التقرير السنوي للأقتصاد الامريكي وتنبؤات العام الجديد.

التقرير السنوي للأقتصاد الامريكي وتنبؤات العام الجديد.

اقتربت نهاية العام بكل ما مر به الاقتصاد العالمي من مواقف صعبة وصدمات بسبب ظهور الوباء العالمي مع بداية العام الجاري بشكل مفاجىء، وكانت الاقتصادات القوية في العالم قد تأثرت ولكن كما نعلم جميعاً أن البنوك المركزية حول العالم استطاعت أن تسيطر على الازمة بشكل كبير، فكان للبنك الفيدرالي دور مهم جداً في انقاذ الاقتصاد الامريكي كما سنرى خلال هذا المقال والذي سنبحث فيه ما تم خلال العام الجاري من خطوات هامة جداً أثرت بشكل ايجابي في الاسواق المالية ومن الممكن أن نقول أيضاً انها كانت خطوات انقاذ لكارثة لم نكن نعلم مدى تأثيرها على العالم بشكل عام ودعونا نبدأ من نهاية العام الماضي 2019.

عام 2019 : 

كانت تحركات سوق الاسهم الامريكية خلال عام 2019 عرضية بشكل كبير، لم يكن هناك صعود قوي يسيطر على السعر وذلك كان بمثابة تحذير لكثير من المستثمرين أن السوق قد يدخل في حركة تصحيحية من عند مستويات 27000 نقطة تقريباً، من الناحية الاقتصادية كان التأثير السلبي على الاسواق سببه الاساسي هو النزاع التجاري بين الصين والولايات المتحدة الامريكية، لم يكن السوق منذ عام 2018 على ما يرام بشكل عام، فكان لحكومة الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب الكثير من النزاعات والتي أثرت بشكل كبير في صعود الاسواق مع بداية عام 2018، ومن الناحية الفنية فكما نرى في الرسم البياني التالي أن السوق لم يستطيع اختراق اعلى قمة له عند مستوى 26500 والتي كونها مع نهاية عام 2017، وكان في ذلك اشارة لاحتمال بدء الحركة التصحيحية، ومن الناحية الفنية ايضاً كقاعدة عامة عندما يصعد السوق بشكل متتالي وقولي كما حدث في 2017 فيكون من المتوقع أن يبدأ السعر الحركة التصحيحية والتي تكون في الغالب مكونة من تصحيحي مركب ABC، وهو ما حدث بالفعل في عام 2018.

بعد انتهاء الحركة التصحيحية فشل السعر في تكوين قمة أعلى من القمة السابقة وفي ذلك اشارة قوية لانعكاس السلوك السعري، وهو ما يعني أن السوق قد دخل في حركة عرضية قد تستمر أو قد تنعكس الى كسر قاع الحركة التصحيحية الى أسفل وحدث هذا السيناريو عندما حاول السعر كسر قاع الحركة التصحيحية العرضية في ديسمبر 2018، وعلى الرغم من فشل السعر في الهبوط الا أن كسر الحركة العرضية الى أعلى عند مستوى 27000 في نوفمبر 2019 فشل ايضاً وكقاعدة عامة ايضاً في التحليل الفني ان فشل الكسر يعني ان السعر قد يحاول الكسر في الاتجاه المعاكس، وهو ما حدث مع ظهور وباء كورونا نهاية العام الماضي.

بعدها بدء السعر الهبوط القوي الذي حدث نتيجة ظهور الفيروس وهو ما ينقلنا الى المرحلة التالية خلال الربع الاول للعام الجاري والانجاز الكبير الذي فعله البنك الفيدرالي الامريكية والحكومة الامريكية للسيطرة على الازمة.

