عندما نفكر في الشخصيات الاقتصادية التي غيرت العالم فدائمًا ما يتجه تفكيرنا لشخصيات سياسية قد شكلت فارقًا في بلادها، سواء الفرق الذي احدثته تلك الشخصيات إيجابيًا أو سلبيًا. ودائمًا ما نجد أن الشخصيات السياسية هي الأكثر ذكرًا على مر العصور، مثل غاندي وتشرشل وحتى هتلر وموسوليني. فالناس تتذكر الشخصيات المؤثرة التي قادتهم إلى الحرية والمجد أو حتى إلى الهلاك والموت.ولكن على الجانب الآخر من الأمور هناك شخصيات قد أحدثت فارقًا في حياتنا جميعًا، ولكنهم ليسوا على نفس مستوى الشهرة التي حصل عليها الشخصيات السياسية، وهم الشخصيات الاقتصادية البارزة التي أحدثت فارقًا ملحوظًا في عالمنا الذي نعرفه. وفي تلك السلسلة سنتحدث عن هؤلاء الشخصيات، وكيف أنهم غيروا التاريخ، ولكن بطريقتهم الخاصة.
الجزء الأول
فريدريش فون حايك
• ولد فريدريش عام 1899 وهو يعتبر عالمًا اقتصاديا وفيلسوفًا عظيمًا. وهو من أصل نمساوي – بريطاني، وقد اشتهر حايك بدفاعة عن النظام الليبرالي المتحرر، وقد حصل على جائزة نوبل العلوم الاقتصادية لعام 1974
• خدم حايك في الحرب العالمية الأولى، وقد قال إن تجربته في الحرب جعلته يرغب في المساعدة على تجنب الأخطاء التي أدت إلى الحرب، وهو ما دفعه إلى دراسة الاقتصاد بتمعن لخلق عالم أفضل للجميع
• أثناء عمله في كلية لندن للاقتصاد عارض نظرية كينز الشهيرة حول الإنفاق الحكومي (نظرية كينيز هي نظرية اقتصادية عن الإنفاق الكلي في الاقتصاد وتأثيراته على الإنتاج والتضخم). وقد وجد حايك أن البديل لتلك النظرية هو الاستثمار الخاص، فهو السبيل إلى الرخاء والتنمية
• ألف كتابه الشهير، “الطريق إلى العبودية”، وكان بمثابة صرخة حاشدة ضد نظام الاقتصاد المخطط. وقد أكد في كتبه وأفكاره أن الفاشية الاقتصادية تبدأ من الأيدولوجية الرأسمالية
• وقد كان لحايك تأثيرًا كبيرًا على رونالد ريغان ومارغريت تاتشر، بالإضافة إلى الدول الشيوعية السابقة في أوروبا. كما كان مصدر إلهام لليبرالية الحديثة في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، وكان له تأثيرًا عظيمًا على السياسات الاقتصادية للعديد من الدول الغربية.