لعل أبرز أخبار الاسبوع الجديد هو اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والذي يعقد يومي الثلاثاء والأربعاء
ويتوقع أن يكون نتاج الاجتماع رفع معدل الفائدة 75 نقطة أساس وذلك باحتمالية 80% وفق توقعات الأسواق
وأما رفعها 100 نقطة أساس فباحتمالية 20% فقط
ويصدر القرار في تمام الساعة التاسعة مساء بتوقيت الكويت من يوم الأربعاء
وليصل بذلك معدل الفائدة إلى 2.5%
ولن يصدر الفيدرالي في هذا الاجتماع توقعات جديدة بشأن النمو الاقتصادي أو البطالة أو المستويات المتوقعة لمعدل الفائدة مستقبلا
حيث تصدر هذه التوقعات عادة في سبتمبر وكل 3 أشهر تقريبا
ولا شك أن هناك أهمية بالغة للتركيز على أمرين هامين مؤثرين جدا على الأسواق في هذا الاجتماع
الأول يكون عادة ضمن بيان الفيدرالي الذي يصدر ويحتوي أسماء الأعضاء الذين أيدوا رفع معدل الفائدة للمستوى الذي تم اقراره في هذا الاجتماع
وأيضا من هم الذين عارضوا ذلك وما المستوى الذي كانوا يريدونه
حيث هذه المعلومات هامة لمعرفة هل هناك انقسام لدى الأعضاء بشأن استمرار رفع معدل الفائدة بذات الوتيرة القوية أم لا.
الأمر الآخر هو تصريحات رئيس الفيدرالي الأمريكي في المؤتمر الصحفي والذي يبدأ بعد البيان بنصف ساعة
حيث يتوقع أن يعكس لنا عبر تصريحاته صورة عما جرى من مناقشات وخلافات بين الأعضاء
وكيف هي نظرتهم لمستقبل الاقتصاد ومستويات الفائدة المرتفعة التي يمكن للاقتصاد أن يتحملها.
تأثير ذلك على الأسواق:
من الصعب معرفته بسبب حالة الضبابية الكبيرة جراء تضارب البيانات الاقتصادية
حيث رغم أننا شهدنا يوم الجمعة انكماش القطاع الخدمي الأمريكي وفق القراءة الأولية عن شهر يوليو لأول مرة منذ أكثر من عامين
إلا أن الفيدرالي قد يتمسك بضرورة انخفاض التضخم بشكل كبير قبل تغيير رغبته بشأن مسار معدل الفائدة
وخاصة أن بيانات سوق العمل لم تسجل بعد ارتفاعا كبيرا للبطالة ليتم بسببه إعادة تقييم السياسة النقدية.
وفي حال قرر الفيدرالي أن يستمر بالتفاؤل (كسيناريو أول) بشأن مستقبل الاقتصاد والاستمرار برفع معدل الفائدة بقوة
فذلك يعتبر عامل إيجابي للدولار الأمريكي وسلبي على سوق الأسهم
ويساعد على رفع عوائد السندات بشكل أكبر وعلى خفض أسعار السلع الغذائية والصناعية وأيضا منتجات الطاقة
كون ذلك يستمر بالإضرار بالنمو الاقتصادي وربحية الشركات والطلب على السلع.
بينما في حال كان هناك انقسام أو تردد أو تراجع بارز في رغبة رفع الفائدة فذلك يعتبر عامل معاكس للسيناريو الأول.
يوم الجمعة تصدر بيانات التضخم الأمريكي عبر مؤشر PCE أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الساعة 15:30 بتوقيت الكويت
المؤشر متوقع أن يرتفع 0.5% عن شهر يونيو وسنويا أن يسجل 6.7% مرتفعا من قراءة مايو 6.3%
أي أن التضخم متوقع أنه ما يزال مرتفع جدا في أميركا حتى شهر يونيو.
بيانات التضخم الأولية من منطقة اليورو أيضا تصدر يوم الجمعة الساعة 12:00 بتوقيت الكويت
ويتوقع أيضا أن تستمر بالدلالة على أن التضخم ما يزال مرتفع جدا حتى شهر يونيو
حيث يتوقع أن يسجل المؤشر العام 9% والأساسي 3.8%.
أيضا بذات التوقيت تصدر بيانات الناتج المحلي الإجمالي في منطقة اليورو مع توقعات أن يسجل النمو السنوي حتى الربع الثاني 5.3%.
أيضا بيانات التضخم من استراليا والتي تصدر الساعة 02:00 صباح يوم الأربعاء
يتوقع أن تشير إلى أن التضخم ما يزال سنويا مرتفع وحول 4.4%.
بشكل عام فإن بيانات التضخم ماتزال مرتفعة ويمكن للبنوك المركزية الاستمرار برفع معدلات الفائدة بناء عليها
قبل أن تتراجع بيانات التضخم في الأشهر المقبلة بعدما تراجعت أسعار الطاقة والسلع عامة
أما بيانات المبيعات والاستهلاك وثقة المستهلكين فيتوقع أن تستمر بالتراجع.