الصين تدعو مفاوض أمريكي للحديث عن المرحلة الاولى من الاتفاق الخاص بالتعريفات الجمركية وهي الحرب التي عُرفت في العامين الماضيين بأسم الحرب التجارية، وجاء هذا التصريح على موقع سي إن بي سي اليوم والذي أشار الى أن الصين مازالت تحاول أن تقود المرحلة الاولى من الاتفاق الى الامام.
من الواضح ومن الطبيعي أن تكون الصين هي المبادر الاول دائماً فيما يخص ايجاد حل للحرب التجارية والمحافظة على الاقتصاد العالمي وذلك لان الصين بكل تأكيد هي المتضرر الاكبر من استمرار تلك الحرب التي لا معنى لها. فهي لم تأتي بأي شىء ايجابي لأي من الاطراف بل وأثرت ايضا على الاقتصاد العالمي ككل بالسلب.
أما عن ان من الطبيعي أن الصين تكون حريصة على حل هذا النزاع فهو امر منطقي ذلك ان الاقتصاد الصيني يعتمد في الاساس على التجارة، فالصين تعتمد على التصدير و أي خلل بالميزان التجاري للصين يعني بشكل أكيد خلل في معدلات النمو الصينية، وعلى النقيض في الولايات المتحدة الامريكية، فميزانها التجاري ليس هو الاهم في الاقتصاد، فهو ليس ايجابياً منذ أعوام كثيرة وهو ما يعني أن الطرف الاكبر الخاسر من الحرب التجارية هي الصين بكل تأكيد لذلك نشهد دائماً مبادرات صينية لحل المشكلة وأيضاً نشهد دائماً تعجرف و تجاهل من الحكومة الامريكية ولاسيما تصريحات الرئيس دونالد ترامب التي دائماً ما تأتي وكأنه لا يبالي و غير متضرر من الحرب التجارية.
على الرغم من أن الحرب التجارية و أثرها على الاقتصاد العالمي بكل تأكيد لم يستفيد منه الاقتصاد الامريكي، حتى و ان كان لم يتأثر بشكل سلبي يضغط على الحكومة الامريكية الا أنه لم يستفيد أيضاً، وتباطؤ معدلات النمو الامريكية مازال قائماً بالتابعية لتباطؤ معدلات نمو الاقتصاد العالمي ككل، ودخول دائرة تخفيض معدلات الفائدة البنكية وهو ما يعني اتجاه البنوك المركزية الى السياسات التوسعية يعني أن هناك احتمالات لدخول الاقتصادات في مرحلة انكماش وهو ما دفع البنوك الى فرض تدابير احترازية كتقليل معدلات الفائدة البنكية.
في الوقت الحالي مازال التفاؤل مسيطر على معظم المستثمرين، والذين لا ينظرون الى حرب التصريحات بشكل عام ، ولكن مادامت الشركات الامريكية قوية فالسوق الامريكي قوي، وذا نظرت الى المؤشرات الامريكية ستجد ان الشركات مازالت تحقق نتائج ايجابية قوية وتفوق التوقعات من حيث نتائج الايرادات والارباح، أيضاً معدلات البطالة مازالت عند مستويات جيدة الى الان و ان كانت زادت في الاوقات الاخيرة، معدلات الانفاق الاستهلاكي والحكومي جيدة أيضاً، ارتداد اسواق السندات الى معدلاتها الطبيعية بعد ان انعكس منحنى العوائد على السندات والذي كان يشير الى خلل في الاقتصاد ولكن من الواضح أن هذا الانعكاس كان وقتياً وناتج عن بعض المخاوف التي أصابت الاسواق بعد أن احتد النزاع فيما يخص الحرب التجارية في الاشهر الماضية.
بالنظر الى الاسواق تجد أن سوق الاسهم الامريكي جيد جداً فمؤشرات الاسهم كالداو جونز والناسداك وستاندرد أن بورز أدائهم جيد، والاهم هو الداو جونز الذي اخترق مستوى المقاومة السعرية عند 27428 نقطة ويبدو أن الاختراق كان ناجحاً حيث أن سعر المؤشر يحاول الان اعادة اختبار منطقة الاختراق في حركة هابطة ضعيفة تشير الى استمرار الضغط الشرائي على الاسهم المدرجة داخل المؤشر.
اما عن الذهب والملاذات الامنة فتداولاتها هي الاضعف منذ ما يقارب الاربع أشهر، مازالت الضغوط البيعية مستمرة على الملاذات الامنة ككل، وهو ما يشير الى اتجاه نية المستثمرين الى الاستمرار في الاصول ذات المخاطر العالية كالاسهم، بالنظر ايضاً الى الدولار الامريكي تجد ان خفض معدلات الفائدة بدأ يجني ثماره حيث أن الدولار الامريكي مازال ضعيف في الوقت الحالي ومن المحتمل أن يشهد مزيد من الهبوط في الاشهر وهو ما يدعم سوق الاسهم في الوقت الحالي، ويدعم الاقتصاد الامريكي بشكل عام.
في انتظار المرحلة الاولى من الاتفاق لنرى ما اذا كانت بالفعل تتوجه نحو الغاء التعريفات الجمركية و الغاء الحرب التجارية أم لا، وهذا ما سيشير اليه الاجتماع القادم بين الدولتين، الى أن يتم الجلوس على طاولة المفاوضات سيبقى الوضع على ماهو عليه.