مستقبل عملة الريبل

مستقبل عملة الريبل

مستقبل عملة الريبل

 

– قد لا يعلم البعض ما هي عملة الريبل والهدف منها، أو في ماذا تستخدم. عملة الريبل هي عملة رقمية مثلها مثل البيتكوين، وتستخدم في تحويل رؤوس الأموال، ولكن مثلها مثل أي عملة أخرى، انتقلت العملة من مجرد وسيلة لنقل الأموال بسهولة إلى سلعة يتم التداول عليها بقوة بهدف تحقيق الأرباح.

– الريبل ومستقبلها مع الدول ..

مازالت حتى الآن الأخبار متضاربة على العملات الرقمية بشكل عام، وهو ما دفعها إلى الهبوط بقوة اليوم نتيجة للأخبار الصادرة عن كوريا الجنوبية والصين. ولكن بشكل خاص هناك مشاكل قد تواجه عملة الريبل، وهي عدم اعتراف القطاعات المصرفية بها، فهي وسيلة لنقل الأموال، وهي الوظيفة ذاتها التي تقوم بها البنوك، مما قد يدفع البنوك إلى التصدي لها، إلا إذا كانت البنوك ذاتها تريد التعامل بها. وهنا قد تعترف بها بعض البنوك، وهو ما يعني أن سعر الريبل سيتجه إلى أعلى بدون حد سعري معين، وستشهد طفرة قوية مستقبلاً.

 

– الدول أم المستثمرون؟

يبقى السؤال الأهم بالنسبة لأي مستثمر، هل سيرتفع سعر الريبل أم سينخفض؟

للإجابة على هذا السؤال من الممكن أن نقسم طائفة المتعاملين على العملة ما بين الدول والمستثمرين على العملة، ولو بشكل افتراضي، وهو ما يعني أن هناك فريقان الآن؛ الأول متمثل في الدول والتي تهدف بطبيعة الأمر إلى الحفاظ على استقرار الاقتصاد الوطني والحفاظ على استقرار أسعار الصرف لعملتها المحلية، وهي بدورها لا تدخل في تلك النشاطات بهدف تحقيق الأرباح ولكنها تدخل في نشاطاتها الاقتصادية بهدف تحقيق الاستقرار الاقتصادي.

ولكن هناك طائفة أخرى وهم المستثمرون، سواء كانوا مؤسسات مالية كبرى أو أفراد. هؤلاء هم من تسببوا في وصول سعر البيتكوين إلى ما يقارب الـ 20 ألف دولارًا أمريكيًا في وقت قياسي. هؤلاء لا يعترفون بأي شيء غير الأرباح، فمادامت هناك أرباحًا ممكنة، فهناك عملات رقمية إلى الأبد، وهو ما يدعم فكرة استمرار العملات الرقمية في التطور. وذلك لأنها أصبحت سلعة قوية من الممكن أن تصنع لك ثروة لم تكن تتخيلها في وقت قياسي، وهؤلاء هم أيضًا ممثلي العرض والطلب على العملة؛ وهو ما يعني أن العملة ستتحرك فقط عندما تقرر هذه الطائفة بيع العملة أو شرائها.

 

هبوط السعر بقوة بتاريخ 16/1/2018 …

مع بداية يوم أمس الثلاثاء بدأت أسعار العملات الرقمية في الهبوط بقوة بحيث هبط سعر الريبل إلى مستوى ( 1.18 دولار ) وكان ذلك بسبب الأخبار القوية التي ظهرت على العملات الرقمية خاصة من كوريا الجنوبية حيث كانت الأخبار تفيد بمنع التعامل بها داخل حدود الدولة الكورية. إلى جانب الأخبار الصينية عن تشديد الرقابة على العملات الرقمية بهدف المحافظة على أموال الشعب الصيني لما تحمله هذه العملات من مخاطر كما ذكرنا. ولكن السعر لم يستمر طويلاً عند هذه المستويات وبدأ بالفعل بالتحرك إلى أعلى مرة أخرى. والسبب بوضوح أن الطائفة التي ذكرناها (المستثمرون) وجدوا أن هذا السعر فرصة جيدة جدًا للشراء، وهنا إثبات قوي جدًا أن الدول ذاتها لن تقوى أبدًا على الوقوف أمام العرض والطلب، وهو ما يعني أيضًا من وجهة النظر التحليلية أن العملة ينتظرها صعود قوي جدًا في الفترات القادمة خاصة على المدى المتوسط والبعيد.

كما حدث على البيتكوين، فالتاريخ يعيد نفسه ..

هذا الهبوط القوي حدث على عملة البيتكوين من قبل، ولكن العملة لم تتأثر على الإطلاق وانطلقت إلى هذه المستويات التاريخية والقياسية التي رأيناها، وهو ما يعني أن الريبل أيضًا مازال من المحتمل بقوة أن يصعد كما حدث مع البيتكوين من قبل. فيتوقع معظم المحللين بأن السعر حتى الآن لم يعطي إشارات واضحة على انعكاس الاتجاه الصاعد، ولكنه فقط حركة تصحيحية من المرجح أن تنتهي ويستمر السعر في الصعود مرة أخرى.

فرنسا تحذر وتشدد الرقابة على تداول العملات الرقمية ..

من جانب آخر كانت لفرنسا نفس وجهة النظر الصينية، حيث صرح وزير المالية الفرنسي أنه يجب تشديد الرقابة على التعامل بالعملات الرقمية نظرًا إلى المخاطر التي تنتج عن التداول بها ..

