نبرة دراجي الهادئة لم تلجم جماح اليورو

نبرة دراجي الهادئة لم تلجم جماح اليورو

 

بات اليورو الصاعد غير محكوماً بما يقدمه رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي ورفقاؤه من نبرة هادئة وتصريحات مكررة بأن البنك مستعد لرفع أو تمديد برنامج شراء الأصول إن تطلبت الحاجة لذلك

بل إن المستثمرين باليورو ضربوا بعرض الحائط كل ما جاء بالاجتماع وما نتج عنه ورفعوا العملة الموحدة إلى مستوى جديد منذ عام 2014 عند 1.25

اليورو بات مرتفعاً منذ بداية العام أي خلال 25 يوم فقط 4% وخلال آخر 6 اشهر بمعدل 7%

اليورو اليوم ارتفع أمام الدولار الأمريكي بـ 0.6% وأمام الإسترليني 0.22% وأمام الين 0.35%

الارتفاعات تعكس تفاؤل السوق بأن الأداء الاقتصادي الجيد لمنطقة اليورو سيدفع نحو ارتفاع التضخم وبالتالي اجبار البنك على رفع معدلات الفائدة مع نهاية العام أو بداية العام القادم

هذا الأمر يعني بالنسبة لهم أن اليورو قد يستمر بالارتفاع إلى مستويات أعلى مع توقعات ارتفاع وتيرة التضخم المبنية على هذا التحسن الاقتصادي بالرغم من أن البنك المركزي حتى الآن يعتبر التضخم ضعيفاً نوعاً ما ويهدد بإضافة التحفيزات إن تطلب الأمر ذلك

الجدير بالذكر أن دراجي صرح اليوم أن البنك لم يناقش بعد خطة للخروج من التحفيزات النقدية وأنه لا يوجد بعد ربط بين التضخم وانهاء برنامج التيسير الكمي

ذلك يخالف محضر اجتماع ديسمبر الذي كان به رغبة لعدد من الأعضاء بالتمهيد للسوق بشأن خفض التحفيزات وكأن هناك خطة في كواليس البنك المركزي الأوروبي لا يراد لها حالياً أن تظهر

من جهة أخرى فقد وضع المركزي تذبذب سعر اليورو ضمن عوامل عدم اليقين التي قد تؤثر على التضخم وبالتالي على قراره بشأن السياسة النقدية مستقبلاً

نرى أن تأثير سعر الصرف قد يزول سريعاً مع تحسن الأداء الاقتصادي وبالتالي يستمر البنك في تشديد السياسة النقدية إن قرر ذلك ولذا فالسوق لم يكترث لهذا الأمر

بالنهاية فقد قرر السوق رفع اليورو مراهناً على خفض للتحفيزات ورفع للفائدة كمسار مستقبلي متوقع جداً وهذا أهم من قرار البنك المركزي ورؤيته التي قد يسعى بها لعدم التعجل حيث الكلمة الأولى والأخيرة للأسواق التي عادة تسبق البنوك المركزية في تفاعلاتها

ولذا فلما لا يرتفع اليورو أكثر وأكثر طالما العوائد على سندات أوروبا ما تزال منخفضة جداً

حيث عوائد سندات لأجل عامين في المانيا عند سالب 0.567% وفي فرنسا عند سالب 0.3965% وفي إيطاليا سالب 0.2445%

ولذا في حال بدء إجراءات رفع الفائدة في منطقة اليورو مستقبلاً فإن المكاسب في عوائد تلك السندات يتوقع أن تعزز الطلب على اليورو أكثر وأكثر

 

نورس حافظ

كبير استراتيجي الأسواق