الفيدرالي ومعدلات الفائدة والركود الاقتصادي القادم.

الفيدرالي ومعدلات الفائدة والركود الاقتصادي القادم.

نحن الأن على موعد جديد مع الإجتماع الأكثر اهمية خلال الفترة الحالية التي يعيشها الاقتصاد العالمي وهو إجتماع الفيدرالي المقرر له اليوم، ومن المحتمل أن يرفع الفيدرالي معدلات الفائدة البنكية مرة اخرى كما صرح جيروم باول رئيس البنك الفيدرالي في تصريحاته أمام الكونجرس الأمريكي منذ بضعة أيام، ولكن هناك أراء كثيرة تقول بأن الفيدرالي لن يستطيع رفع معدلات الفائدة أكثر من ذلك خاصة بعد الإفلاسات البنكية التي حدثت خلال الأسبوع الماضي خاصة بنك سيليكون فالي.

في حالة رفع الفيدرالي الفائدة كيف ستكون النتيجة؟

في قرر الفيدرالي رفع الفائدة فهي لن تكون أكثر من 0.25 نقطة أساس، ولكن ستكون هذه النسبة كافية لأن تهبط الأسواق مرة أُخرى بسبب ضعف الاقتصاد الامريكي في الوقت الحالي، وهو سيناريو بكل تأكيد لا يريده المستثمرين في الوقت الحالي، والذي تشهد فيه أسواق الأسهم ضعف عام منذ بداية العام الماضي، فنحن مازلنا عند مستويات سعرية منخفضة بنسبة 20% في المتوسط فيما يخص المؤشرات الأمريكية، وهي نسبة كبيرة في الأساس ناهيك عن امكانية هبوط اسواق الأسهم أكثر من ذلك، وهذا سيكون طبيعي في حالة رفع الفائدة والتي من شانها التأثير على قطاعات السوق خاصة القطاع المصرفي وقطاع التكنولوجيا واللذان تأثرا بقوة خلال العام الماضي.

أيضاً من المحتمل ان يشهد الذهب والفضة استكمالاً للصعود الذي حدث خلال الشهر الجاري في حالة قرر الفيدرالي رفع الفائدة مرة اخرى، وهنا ياتي سؤال هام جداً، لماذا يرتفع الذهب والفضة مع رفع الفائدة البنكية على الرغم من أن رفع الفائدة يقوي الدولار الأمريكي بالتالي من المفترض ان تهبط أسواق الذهب امام الدولار وليس العكس؟.

الذهب والفضة ليسوا أدوات مالية مدرة للعوائد كالسندات أو الأسهم، ولكن لكي تفهم لماذا يصعد الذهب والفضة يجب أن تُفكر فيهما كأدوات مالية للتحوط ضد المخاطر، فالذهب أداة مالية يلجأ اليها المستثمر في حالة هبوط الأسواق بقوة ليحتمي من أي ازمة اقتصادية من الممكن أن تحدث في الاقتصاد، وبالتالي سيلجأ المستثمرين الى الذهب والفضة في حالة رفع الفيدرالي الفائدة بسبب اتجاه الاقتصاد الى الركود وبسبب الضغوط المالية الكبير التي تحدث على سوق الأسهم في الوقت الحالي بسبب ارتفاع الفائدة الحالي.

في حالة عدم رفع الفائدة البنكية اليوم كيف ستكون النتيجة؟.

أما في حالة تثبيت الفائدة البنكية فمن الممكن أن تشهد أسواق الأسهم بعض الأرتفاعات القوية على المدى القصير بسبب المضاربين على أسعار الأسهم، ولكن سيظل الضعف العام مسيطر على المؤشرات الامريكية حتى وان شهدت بعض التحركات الصعودية العنيفة الناتجة عن الخبر، فهذا لا يغير من سيناريو أن الفائدة النكية عند المستويات الحالية مازالت مرتفعة جداً وتضر بالقطاع المصرفي، وقد يشهد الذهب هدوء أو هبوط بسيط ولكن تثبيت الفائدة الأن أيضاً في صالح الذهب والفضة لأنه قد يهبط بالدولار الأمريكي أمام العملات الاخرى ومن ثم أمام الذهب والفضة أيضاً، ولكن هذا السيناريو هو الأقل من حيث نسب الاحتمالات في الوقت الحالي، فالفيدرالي يريد السيطرة على معدلات التضخم بأي شكل من الأشكال وهو ما يجعلنا نميل الى سيناريو رفع الفائدة بنسبة بسيطة حتى تصل الى 5% أو أعلى قليلاً خلال العام الجاري.