كيف تستثمر في وقت التضخم وما هي الأسهم الافضل حاليًا؟

كيف تستثمر في وقت التضخم وما هي الأسهم الافضل حاليًا؟

كيف تستثمر في وقت التضخم وما هي الأسهم الافضل حاليًا؟

في ظل التوترات الاقتصادية والمالية الحالية كيف يفكر المستثمرون وكيف يروا المشهد الاقتصادي من الناحية الاستثمارية بهدف تحقيق ربح كبير خلال الفترات القادمة؟

كما نعلم جميعا أن اهم المؤثرات القوية على الاقتصاد العالمي في الوقت الحالي هو التخضم، والتضخم هو ارتفاع أسعار السلع والخدمات وبالتالي ارتفاع تكاليف الإنتاج للشركات، وظاهرة التضخم تعد أحد أصعب الظواهر الاقتصادية من حيث السيطرة عليها لأنها تحتاج إلى توازن كبير وحساس في التعامل مع معدلات الفائدة البنكية والتي إذا ارتفعت بشكل كبير تضر معدلات النمو الاقتصادي وان لم تُرفع بشكل يوازن مستوى الأسعار سيظل التضخم يرتفع وبالتالي من الممكن أن يؤدي بالعملة المحلية إلى مشاكل تهدم الاقتصاد ككل.

 

نوع التضخم الحالي:

إن مشكلة التضخم الآن هي أن النوع الحالي من التضخم يسمى Stagflation، وهذا المصطلع يعني أن الاسعار ترتفع وفي نفس الوقت النمو الاقتصادي يتباطىء، أي ان الحالة الاقتصادية سيئة نتيجة جائحة كورونا في عام 2020 وفي نفس الوقت الأسعار مرتفعة، وذلك مفهوم أخر يعني أن منتجات الشركات موجودة في الأسواق بأسعار مرتفعة ولا يوجد طلب عليها، وهذا يضر الاقتصاد بشكل كبير لأن المنتجات إن لم تباع في وقت محدد فستضغط على أرباح الشركات المصنعة لها، وفي هذه الحالة ستضر الشركات في تقليل التكاليف وتسريع بعض من العمالة لديها للحفاظ على هوامش الربح لديها، مما يزيد من الطين بلة لأن تسريع العمالة يعني أفراد أكثر بدون دخل في الاقتصاد ولأن دخل كل فرد يعد بعد الانفاق دخل فرد أخر في الاقتصاد فهذا يعني أن البطالة تعني تباطؤ دوران رأس المال داخل الاقتصاد بسبب انعدام الدخل لكثير من القوى العاملة في الاقتصاد.

 

الخروج من الأزمة:

للخروج من الأزمة يضطر البنك المركزي في موازنة رفع معدلات الفائدة مع عدم الاضرار بالاسواق المالية والاقتصاد فيما يخص معدلات النمو، ولذلك يقوم برفع معدلات الفائدة لتصعيب الحصول على النقود السائلة وفي نفس الوقت يقوم بقفل عملية طباعة النقود لرفع قيمة النقود ذاتها بما انها تخضع لعملية العرض والطلب، هذه العملة تعد واحدة من أصعب القرارات التي تقابل أي بنك مركزي في العالم، وقد فشل الفيدرالي فيها مرات عديدة في الازمات المالية الماضية في التاريخ الاقتصادي الامريكي.

كيف يفكر المستثمر الآن؟ 

الهبوط الكبير الذي يحدث للأسواق المالية ناتج عن عدة أسباب، السبب الاول هو تسييل كثير من المستثمرين على المدى القصير لأسهمهم بهدف شراء الاسهم مرة اخرى بأسعار أفضل، اما السبب الثاني هو الزيادة الكبيرة في تقييم الاسهم عن المستويات التاريخية فإذا أخذنا مؤشر ستاندرد أند بورز مثلا فيتداول سعره عند 19 ضعف حجم ايرادات الاسهم المدرجة فيه في حين أن المتوسط التاريخي 16 ضعف فقط وهذا يعطيك رؤية عن عملية صعود الاسهم الامريكية الى مستويات أعلى من متوسط قيمتها التاريخية بكثير، لذلك يرى مستثمري المدى الطويل أن الاسواق لابد أن تهبط بشكل قوي، ولوصول المؤشر الى مستوى 16 ضعف فهذا يعني أن الاسواق قد تهبط بنسبة 50% من المستويات الحالية مرة اخرى.

هبوط الأسهم والاستثمار:

عملية هبوط الاسهم ليست مجرد تحركات سعرية، فكل سهم وراءه شركة والشركة في حالة هبوط الاسهم قد تفلس في أي لحظة وهذا يعني أن هبوط سوق الاسهم يعد أحد أكثر السيناريوهات رعبا بالنسبة للشركات والمستثمرين في الوقت الحالي، فعندما تهبط البورصة بشكل مفزع يهرب المستثمرين ويلجأون الى الملاذات الامنة، خاصة في حالة هبوط الاسواق بسبب التضخم، فقد علمنا التاريخ في عام 1970 في الازمة العالمية والتي حدثت في وقت كان التضخم فيه مرتفع أيضاً أن استعادة الاسواق لعافيتها بعد الهبوط بسبب التضخم يأخذ وقت طويل جداً ربما عقد من الزمان كاملاً .

