تراجع الذهب اليوم، تصحيحي، حيرة، أم هبوط؟

تراجع الذهب اليوم، تصحيحي، حيرة، أم هبوط؟

 

تراجعت أسعار المعدن الأصفر اليوم ليتداول مرة أخرى بالقرب من المستوى المحوري 1400 $/للأوقية، وكان لهذا التراجع بعض الأسباب المنطقية. أولها تصريحات حاكم الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، ومحافظ الفيدرالي بسانت لويس، جيمس بولارد، التي جاءت أقل حمائمية، أي لم تشير بقوة إلى تأكيد سياسة خفض معدلات الفائدة، خصوصًا بعدما أكد جيمس بولارد أنه لا يرى حاجة لخفض معدلات الفائدة بالفترة القادمة.

ثانيًا تصريحات ستيفن منوشين، وزير الخزانة الأمريكية، بشأن المناقشات التجارية بين أمريكا والصين. فقد صرح منوشين بأنه تم التوصل لاتفاق بين البلدين بنسبة 90%، وهذا التصريح زاد من التداولات على الأسهم رافعًا شهية المخاطرة بالأسواق لأعلى، وجعل الكثير من المستثمرين يعزفون عن تداولات الذهب.

أيضًا من أسباب ارتياح الأسواق وزيادة شهية المخاطرة بها تصريحات البيت الأبيض اليوم بأن أمريكا سوف تعلق تطبيق التعريفات الجمركية الجديدة بقيمة 300 مليار دولار على الواردات من الصين.

ونأتي هنا للنقطة الفاصلة. هل تراجع الذهب اليوم بسبب أن المستثمرون في حيرة بين اختيار الملاذ الآمن لاستثماراتهم، وبين تركه والاتجاه إلى الأسهم والسندات؟ أم أن الأمر قد يكون اتجاهًا هابطًا للذهب؟ أم أنها مجرد حركة تصحيحية؟

الأقرب للمنطق أنها مجرد حركة تصحيحية، حيث أن الملفات الهادئة الآن قد تشتعل مرة أخرى في أي وقت، لاسيما التوترات المتصاعدة مع الجانب الإيراني. بل الأكثر من ذلك أنه من المتوقع أن تتسبب هذه الحركة الهابطة اليوم في دخول الكثير من المشترين للسوق ممن لم يلحقوا مراكز شراء جيدة على الذهب بالفترة الأخيرة، فقد يراها الكثيرون أنها فرصة شراء جيدة، وبالتالي يندفع الذهب بقوة مرة أخرى لأعلى.

من الناحية الفنية نرى أن منطقة الدعم 1358-1375 هي حزام أمان الذهب، فطالما لم تخترق هذه المنطقة لأسفل، فالذهب في مأمن من الهبوط، حيث أنه يتداول بالوقت الراهن على الرغم من هبوط اليوم بعيدًا تمامًا عن هذا النطاق.