مناظرة ترامب وهاريس لم تحسم بعد السباق الرئاسي، حيث كانت المناظرة مليئة بتبادل الاتهامات بين الطرفين، إذ اتهم كل منهما الآخر بالكذب وعدم الكفاءة لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.
لم يتم تقديم أي مفاجآت جديدة حول البرامج التي أعلن عنها المرشحان سابقاً، وبالتالي من المرجح أن تبقى القاعدة الجماهيرية لكل منهما ثابتة.
التركيز الأكبر كان على الفئة المترددة التي تمثل حوالي 20% من الناخبين الذين لم يحددوا بعد لمن سيصوتون، ما يجعل توقع الفائز أمراً معقداً لأسباب سنوضحها في هذا التقرير.
- العوامل المؤثرة في الانتخابات:
1. التركيبة السكانية للولايات المتحدة الأمريكية:
التركيبة السكانية لأكبر شريحة تصب في صالح دونالد ترامب إلى حد ما.
وفقًا لإحصاء عام 2020، يشكل البيض غير اللاتينيين 52% من سكان الولايات المتحدة، والكثير منهم قد لا يدعمون التصويت لامرأة ذات بشرة داكنة مثل كاميلا هاريس، خاصة بعد تجربة إدارة بايدن وهاريس.
في المقابل، الفئات الأخرى مثل السود واللاتينيين والأقليات الأخرى، قد تنقسم وربما تميل قليلا لكاميلا هاريس ولكن ليس بشكل كبير.
وهذا يجعل من الصعب التنبؤ بأي مرشح سيحصل على دعم هذه الفئات بشكل أكبر.
اليكم صورة عن التركيبة السكانية للولايات المتحدة الأمريكية في عام 2020:
2. الجانب الاقتصادي
من الناحية الاقتصادية، ركزت كاميلا هاريس على دعم المشاريع الصغيرة من خلال إعفاءات ضريبية على المشاريع الصغيرة تصل إلى 50 ألف دولار، بالإضافة إلى منح للعائلات التي لديها أطفال بقيمة 6 آلاف دولار.
هذه الوعود قد تجذب شريحة من الطبقة المتوسطة، لكنها ليست كافية لتغيير اتجاه التصويت بشكل كبير.
بالمقابل، سياسات ترامب تركز على تمديد تخفيض الضرائب على الشركات ودعم الصناعات المحلية بفرض تعريفة جمركية لحمايتها، وهو ما قد يجذب شريحة كبيرة من الناخبين، خاصة المهتمين بالحفاظ على القوة الاقتصادية للولايات المتحدة.
أيضا نقطة قوة لترامب أنه انتقد ارتفاع التضخم وتضرر القوة الشرائية للأفراد في ظل فترة بايدن وهاريس.
3. الجانب السياسي
سياسيًا، يميل بعض الأمريكيين لدعم ترامب بسبب رؤيته الواضحة حول تعزيز هيبة الولايات المتحدة دوليًا، ووعوده بإنهاء الحروب بسرعة وحماية المصالح الأمريكية بقوة.
في المقابل، انتقد ترامب كاميلا هاريس بأنها لم تحقق أي إنجازات ملموسة خلال سنواتها في منصب نائب الرئيس، واعتبر وعودها غير قابلة للتنفيذ.
الضعف موجود في كلا الحملتين، كما أن هناك نقاط قوة قد تساعد أي منهما على الفوز.
لكن من الصعب التكهن بنتيجة الانتخابات بناءً على التركيبة العرقية أو الخطط الاقتصادية فقط.
الاستطلاعات القادمة قد تعطي صورة أوضح، لكنها لا تزال تتأثر بالتحيز من بعض الجهات.
اليكم المزيد من التفاصيل:
- في انتخابات 2024، يتبنى كل من دونالد ترامب وكاميلا هاريس سياسات ضريبية مختلفة بشكل كبير.
