تراجع اليورو بمعدل 0.55% عند 1.2340 عند اعداد التقرير بعدما أنهى البنك المركزي الأوروبي اجتماعه وأخرج رئيسه ما في جعبته بشأن مستقبل سياساته
السوق كان متفائل نوعاً ما بأن يتم التلميح إلى أن أعضاء البنك قد ناقشوا خفض برنامج مشتريات الأصول البالغ حاليا 30 مليار يورو شهرياً والذي يخطط له أن يستمر حتى سبتمبر المقبل
الإحباط جاء بسبب قول دراجي أن البنك لم يناقش كثيراً أي تغيرات أخرى غير التي جاءت في بيان البنك
أي أن الأعضاء لم يناقشوا عملية خفض التحفيزات في هذا الاجتماع كونهم يرون أن التضخم لا يستدعي ذلك
البنك يتوقع استمرار التضخم عند حوالي 1.5% خلال العام الجاري وارتفاع في عام 2020 إلى حوالي 1.7%
أي أن لا مفاجآت تستدعي انهاء برنامج التحفيزات فوراً أو حتى التفكير برفع معدلات الفائدة بالرغم من استمرار توقعات نمو جيدة للناتج المحلي الاجمالي لاقتصاد منطقة اليورو عند حوالي 2.4%
فأين جاء التغير وما تأثيره؟
التغير:
في بيان البنك كان بأنه أزال تعهده بزيادة برنامج التيسير الكمي
الأثر:
معدوم حيث كان يتوقع السوق ليس فقط انهاؤه بل التوجه لرفع معدلات الفائدة في العام القادم
إذا فإن هذا الاجتماع إن دل على شيء فهو التمهل الشديد الذي يريده البنك المركزي في تغيير سياساته ورغبته بعدم رفع اليورو حتى لا يضر النمو والتضخم
هذا الأمر دفع اليورو للتراجع وأنعش ارتفاعات مؤشرات الأسهم الأوروبية حيث ارتفع داكس الألماني 0.6% وكاك الفرنسي 1.2%
ويبقى السؤال كيف قد يؤثر هذا التمهل على سوق العملات في الفترة القصيرة المقبلة؟
كون اليورو قرب أعلى مستوياته خلال 3 سنوات وكون المركزي الأوروبي لا يريد دفعه للمزيد من الارتفاع فإن ذلك يشكل عقبة أمام استمرار زخم الارتفاع
بالمقابل فإن الأعين ستتوجه نحو التغيرات التي قد تطرأ على الفيدرالي الأمريكي ومدى تأثيرها على الدولار الأمريكي
حيث كان جيروم باول رئيس الفيدرالي قد أشار في شهادته أمام الكونجرس بأن توقعات مستقبل الأداء الاقتصادي ومستويات معدل الفائدة قد يتم تعديلها في اجتماع مارس
هذا الاجتماع الهام ستصدر نتائجه بتاريخ 21 مارس أي بعد أقل من أسبوعين
وإذا جاءت بيانات سوق العمل الأمريكي التي تصدر يوم غد بشكل جيد فإنها تعطي بذلك احتمالية جيدة بأن يقوم أعضاء الفيدرالي بتوقع رفع معدل الفائدة هذا العام 4 مرات وربما أكثر بدلا عن 3 مرات التي كانوا يتوقعونها سابقاً مما قد يعيد الدولار للانتعاش مجدداً
ولذا فقد يعود اليورو إلى مستوى حوالي 1.20 على أمل أن يتماسك في حال دعمته بيانات التضخم التي ستعتبر قاطعة بشأن مستقبل سياسات المركزي الأوروبي
إذا فالأضواء ستتجه نحو الفيدرالي الأمريكي الذي قد يوجد دعم للدولار مجدداً ليس أمام اليورو فقط بل أمام كثير من العملات الأخرى.
نورس حافظ
كبير استراتيجي الأسواق