاتفاق السابق قائلاً إنها فوتت فرصة لتفادي الضربات.
دماء وأشلاء على طرفي الجبهة
أفادت إيران أن أكثر من 200 شخص قُتلوا نتيجة الغارات الإسرائيلية، بينما أعلنت إسرائيل مقتل 24 شخصًا وإصابة أكثر من 600 بجراح متفاوتة. كما حذرت قطر ناقلات الغاز المسال من عبور مضيق هرمز، في ظل التوترات المتزايدة.
ختامًا: لحظة مفصلية في تاريخ المنطقة
في ظل تلاشي خطوط التهدئة، تبدو المنطقة على أعتاب مرحلة دامية جديدة، حيث تتقاطع الحسابات النووية مع السياسات الانتخابية والأطماع الجيوسياسية. فهل ستتحول المواجهة إلى حرب شاملة تُشعل الخليج من جديد؟ أم أن الدبلوماسية ستتمكن من نزع فتيل الانفجار في اللحظة الأخيرة؟ الأسابيع القادمة ستكون حاسمة، وربما تحمل في طياتها لحظةً فاصلةً تُغيّر وجه الشرق الأوسط إلى الأبد.