ما هي الاستثمارات الافضل الآن؟ 

لكل مستثمر وجهة نظره بكل تأكيد لكن سنتحدث عن أهم القطاعات العالمية التي استفادت ومن الممكن أن تستفيد خلال المرحلة الحالية واهمها قطاع النفط العالمي، فكلما ارتفعت أسعار النفط استفادت الشركات التي تعمل في مجال استخراج النفط كشركة شيفرون و توتال وايكسون موبيل وغيرهم، أيضا الشركات التي تقوم بتخزين النفط وبيعه وتدويره كشركة أي كيو تي الامريكية وكيندر مورجان مثلا، وهناك العديد من الشركات التي كانت نتائجها جيدة جداً خلال العام الجاري أهمهم شركة شيفرون التي ذكرناها فقد صعدت أسهمها بشكل قوي خلال النصف الاول من العام الجاري.

الملاذات الآمنة:

أما الملاذات الامنة فلم تستفيد بعد مما يحدث بسبب ارتفاع الدولار الامريكي أمام الذهب والفضة بشكل قوي، ومن الممكن أن يستمر ضغط الدولار على الذهب في الوقت الحالي ولكن احتمالات صعود الذهب مازالت قوية جداً في حالة استمرار التضخم أو ارتفاعه عن المستويات الحالية فيجب متابعة انعكاس السعر في أي لحظة ولكنه ليس متوقع في القريب العاجل يجب التمهل في حالة الشراء على المدى القصير أما في حالة الشراء على المدى الطويل فيجب مراقبة السعر وفي حالة الشراء الان من الممكن أ، تضيف الى الاستثمار كلما هبط السعر.

النفط:

النفط يعد استثمار جيد في الوقت الحالي في حالة شراءه في أسواق المشتقات، ولكن يجب الحذر من التقلبات العنيفة التي قد تحدث على أسعار النفط في أي لحظة، الان من الممكن أن يهبط النفط قليلاً ولكن مازالت احتمالات الصعود قائمة بقوة خلال المرحلة القادمة وبسبب التوترات السياسية الروسية الاوكرانية كذلك من أهم الادوات المالية التي من الممكن شراءها الان هو الغاز الطبيعي، بكل تأكيد ستستفيد أسعار الغاز الطبيعي بشكل قوي مما يحدث بين روسيا و أوكرانيا وبالفعل صعدت أسعار الغاز الطبيعي بنسبة 29% منذ بداية الشهر الجالي ون الممكن أن تنهي الشهر بأرتفاع يقارب ال 50% في حالة عدم اعادة خط نورد ستريم 1 الى العمل بعد مدة الصيانة الدورية المتوقع أن تنتهي في 21 من الشهر الجاري.

تنويع المحفظة الاستثمارية:

من الافضل توزيع محفظتك الاستثمارية بين عدة أسهم ويفضل أن تمتلك في المحفظة بعض من الذهب أو الفضة تحسباً للقادم، اما ان كنت مستثمر طويل الاجل فمن الممكن تقسيم المحفظة الاستثمارية بين عدد من السندات وعدد من الاسهم مع نسبة مئوية في الذهب أو الفضة،

 

الأسهم:

في حالة اختيار الاسهم يجب أن تركز على قطاع النفط وقطاع السلع الاستهلاكية والشركات التي لا تنفق كثيراً في عملية الانتاج كشركات الوساطة المالية مثلا، كلما زادت تكاليف الانتاج كلما كانت الشركة عرضه للتأثر بالتضخم المرتفع، في قطاع البنوك فهو يتأثر كثيراً بسبب ارتفاع التضخم بسبب أن الاصول المالية للقطاع المصرفي تكون في النهاية عبارة عن نقود والنقود في حالة التضخم تفقد قيمتها الشرائية بشكل قوي مما يضغط على موازانات البنوك خاصة اذ كانت لديها احتياطات نقدية كثيرة ومستويات التمويل والاقراض عندها غير جيدة.

شركات السيارات الآن لا تعد استثمار جيد بسبب ارتفاع تكاليف تشغيل السيارات وهو ما سيضغط بكل تأكيد على مبيعات السيارات خلال السنوات القادمة مع رفع معدلات الفائدة البنكية مما يعني عدم الحصول على قورض بفوائد ميسرة وهو ما سيضغط بكل تأكيد على المبيعات في كل الدول تقريباً لاسيما أن السيارات الكهربائية من الممكن أن تشهد قفزة تاريخية في المبيعات بسبب لجوء الاسواق الى بدائل أقل من حيث مصاريف التشغيل.