ولكن هناك ملاحظة هامة يجب أن تؤخذ في الحسبان، ألا وهي أن هناك تقارير تفيد بأن الإقبال على القروض قد بدأ بالفعل في الزيادة والهدف هو الاستثمار في العملات الرقمية، وهو ما يعني أن هناك حالة من التفائل القوية والإحساس بأن هناك بالفعل فرص استثمارية قوية على العملات الرقمية خاصة الريبل لما ظهر عليها الفترة السابقة من صعود قوي. فقد صعد الريبل بسعره خلال العام الأول للعملة 2017 ما يقارب 50.000%، أي من سعر 0.006 إلى مستوى 3.34 دولار.

وإن دل هذا على شيء فهو يدل على احتمالية مشاهدة مزيدًا من الصعود في الفترات القادمة نتيجة لاتجاه الإفراد إلى مزيد من الشراء على العملات الرقمية. ولأن البيتكوين أصبح سعره الحالي أعلى بكثير مما قد يتحمله المستثمريين الصغار، فإن الاختيار الآن سيكون ما بين الريبل أو الايثيريوم.

في وسط كل هذه السياسات التي تشير إلى الخوف من العملات الرقمية يظهر رأي آخر يميل إلى التسليم بتلك العملات وتقنينها على المستوى الدولي …

أحد خبراء القطاع المصرفي الألماني تحدث عن العملات الرقمية وعن ضرورة تقنينها على المستوى الدولي، وأن التقنين المحلي فقط غير كافي لمواجهة خطر تلك العملات على العملات المحلية للدول بشكل عام، وهو ما يعني ضرورة التسليم بها والاعتراف بها وتقنينها ووضع لوائح تنظيمية لها. وهو ما يشير أيضًا إلى بدء التفكير في تقبل العملات الرقمية كعملات أصبحت موجودة على أرض الواقع ولا غنى عن تقنينها، ولا يوجد سبيل آخر كمنعها مثلاً. وفي هذا الرأي أمران جيدان، أولهما أن العملات الرقمية ستكون استثمارًا جيدًا جدًا بالنسبة لكثير من المستثمرين في المستقبل القريب، إلى جانب أن صعودها لن يكون كما حدث على البيتكوين، سيكون الصعود منضبط بشكل أكثر، وهو ما يعرفه معظم خبراء التداول في سوق العملات الأجنبية بأن الصعود المفاجئ من الممكن أن يصحبه انهيارًا مفاجئًا لسعر العملة. ولكن الصعود على المدى البعيد أو الصعود المنضبط يكون أكثر فاعلية وأكثر استمرارًا.

الرؤية الفنية لخبراء التداول بشركة كافيو عن مستقبل الريبل ..

أما عن المستقبل المحتمل لعملة الريبل فهو مازال في صعود، وهنا أسباب كثيرة لوجهة النظر تلك، أولها أن التحليل الأساسي أو نظرية العرض والطلب هي المتحكم في سعر العملة كما ذكرنا، وأن الواضح على السعر الآن هو أن القوى البيعية ضعيفة جدًا مقارنة بالقوى الشرائية.

أما على مستوى التحليل الفني، فالسعر مازال داخل الحركة التصحيحية والتي لم تصل إلى الآن إلى المستويات التي تشير إلى انعكاس السعر، فالعملة مازالت ضمن حركة تصحيحية 50% من الحركة الصاعدة، وهو ما يعني أن السعر مازال احتماله الصعود أعلى من احتمال الهبوط على الأقل بنسبة 60% صعود و 40% هبوط. وهي نسبة كبيرة جدًا عند التداول بالأسواق المالية بشكل عام.

هذا إلى جانب أن السعر اخترق الاتجاه العرضي في منتصف شهر 12 للعام الماضي، وبدأ في تكوين الاتجاه الصاعد القوي الواضح على السعر الآن، وهو ما يعني أن السعر من المحتمل أن يستمر داخل الاتجاه الصاعد لفترات زمنية طويلة كما هو الحال لكل الاتجاهات، فهي تميل إلى الاستمرار، و80% من محاولات انعكاسها تفشل وتتحول إلى نقاط قوية للتداول مع الاتجاه وليس عكسه.

ولأن المستثمرون يعلمون جيدًا تلك القواعد، فهم ينتظرون انتهاء الحركة التصحيحية لشراء العملة بقوة، وهو ما يعني أن المستوى السعري المنتظر بعد انتهاء الحركة التصحيحية هو 3.30 دولار كأول مستوى لجني الأرباح على المدى القصير.

أما على المدى المتوسط والبعيد فمن الممكن أن تتعدى العملة مستوى الـ 10 دولارات كما هو متوقع من خبراء التداول. والسبب هو ببساطة أن سعر العملة في العام 2017 فقط قد قفز بقوة لمستويات قياسية كما ذكرنا وهو ما يعني أن السعر من الممكن أن يصل إلى مستويات أخرى في العام الجديد 2018.

حجم السيولة المالية على العملة الآن 120 مليار دولار، ويتوقع خبراء التداول أن يصل هذا المبلغ إلى 1 تريليون دولار كما أعلنت CNBC. وهو ما يعني أن السعر من الممكن ببساطة أن يصل إلى 10 دولار كنتيجة لحجم الأموال المتوقع أن يتم التداول به، والذي يمثل ما يقارب 9 أضعاف حجم التداول الحالي.

أخيرًا ..

في ظل هذه التغيرات القوية في العملات الرقمية لا يمكننا الاستناد إلى الأخبار الاقتصادية لتحديد مصير العملة، ولكن التداول باستخدام التحليل الفني فقط هو ما يمكن الاعتماد عليه في ظل وجود تحركات عنيفة ومستمرة كما يحدث على العملات الرقمية. الرسم البياني فقط هو الذي سيخبرنا عن كل شيء، وعن كون المستثمرون يتطلعون إلى مزيدًا من الشراء أم البيع، وعن مستقبل العملة، هل هو إلى مزيد من الصعود أم مزيد من البيع؟