البنك الفيدرالي: 

كانت الحكومة الامريكية في مطلع عام 2020 تعاني من القرارات الاقتصادية الصعبة التي بدأها الرئيس الامريكي دونالد ترامب، ففي عام 2017 بدأ الرئيس الامريكي خطة اعفاء كثير من الشركات الامريكية والافراد من الضرائب وهو ما أثر سلباً على دخل الحكومة الامريكية، الى جانب الديون التي كانت ومازالت تتفاقم بشكل قوي على الولايات المتحدة الامريكية فنحن نتحدث عن دين عام على الولايات التحدة ما يقارب 107% من الدخل القومي الامريكي، وهي نسبة كبيرة الا أن الاقتصاد أنذاك كان يسير بخطوات جيدة الى حد ما، ولكن مع ظهور فيروس كورونا كان امام البنك الفيدرالي تحدي كبير جداً وصعب جداً بعد توقف الانتاج بشكل تام تقريباً بسبب الحجر الصحي الى جانب الضغوط الاقتصادية الناتجة عن ضخ كثير من الاموال لمواجهة الازمة.

وعلى الرغم من أن في مثل هذه الاوقات يكون معروف أن ادوات البنك المركزي تتمثل في خفض معدلات الفائدة البنكية لدعم الاقتصاد الا أن كثير من الاقتصاديين كانوا يرون أن هذه الاداة لن تنفع في الوقت الحالي، نتيجة الى تفاقم الديون، وكانت الحجة الاهم في هذا الوقت أن الاموال ليست المشكلة ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في توقف الانفاق الاستهلاكي، وعلى الرغم من كل هذه التحديات الا أن الفيدرالي بالفعل خفض معدلات الفائدة الى ما يقارب الصفر ولكن الخطوة الاكثر خطورة كانت انقاذ الشركات عن طريق طبع المزيد من الاموال، فبدأ الفيدرالي في ضخ كميات مهولة من الاموال داخل الاقتصاد الامريكي لينقذ ما تسبب فيه الوباء، ومن الممكن أ، نقول أ، الفيدرالي قرر أن يضحي بالدولار الامريكي لينقذ الاقتصاد وهو ما يأخذنا الى نتيجة مهمة جداً تحدث على الساحة الاقتصادية الان وهو صعود البيتكوين بشكل جنوني.

 

البيتكوين والدولار الامريكي: 

جميعنا نعرف ان خفض معدلات الفائدة يعني هبوط القيمة الشرائية للعملة، وعلى الرغم من أن التاريخ كان دائماً يدعم الذهب في مثل هذه المواقف الا أن الحاضر الان يختلف بشكل كلي عن الماضي، فلم يكن هنا العملات الرقمية والتي غيرت خريطة التعالم النقدي بشكل كبير، في الوقت الحالي الذهب ليس هو فقط الملاذ الامن، فقد ظهرت البيتكوين لتكون ملاذ أمن وعملة متداولة في نفس الوقت، وهو التفسير الاهم لما يحدث الان على البيتكوين، فهي ملاذ أمن لانها تصعد كلما هبط الدولار الامريكي، كمان انها عملة في حد ذاتها تستطيع أن تنفقها في شراء السلع والخدمات على العكس من الذهب، والذي يعد ملاذ أ/ن فقط.

وهو ما جعل البيتكون تمتص بشكل جنوني رؤوس الاموال حول العالم، وهو ما جعل تحركات الذهب بطيئة أيضاً امام الدولار الامريكي كما يحدث الان، ولكن بشكل عام دائماً ما يكون الذهب أبطأ من حيث التحركات من العملات امام بعضها البعض، وهو ما يعني أن الذهب مازال قوي وسيكون خلال العامين القادمين عند مستويات اعلى من الحالية، ولكن سيأخذ بعض الوقت، أ/ا عن نسبة احتمالات صعوده فمازالت كبيرة جداً والسبب الرئيسي انخفاض قيمة العملات امامه بسبب التضخم.

