دقت ساعة التحفيز…فما أثرها على الأسواق؟

دقت ساعة التحفيز…فما أثرها على الأسواق؟

 

خلال الايام الماضية تسارعت رغبة صناع السياسات المالية والنقدية في الاقتصادات الكبرى نحو تحفيز الاقتصاد بشتى السبل الممكنة

فالأمر لم يتوقف عند خفض طفيف في آلية تسعير معدل الفائدة في الصين بحوالي 10 نقاط اساس والتي أعلنها بنك الشعب الصيني

بل امتد إلى استراليا التي ناقش بنكها المركزي في آخر اجتماع له وفق ما أظهره المحضر المسجل فكرة معدلات الفائدة السالبة!

وأما خلال الساعات القليلة الماضية فقد أكد ترامب بأن البيت الأبيض يناقش فعلا فكرة خفض الضرائب على دخل الأفراد

ويبدو أن فكرة خفض الضرائب على الشركات التي ساعدته للنجاح في انتخابات الرئاسة عام 2016 دفعته للتفكير بخفض الضرائب على الدخل للفوز الشعبي ونيل التجديد العام المقبل.

بالمقابل ففي الاجتماع الاخير للمركزي الأوروبي اشار بيان البنك أن الأعضاء يدرسون كل الخيارات لتحفيز الاقتصاد

وقبل يومين صدر تقرير من المانيا بفكرة عدم الالتزام بالموازنة بهدف انعاش الاقتصاد واخراجه من شبح الركود

وأما استقالة رئيس وزراء ايطاليا قبل ساعات فتتيح المجال لحكومة جديدة تخرج عن عباءة التقشف

إذا فإن الانباء عن الافكار التحفيزية للاقتصادات باتت تتسارع بعد الاضطراب الذي اصاب الاسواق مؤخرا

والأهم أن بيانات التضخم التي تتراجع بسبب انكماش في نشاط الصناعات العالمي وتأثر القطاع الخدمي باتت تعطي الامكانية لصناع السياسات لاجراء التحفيزات المالية والنقدية

إذا فلا شك لدينا بأن الحديث في جاكسون هول سيكون حول التحفيزات العالمية التي ستتم وتأثيراتها من كل الجوانب

ولذا فإن خطاب جيروم باول رئيس الفيدرالي الأمريكي يوم الجمعة يعتبر أهم بكثير من محضر الفيدرالي الأمريكي

حيث محضر الاجتماع قد كتب قبل اعلان ترامب عن فرض الرسوم على السلع الصينية من بداية سبتمبر وقبل أن تضطرب اسواق السندات

باول متوقع منه أن يلمح إلى خفض ربع نقطة فقط في الاجتماع القادم في سبتمبر

الأثر يتوقع أن يكون جيداً للمدى المتوسط أما المدى القصير فلا أحد يستطيع الجزم بتخبط الأسواق التي تشهد معركة بين المتفائلين والمتشائمين.

إن اعلان البنوك المركزية عن مجرد مناقشة سياسات تحفيزية جديدة في جاكسون هول يتوقع أن يكون له أثر ايجابي على رغبة المخاطرة وبالتالي أثر جيد لاسواق الاسهم العالمية الكبرى

أما العملات فتستمر حربها بين بعضها حيث يسعى كل منها نحو الضعف أمام العملات المقابلة

ولكن مؤشر الدولار الأمريكي من الصعب عليه الاستمرار بالارتفاع في ضوء تكرار متوقع لخفض الفائدة في اميركا

وبالتالي قد تستمر الاصول المقابلة له بايجاد مساحات للارتفاع أمامه

الاسترليني مايزال يعتبر استثناء حتمي حيث بعث رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى دونالد تاسك بأنه يمكنه تقبل اجراءات معينة في الحدود الايرلندية وأنه يرفض أن تلتزم المملكة المتحدة بشكل دائم بفتح حدودها والتنازل عن سيادتها

جونسون يسعى في الوقت الضائع لايجاد اتفاق قبل أن يقدم على الخروج غير المنظم في نهاية اكتوبر!

ولذا فالاسترليني معرض لكل شيء وفي اي اتجاه والسوق يسعر السلبية عبر خفض الاسترليني!

أما النفط فقد أعادت الاسعار فوق 55$ للامريكي وفوق 58$ لبرنت المخزونات الامريكية للارتفاع

حيث اعلن معهد البترول الأمريكي قبل ساعات في قراءة غير رسمية أن مخزونات النفط الامريكية ارتفعت 3.5 مليون برميل!

ولذا فقد يكون النفط ايضا استثناء لاي حالة تفاؤل تصيب الاسواق.

في سوق السندات فمع نهاية الاسبوع الماضي شهدنا تراجع في وتيرة شراء السندات وفق جي بي مورجان حيث يبدو أن السوق انتهى من تسعير مستويات العائد التي ستصل اليها السندات جراء السياسات التحفيزية.

وهو أمر مهم ليعطي امكانية استقرار سوق السندات ولو بشكل نسبي وبالتالي استقرار بقية الأسواق إلى أن نتعرف على حجم ونوعية التحفيزات القادمة!