- خطة ترامب الضريبية:
ترامب يسعى إلى توسيع التخفيضات الضريبية التي أقرها في 2017 والتي تنتهي صلاحيتها في 2025. خطته تتضمن:
– خفض ضريبة الشركات إلى 15%، مقارنة بنسبة 21% الحالية.
– إلغاء الضرائب على الإكراميات والدخل من الضمان الاجتماعي.
– فرض تعريفات جمركية عالية تصل إلى 20% على جميع الواردات، بهدف إعادة الصناعة إلى الولايات المتحدة.
يعتقد ترامب أن هذه التخفيضات ستدفع إلى نمو اقتصادي كبير، رغم الانتقادات التي تقول إنها ستزيد الدين الفيدرالي بمقدار كبير يصل إلى 6 تريليونات دولار.
- خطة كاميلا هاريس الضريبية:
في المقابل، تسعى هاريس إلى رفع الضرائب على الأثرياء والشركات الكبرى. من أبرز مقترحاتها:
– رفع ضريبة الشركات إلى 28%.
– زيادة الضرائب على المكاسب الرأسمالية للأفراد الذين يكسبون أكثر من 400,000 دولار سنويًا.
– توسيع الائتمان الضريبي للأطفال ودعم الطبقة المتوسطة من خلال منح مثل ائتمان 6,000 دولار للوالدين الجدد ودعم شراء المنازل للمرة الأولى.
تهدف خطط هاريس إلى إعادة توزيع الدخل وتقليل الفجوة الاقتصادية بين الطبقات، وتوليد إيرادات تغطي هذه الإنفاقات دون زيادة كبيرة في الدين الوطني.
- تحديد أي خطة ضريبية أفضل للفرد يعتمد على ظروفه الاقتصادية ودخله.
خطة ترامب:
– فوائد للأثرياء والشركات: ترامب يسعى إلى تمديد التخفيضات الضريبية التي تم تقديمها في 2017 والتي تركزت على خفض الضرائب على الأفراد ذوي الدخل المرتفع والشركات.
الأفراد ذوي الدخل المرتفع أو من أصحاب الشركات، فإن خطة ترامب قد تقدم لك فوائد أكبر من خلال خفض ضريبة الشركات وزيادة الدخل الصافي بعد الضرائب.
– إلغاء الضرائب على الإكراميات والضمان الاجتماعي: من جهة أخرى، قد يستفيد بعض الأفراد من إلغاء الضرائب على الإكراميات والدخل من الضمان الاجتماعي، لكن هذه التغييرات تعتبر طفيفة بالنسبة للفئة العامة.
خطة هاريس:
– فوائد للطبقة المتوسطة: هاريس تركز على دعم الطبقة المتوسطة والأفراد ذوي الدخل المنخفض من خلال زيادة الائتمان الضريبي للأطفال، ومنح مالية للوالدين الجدد، ودعم لشراء المنازل للمرة الأولى.
هذه الخطة تستهدف تخفيف الأعباء المالية عن الأفراد الذين يعانون من ارتفاع تكاليف المعيشة، مما يجعلها أكثر جاذبية للأفراد من الطبقة المتوسطة والذين لديهم أطفال.
– رفع الضرائب على الأثرياء: ستشهد الأفراد ذوي الدخل المرتفع (أكثر من 400,000 دولار سنويًا) زيادة في الضرائب، مما قد يؤثر سلبًا على هؤلاء الأفراد.
- يمكن القول أن:
– لصالح الطبقة المتوسطة وذوي الدخل المنخفض: خطة هاريس هي الأنسب لأنها تقدم تخفيضات ضريبية ودعم مالي مباشر لهم.
– لصالح الأفراد والشركات ذات الدخل المرتفع: خطة ترامب توفر مزايا أكبر خاصة فيما يتعلق بضرائب الشركات والمكاسب العالية.
في النهاية، يعتمد الخيار الأفضل على مستوى دخلك الشخصي وظروفك الاقتصادية.