ترامب يواجه أكبر عاصفة سياسية في تاريخه فماذا يعني ذلك للأسواق؟

ترامب يواجه أكبر عاصفة سياسية في تاريخه فماذا يعني ذلك للأسواق؟

يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجوما شرسا من مجلس النواب الأمريكي الذي يسيطر على اغلبيته الحزب الديموقراطي بزعامة نانسي بيلوسي

 

التي اعلنت بالأمس أن المجلس بدأ بالتحقيقات المتعلقة بمكالمة ترامب الهاتفية مع الرئيس الاوكراني في 25 يوليو الماضي متهمة إياه بخرق القسم الرئاسي والتعاون مع دولة اجنبية للتدخل بالشؤون الداخلية الأمريكية!

 

وسائل الاعلام الأمريكية التي تحارب ترامب منذ توليه الرئاسه نشرت أن أحد عملاء الاستخبارات الأمريكية المسؤولين عادة عن الاستماع للمحادثات الهاتفية للرئيس مع قادة الدول الأخرى قد سمع ترامب وهو يضغط على الرئيس الأوكراني كي يعتقل نجل المرشح الرئاسي جو بايدن المنافس الشرس لترامب في انتخابات العام المقبل

 

تقول المصادر الصحفية لرويترز بأن المكالمات الهاتفية بين ترامب والقادة عادة لا تسجل بل يكتفى بأن تكتب ملاحظات بشأنها من قبل عملاء الاستخبارات وبشكل غير كامل ولا يحرج القادة.

 

بكل الأحوال فإن ترامب رد بالأمس بأنه وافق على نشر تفاصيل نصية لهذه المكالمة المثيرة للجدل كونها باتت تؤثر على صورته الانتخابية

 

وفي حال نشرت اليوم بالشكل المختصر وغير الكامل فبالتالي قد تكون الحقيقة غير بارزة للكونجرس

 

إلا أن التحرك من قبل مجاس النواب الديموقراطي قد يكون الهدف منه التشكيك في نزاهة ترامب أمام الناخبين أكثر من أن يكون سعيا وراء الحقيقة

 

من ضمن الاجراءات المتوقعة أن تدعو لجنة مجلس النواب الأمريكي الرئيس ترامب للشهادة أمامها في هذه القضية

 

وهو ما لا يريده ترامب كونه سيتعرض لهجوم مستمر من النواب الذين يريدون حينها احراجه باسئلة جدالية طالما لم تكتمل الحقيقة

 

من الممكن جدا أن ينتهي الأمر بأن يوافق مجلس النواب الأمريكي على عزل الرئيس ترامب كون الديموقراطيين هم الاغلبية به

 

إلا أن مجلس الشيوخ ذو الاغلبية الجمهورية سيرفض تماما ذلك طالما لم تظهر التسجيلات والتفاصيل الكاملة لهذه المكالمة الهاتفية

 

لذا يبدو حتى الآن أنه من المرجح أن ينجو ترامب من هذه العاصفة السياسية ولكنه سيتحمل خسارة وهي زعزعة ثقة شريحة من الناخبين به مما يقوض فرصه باعادة انتخابه العام المقبل وهو ما يريده الديموقراطيين بالدرجة الأولى

 

وحتى ذلك الحين فإن الاتهامات ستستمر والصد والرد سيستمر طالما لا يوجد دليل حاسم مشابها لما حدث في قضية التعامل مع روسيا للفوز بالانتخابات

 

ما تأثير ذلك على الاقتصاد الأمريكي:

نرى أن عزل ترامب أو عدم انتخابه مرة جديدة غالبا سيكون جيد للاقتصاد الأمريكي كونه سينهي الحرب التجارية المشتعلة مع الاقتصادات الكبرى منذ عامين ويعيد الثقة التجارية عالميا.

 

ترامب في اول عام قدم ما يلزم من خفض الضرائب على الشركات إلا أن الحرب التجارية الغت هذه المزايا التي تمتع بها الاقتصاد عندما تلاشت الثقة

 

أما وعوده الأخيرة بخفض الضرائب على الدخل ورفع الانفاق على البنية التحتية فلا يستطيع أن يحققها كون مجلس النواب بيد الديموقراطيين الذين لن يسمحوا له تمرير اجندته.

 

ولذا فإن رحيله سيعني امكانية أن تكون الادارة الأمريكية الجديدة أكثر اعتدالا تجاه الخارج وبالتالي تعيد الثقة للاقتصاد الأمريكي.

 

لاشك أنه في البداية قد يتأثر السوق سلبا جراء السلبية من ضبابية هذه القضية إلا أن المحصلة النهائية ايجابية للاقتصاد والاسواق في حال رحيل ترامب.

 

البيانات الضعيفة قادت الاسهم للتراجع:

أما تراجع مؤشرات الاسهم الاسيوية والاوروبية فكانت اليوم بحوالي 1% بسبب الأداء الاقتصادي الضعيف حيث في اليابان استمر انكماش القطاع الصناعي للشهر الثامن على التوالي!

 

وفي اميركا فقد تراجعت طلبات الرهن 10% في الفترة الأخيرة التي شهدنا بها قفزة في عوائد السندات الأمريكية قبل أن تعود هذه العوئد للتراجع

 

وأيضا نمو اسعار المنازل نما فقط 2% بوتيرة ضعيفة سنويا بالاضافة لتراجع في ثقة المستهلك الأمريكي وفق مؤشر CB

 

إذا فالبيانات الضعيفة سبب هام للتراجع في اسواق الأسهم والنفط وارتفاع الذهب أما قضية عزل ترامب فتأثيرها مؤقت ومحدود.