هل يصل الذهب الى 2500 دولار بعد ان أخترق مستوى 2000 دولار؟.

هل يصل الذهب الى 2500 دولار بعد ان أخترق مستوى 2000 دولار؟.

بلا شك كان الذهب افضل استثمار خلال العام الماضي ومازال يحقق أرقام جيدة خلال العام الجاري، ومن المتوقع كما ذكرنا من قبل أن الذهب سيكون الرابح الوحيد من الذي يحدث خلال العام الجاري، ومازلنا نتوقع ان يصل الذهب الى مستويات تاريخية خلال العام الجاري، وقد صعد الذهب بصورة سريعة وقوية منذ بداية العام الجاري، مما يشير الى زيادة نسب احتمالات وصول الذهب الى مستويات تاريخية في النصف الأول من العام الجاري.

استثمار الذهب غير استثمار الأسهم.

يعد الذهب بالنسبة للمستثمرين أداة مالية للتحوط ضد المخاطر، وكثير من المستثمرين لا يشترون الذهب الا في الأحوال الاقتصادية الغير مستقرة كما يحدث الأن، وقد رأى كثير من المستثمرين أن الذهب سيكون الحصان الأسود بعد انتشار جائحة كورونا، وقد حقق المستثمرين على الذهب ما يقارب 40% على استثماراتهم في الذهب منذ مارس 2020، أي وقت هبوط الأسواق بسبب انتشار الجائحة وهي نسبة جيدة جداً بالنسبة لهم وقد كانت هذه الصفقات الاستثماري ةمنطقية الى حد كبير، بسبب تأثر الاقتصاد العالمي وسلاسل الامداد بانتشار الجائحة الأمر الذي ادى الى ارتفاع معدلات التضخم العالمي بعد ذلك.

مازال التضخم مرتفع جداً عن اهداف الفيدرالي.

في الوقت الذي يحاول فيه الفيدرالي السيطرة على معدلات التضخم والرجوع بها الى مستويات 2% مازالت الأسواق ترتفع بشكل مستمر، هذا يعني أن الفيدرالي قد يرفع الفائدة مرة اخرى ليستكمل محاولاته المستمرة في السيطرة على التضخم، ولكن مستثمروا الذهب يعرفون ذلك، ويعرفون أن التضخم لن يكون مؤقت وانما سيستمر الى مدة زمنية أطول قد تدفع الفيدرالي الى التشديد على القروض مما سيؤدي بكل تاكيد الى مشاكل اقتصادية كبيرة وقد تخرج عن السيطرة في الشهور القادمة، ارتفاع معدل الفائدة من شانه أن يقوي الدولار الامريكي ولكنه سيؤثر سلباً على الاقتصاد أيضاً، وهو ما جعل الذهب يرتفع بقوة خلال العام الجاري، من المحتمل أن يستمر صعود الذهب الى أن تبدأ الأزمة الحالية في التلاشي، وهذا سيأخذ بعض الوقت.

ماذا يرى المستثمر الذكي الأن؟.

بكل تأكيد وبالارقام شراء الذهب كان خيار جيد بالنسبة للمستثمرين، ومازال الذهب هو الخيار الأفضل الى الأن، ومن ثم سيشهد الذهب الأن مزيد من الارتفاع، الى جانب الذهب تعد السندات الحكومية الأمريكية ذات العائد المرتفع على المدى القصير خيار جيد بالنسبة للمستثمرين أيضاً ولكن الاستثمار في السندات قصيرة الأجل سيكون مهدد بسبب ارتفاع نسب التضخم، فحالياً العائد على السندات الحكومية 5% تقريباً ولكن معدلات التضخم مازالت أعلى م ذلك، مما يعني أن الذهب مازال الخيار الأمثل الى الأن، ولكن قد يرى كثير من المستثمرين أن مستويات التضخم ستبدأ في الهبوط مع الوقت مما يعني ان شراء هذه السندات جيد مع التوقعات بأن ينخفض التضخم بالتالي يكون العائد الحقيقي جيد ومُرضي بالنسبة للمستثمر، هو سيناريو أستثماري جيد ولكنه على أي حال، ذلك لان استمرار ارتفاع التضخم أو معدلات الفائدة عند المستويات الحالية أمر وقتي بكل تأكيد ولكن قد ياخذ عدد من السنين.

هل تخرج الأزمة عن نطاق الأزمة وتصبح كارثة اقتصادية عالمية؟.

علمنا التاريخ أن كل شيء وارد، وبنسبة 90% سيكون هناك موجة تضخمية جديدة ستضرب الاقتصاد العالمي وهو ما يعني هبوط الأسهم مرة اخرى في حركة اتجاهية هابطة جديدة بعد انتهاء الحركة التصحيحية الحالية على المدى الطويل، فإذان نظرت الى الاطار الزمني الشهري لمؤشر ستاندرد اند بورز ستجد ان المؤشر يصعد الأن في حركة تصحيحية للهبوط القوي الذي حدث العام الماضي، مما يعني أن هناك حركة اتجاهية هابطة جديدة تنتظر المؤشر، في هذا الوقت أتوقع أن يكون السبب الاقتصادي وراء هذا الهبوط هو الموجة التضخمية الجديدة، فالتضخم يسير بهذه الطريقة، عندما ترتفع الفائدة تؤصر على أداء الاقتصاد، مما يضطر معه الفيدرالي الى تخفيض معدلات الفائدة، الأمر الذي يدفع معدلات التضخم الى الصعود بقوة مع هبوط الدولار في مثل هذه الأوقات وقد حدث هذا في الأزمات التضخمية الماضية.

يرى مستثمروا الذهب أن الأمر سيتحول الى كارثة اقتصادية لن يستطيع الفيدرالي السيطرة عليها، وهو ما جعلهم يلجأون بقوة الى الذهب لأنه في مثل هذه الأوقات يحثث العائد الأكبر في الأسواق، كما حدث ايضاً في كل الأزمات التاريخية السابقة، قد يشهد الذهب صعود قوي بسبب هذا الفكر الى مستويات ال 2500 دولار على الأقل خلال الأشهر القادمة، وكلما استمر صعود الذهب كلما كانت احتمالات الكارثة أعلى، لأن ضخ كل هذه الكمية من رؤوس الأموال في الذهب يعني ان سوق الأسهم والسندات سيعانون بكل تأكيد.