 

انتهاء الازمة:

بعد ما فعله البنك الفيدرالي خلال العام الجاري وبعد ظهور لقاح كورونا من شركتي فايزر وبايوتك تعافت الاسواق المالية من الازمة بشكل كلي، ولكن دعونا نتحدث عن تحركات السوق الامريكي خلال العام الجاري، في مارس الماضي كان السوق قد انهى الحركة الهبوطية القوية والتي نتجت عن الفزع المتسبب فيه فيروس كورونا، وبعدها بدأت الاسعار في التعافي، كثير من المحللين رأوا أن الصعود الذي كان يحدث هو عبارة عن اعادة اختبار فقط للحركة الهابطة ومن ثم سيدخل السوق في الاتجاه الهابط، ولكن لم يحدث هذا كما كان متوقع وأهم الاسباب كانت

  • ضخ الفيدرالي كميات اموال غير متوقعة وهو ما اشار الى أن الفيدرالي لن يترك الاقتصاد الامريكي ينهار مهما كلفه الامر.
  • والسبب الثاني والاهم هو أن الهبوط كان معروف سببه، والسبب كان فيروس كورونا وهو ما يعني أ، السبب لم يكن مشكلة اقتصادية أو عقبة نقدية ناتجة عن الاقتصاد الكلي الامريكي، لذلك امتصت الاسواق الهبوط لانها تعرف أن زوال السبب يعني رجوع الاسواق الى حالتها الطبيعية وهو ما حدث بمجرد ما اعلنت فايزر عن اللقاح، استطاعت الاسواق أن تكون قمة جديدة أعلى من المستوى التاريخي للداو جونز عند مستوى 29500.

الان في المرحلة الحالية متوقع أن تستمر الاسواق في الصعود مع العام الجديد، ولكن سيكون الصعود بطيء الى حد ما الى أ، تبدأ الشكرات في التعافي بشكل كامل، وسيكون تحركات المؤشرات الامريكي الى حد ما محدودة، الفترات القادمة، متوقع صعود الداو عند مستويات ال 34000 نقطة تقريباً خلال الشهور القليلة القادمة ومن ثم سيعيد اختبار مستوى الاختراق عند مستويات ال 30000.

وسيكون الذهب هو الرابح خلال العام القادم، من الممكن جداً أن نرى مستويات ال 3000 دولار للذهب خلال العام القادم بسبب هبوط الدولار الامريكي والمتوقع أن يستمر في الهبوط خلال العامين القادمين بسبب تصريح الفيدرالي أن معدلات الفائدة ستظل كما هي خلال العامين القادمين على أقل تقدير، وبهذا قد وضحت الرؤية الى كيفية الاستثمار خلال الفترات القادمة بالنسبة لكثير من المستثمرين.

 

الدولار الامريكي ضعيف وهو ما يعني أ، الذهب سيصعد هو وباقي المعادن النفيسة كالفضة، نفسيات المستثمرين جيدة وهو ما يعني ضخ مزيد من الاموال لسوق الاسهم بسبب انخفاض معدلات الفائدة البنكية وهو ما يعني صعود سوق الاسهم ايضاً، الى جانب البيتكوين والتي سيكون لها صعود قوي أيضاً في حالة عدم انعكاسها في الفترات القادمة بسبب المضاربات القوية والسيولة الكبيرة التي تسبب انهيارات قوية للعملة الرقمية.

صعود النفط ايضاً نسب احتمالاته قوي جداً في الوقت الحالي بسبب زيادة الطلب على النفط مع رجوع معدلات الانتاج الى سابق عهدها قبل ظهور الفيروس، واسواق السلع بشكل عام ستشهد صعود قوي في الشهور القادمة بسبب هبوط العملات المحلية لمعظم الدول، ايضاً فيما يخص سوق العملات فمن الافضل عدم شراء العملات الرئيسية والمراهنة مع عملات مثل الدولار الاسترالي والنيوزيلندي والكندري في الوقت الحالي لانها العملات التي تصعد مع صعود اسواق الاسهم.

 

نظرة على ارقم الاقتصاد الامريكي: