سمعنا كثيرًا عن صفقة القرن، فهل لها تأثيرًا اقتصاديًا؟

سمعنا كثيرًا عن صفقة القرن، فهل لها تأثيرًا اقتصاديًا؟

 

من عشرات السنوات وأمريكا تحاول لعب دور الوسيط في قضية الصراع العربي الإسرائيلي، وعلى الرغم من أنه جلي للعالم أنها لا تلعب هذا الدور بحيادية، إلا أن الولايات المتحدة تأتي كل فترة بحلول وعروض سلام تضعها على طاولة المباحثات الإسرائيلية الفلسطينية.

هذه المرة جاء العرض بقيادة رجل الأعمال، جاريد كوشنر، وهو زوج إيفانكا ترامب ابنة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأحد كبار مستشاري البيت الأبيض.

فمن المقرر أن تنعقد قمة اليوم وغدًا في المنامة، البحرين، لطرح العرض الجديد المقدم من كوشنر، وهو ما يُسمى بصفقة القرن. الصفقة عبارة عن استثمارات بقيمة 50 مليار دولار أمريكي من شأنها توفير النمو وفرص توظيف في فلسطين وقطاع غزة، إلى جانب أعمال اقتصادية أخرى للدول المجاورة.

سوف يحضر هذه القمة ممثلين من وزارة الخزانة الأمريكية والبيت الأبيض وبعض الشخصيات العالمية، مثل كريستين لاجارد، رئيسة صندوق النقد الدولي، وتوني بلير، رئيس وزراء بريطانيا السابق، وبقيادة حكومة البحرين، ووزارة المالية البحرانية. أما عن الدول العربية، فأكدت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة حضورهما، بينما أعربت كلاً من مصر والأردن عن نية الحضور ولكن بتمثيل دبلوماسي أقل من الوزاري.

الأهم من كل هذا وذلك أن هذه القمة لن يحضرها أي مسؤول أو ممثل عن دولة فلسطين المحتلة أو حتى إسرائيل. فمن الجانب الفلسطيني أعرب السيد محمود عباس، رئيس الحكومة الفلسطينية، عن رفضه لهذه القمة، وقال “فلتذهب هذه الصفقة للجحيم”. أيضًا الجانب الإسرائيلي لم يعلن عن تواجده بالقمة، حيث أن الشأن الداخلي من انتخابات تشريعية مرتقبة في شهر سبتمبر هو كل ما يهم إسرائيل الآن.

بالتالي، وبناءً على كل الأبعاد السابقة، فلا يرى كبار المحللون الاقتصاديون أية جدوى من هذه الصفقة، واصفين إياها بأنها مثلها مثل كل الصفقات والاتفاقات السابقة التي لم تثمر ولم تغني من جوع. وعليه، ومن الناحية الاقتصادية، قد لا تؤثر هذه القمة المنعقدة حاليًا على المدى القريب أو المتوسط على مجريات الأسواق، سواء بالشرق الأوسط، أو عالميًا.