هبوط سوق الأسهم بعد رفع الفيدرالي لمعدلات الفائدة مرة اُخرى.

هبوط سوق الأسهم بعد رفع الفيدرالي لمعدلات الفائدة مرة اُخرى.

شهدت أسواق الأسهم أمس تحركات عنيفة مع إعلان الفيدرالي رفع معدلات الفائدة البنكية بمقدار 0.25 نقطة لتصل الفائدة البنكية في الولايات المتحدة الى مستوى 5.25%، وهذا مستوى مرتفع جداً وهو ما جعل المستثمرين يتخارجون بقوة من سوق الأسهم والذي هبط أمس بنسبة 1.72% ومازالت الضغوط البيعية تسيطر على التداولات في الوقت الحالي، أما عن الذهب فقد شهد ارتفاع كبير أمس لتصل سعر الأونصة الى مستوى 2040 دولار وهو ما يشير الى استمرار تحوط المستثمرين ضد المخاطر المرتفعة في سوق الأسهم والسندات في الوقت الحالي، خاصة مع ارتفاع التوتر الخاص بسداد الالتزامات المالية على الخزانة الأمريكية والتي تتطلب رفع سقف الدين الأمريكي مرة اخرى قبل نهاية هذا الشهر.

تحدث جيروم باول رئيس الفيدرالي عن هذه الأزمة التي تخص رفع سقف الدين الأمريكي وكان تعبيره حاد جداً وهو أننا لا يجوز أن نتحدث حتى عن أن الولايات المتحدة الأمريكية غير قادرة على سداد التزاماتها المالية وأن هذا غير مطروح للنقاش ولا يُفكر فيه الفيدرالي من الأساس في إشارة الى أن هذا لو حدث سيكون لها تبعات اقتصادية مدمرة على الأسواق المالية العالمية جميعاً، وبالتالي يرى الفيدرالي أن الكونجرس الأمريكي سيقوم برفع سقف الدين ولا سبيل أمامه الا ذلك، على الجانب الأخر يرى أعضاء الكونجرس المعترضين على رفع سقف الدين أن إدارة بايدن عليها اتخاذ اجراءات قوية لخفض الانفاق الحكومي وهو ما اعترضت عليه الادارة الأمريكية لذلك ترى أن الموقف أصبح معقد جداً بين الإدارة الأمريكي وبين الكونجرس وبين الفيدرالي هو الأخر الذي يرى أن الحديث عن هذا السيناريو يعد نوع من العبث.

الذهب والفضة مازالو أفضل الاستثمارات التي استفادت من الأزمة الحالية ومازالت احتمالات صعودهما جيدة جداً في الوقت الحالي خاصة مع هذه التوترات التي تحدثنا عنها، في الوقت الحالي أصبح الأقتراض أمر معقد جداً بالنسبة للشركات ومازال التضخم مرتفع ولا يستجيب بالشكل الذي يريده الفيدرالي وأرجع جيروم باول هذا الأمر الى أن الطلب على الوظائف مرتفع جداً في الوقت الحالي وبالتالي هذا يؤثر في ارتفاع التضخم بشكل قوي وربما هو السبب الرئيسي الأن في عدم انخفاض معدلات التضخم بالشكل الذي يريده الفيدرالي.

من المتوقع بكل تأكيد أن يرتفع سقف الدين الأمريكي مرة اخرى ولكن هذا سيزيد من ضخ الاموال الدولارية في السوق عن طريق زيادة الانفاق الحكومي أو استمرار الانفاق المرتفع وهو ما قد يدفع الأسواق الى الانفجار بسبب عدم احتواء كمية الأموال التي يتم دورانها في الاقتصاد، نحن الأن نشهد نوع من أنواع التشديد النقدي من الفيدرالي وعلى الجانب الاخر استمرار أو زيادة الانفاق الحكومي والذي يعتبر نوع من أنواع التيسير الاقتصادي على العكس من اتجاه السياسة النقدية، هذا ربما يضغط على التضخم وأيضاً ربما يدفع السندات الأمريكية الى منطقة غيرة أمنة.