بريطانيا سيتم انقاذها والمحاولات اليائسة في بروكسيل تحتاج فقط لكلمة رقيقة
اجتمعت اليوم تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا بالمسؤولين الأوروبيين في محاولة قد تعد يائسة للوساطة بينهم وبين أعضاء البرلمان البريطاني
الفجوة كبيرة وحجمها كحجم المساحة الحدودية مع ايرلندا والخط الفاصل بينها وبين الشمالية يعتبر خط احمر لا يجب أن يرسم من قبل البريطانيين على أرض الواقع!
وفي ظل المساومات السياسية تكون المساعي أقرب منها لضبابية لندن عن صفوها
إلا أن الواجب يحتم المحاولة والأمل يبدو أنه أكبر مما نظن
فقد ينام التنين الذي شهدناه في برلمان بريطانيا والذي نفث نيرانه يوم الاثنين واجبر الحكومة حينها لسحب ما يغضبه وهو الاتفاق المهين وفق وصف بعضهم
ماي تسعى لكسر الجليد الذي تشكل باتفاقية قد تبدو أنها تجمد ايادي البريطانيين من رسم حدودهم الايرلندية
تريد أن يقول الأوروبيون أنتم أيها البريطانيون لكم حرية ذلك بعد فترة ما ولكن وافقوا الآن وانقذوا اقتصادكم
تريد منهم كلمات رقيقة بها سيادة بريطانية فوق سيادة الاتحاد الأوروبي على أراضي المملكة التي قد تغيب عنها الشمس في مارس المقبل
الجميع يتذكر اليونان ومفاوضاتها والجميع يقر أن اليونان ليست بريطانيا العظمى فشتان بين ما ينتج هنا وهناك
ولكن الاتحاد الأوروبي هو الطرف المشترك هنا وهناك ولذا فالخصم واحد للمفاوضين وكما تمكن من مفاوضات اليونان فهو يعرف كيف يتعامل مع مفاوضات بريطانيا
هذا الأسبوع لعب البرلمان البريطاني دور الرافض لصيغة الأوروبيين
ولكنه بعد أسابيع ومع دقات ساعة بيج بين التي تشير لانتهاء العام ودخولنا بعام البريكست الحقيقي فقد يلعبون دور المساومين الراضين بما قسم لهم اشقاؤهم الأوروبيين
لا يجب أن نأخذ مواقف البرلمانيين على أنها نهائية فقد يأتي الأوروبيون بحل يرضيهم وينهي هذه الاحجية
ولذا فالأمل ما يزال كبير بالرغم من أن الموقف قد يبدو أنه بات شائكا إلا أن من عقد العقد يستطيع فكها
والوقت كفيل بإثبات ذلك والدليل…
أن حزب المحافظين صوت لبقاء تيريزا ماي رئيسة الوزراء
وبذلك يعلنون استسلامهم أمام الوقت وأمام مخاوفهم بما سيأتي من بريكست غير منظم
فقد قالت قبل تصويت طرح الثقة أنها لن ترشح نفسها لرئاسة الوزراء والحزب في الانتخابات القادمة
الصورة لدي اتضحت بأن البرلمان البريطاني لن يخرج بريطانيا دون اتفاق مع الأوروبيين
ولكن يريد كلمة رقيقة منهم…
نورس حافظ
كبير استراتيجي الأسواق