تصريحات “حرب العملات” تعود من جديد فما تأثيراتها على الأسعار؟

تصريحات “حرب العملات” تعود من جديد فما تأثيراتها على الأسعار؟

 

ما تزال التصريحات تتلاعب بسوق العملات حيث يتبادل كبار المسؤولين في البنوك المركزية آراءهم بشأن مدى ضعف أو قوة العملات والتغيرات التي تنشأ بها مع تغير سياسات البنوك المركزية

خلال اليومين الماضيين صرح وزير الخزانة الأمريكية ستيفن منوشن بأنه يتقبل الدولار الضعيف وأن الدولار قد يرتفع على المدى البعيد

هذه التصريحات ساعدت على فهم السوق بأنه لن يضغط بشكل أو بآخر لرفع معدلات الفائدة بشكل أسرع مما يريده الفيدرالي الأمريكي

فبالتالي ساهمت كلماته كعامل من عوامل تراجع الدولار الأمريكي بشكل إضافي كما شهدناه بالأمس

ثم بعدها صرح ترامب بالأمس ليلاً بأنه يرى أن الدولار سيقوى أكثر وأكثر وأن تصريحات منوشن قد تم إساءة فهمها

مع هذا التصريح عاد الدولار للارتفاع بالأمس بعد خسائر سجلها قبل هذا التصريح

اليوم صرح عضو بارز في المركزي الأوروبي وهو Benoit Coeure بأنه لا يجب استهداف سعر صرف العملات

هذا يعني أنه ليس راض عن ارتفاع اليورو وأن تصريحات منوشن قد دفعت اليورو للارتفاع بسبب تراجع الدولار

وبعد هذا التصريح ارتفع الدولار الأمريكي قليلا وبذلك باتت أسعار العملات ترقص مع كل تصريح من هنا أو هناك

ما يجري هو تصريحات حرب عملات حقيقية وكل يبدي رأيه بشأن ما يناسبه من سعر صرف وتوقعات انعكاساتها على اقتصاده المحلي

وهو أمر تكرر سابقاً بشكل كبير عندما تراجع الين وتراجع اليورو مع بداية برامج التيسير الكمي في السنوات الماضية

ولذا فالتصريحات حينها لم تمنع استمرار تراجع تلك العملات وبقي أثرها للمدى القصير فقط ولهذا لا نعير لهذه التصريحات أهمية كبيرة حيث ستبقى العوامل الاقتصادية هي المحرك الأهم في الأسواق

 

نورس حافظ

كبير استراتيجي الأسواق