اسواق الاسهم بين تحسن قطاع الخدمات وتدهور الصناعة

اسواق الاسهم بين تحسن قطاع الخدمات وتدهور الصناعة

 

ما تزال البيانات الصناعية العالمية محل اهتمام حيث تراجعت بشكل لافت خلال الاشهر الماضية وأثرت على حركة اسواق الاسهم العالمية

 

حركة اسواق الاسهم الامريكية بالأمس كانت محدودة واغلقت المؤشرات الاساسية على تراجع بسيط

 

مؤشرات الاسهم الاوروبية اليوم متباينة حيث متراجع مؤشر ستوكس 600 بمعدل طفيف جدا عند 0.01% عند 375.61

 

بينما مؤشر داكس الالماني فقد ربع نقطة مئوية بسبب تراجع قطاع السيارات

وخاصة بعد تصريحات من رؤساء الشركات الاوروبية الكبرى لصناعة المركبات التي اشاروا بها إلى أن فرض اميركا رسوم على منتجاتها سيكون مؤثر جدا على اعمالها

 

وأتت التصريحات بالرغم من عدم وجود موعد متوقع لفرض الرسوم الامريكية على السيارات الاوروبية

 

اليوم سهم فولكسفاجن تراجع حتى الان بمعدل 1.8% وأما دايملير فتراجع 1.5%

 

الايجابية بالامس كانت أن بيانات القطاع الخدمي الاوروبي افضل من التوقعات الاولية

 

حيث نما مؤشر مديري المشتريات وسجل 52.8 بأفضل من التوقعات عند 52.3 وهي أفضل قراءة في 3 اشهر

 

وقطاع الخدمات الفرنسي عاد للنمو بعد انكماش شهرين على التوالي وفي ايطاليا ايضا سجل نموا بعكس التوقعات بتسجيل انكماش

 

وفي بريطانيا سجل افضل قراءة في 4 اشهر بالرغم من معضلة البريكست

 

أما في الصين فبالرغم من ان القطاع الخدمي تباطأ في نموه ليصل إلى 51.1 من 53.6

 

إلا أن الانباء الجيدة كانت من الحكومة الصينية التي تعتزم خفض الضرائب وزيادة الانفاق على البنية التحتية لتعزيز النمو الاقتصادي

 

الحكومة ايضا وضعت هدف نمو الناتج المحلي الاجمالي لهذا العام بين 6.0% إلى 6.5%

 

وهو أقل من مستويات النمو السابقة عند حوالي 6.6% إلا أننا نراه أمر طبيعي نظرا لازدياد حجم الاقتصاد وكبره

 

الايجابية الامريكية ايضا كانت بارزة حيث سجل القطاع الخدمي وفق مؤشر  ISMواحدة من افضل قراءاته عند 59.7

 

ايضا وبعد تلميحات الفيدرالي الامريكي بأنه لن يتعجل برفع معدل الفائدة فقد ارتفعت مبيعات المنازل الجديدة الامريكية إلى 621 الف منزل ليسجل افضل قراءة في 4 اشهر

 

من جهة أخرى فالضعف البارز في الصين أثر على اقتصاد استراليا بشكل واضح نظرا لارتباط استراليا بالصين

 

مؤشر استراليا الخدمي انكمش للشهر الثاني على التوالي وسجل 44.5

 

واما نمو الناتج المحلي الاجمالي للربع الماضي فكان هشا عند 0.2% فقط

 

مما دفع الاحتياطي الاسترالي للابقاء على معدل الفائدة عند 1.5% دون تغير بل ونرى أن البنك قد يخفض الفائدة اذا استمر الضعف

 

أما في اليابان فسجل القطاع الصناعي اكبر انكماش منذ 2016 الادنى في 32 شهر

 

وفي منطقة اليورو انكمش القطاع الصناعي لاول مرة منذ عام 2013 الادنى في 68 شهر

 

القطاع الصناعي العالمي سجل في فبراير أدنى قراءة في 32 شهر عند 50.6 بعكس القطاع الخدمي العالمي الذي نما من 52.6 إلى 53.3

 

إذا فإن الصورة الجيدة في القطاع الخدمي الاوروبي والامريكي ما تزال تعطي بريق امل لتحسن القطاع الصناعي تدريجيا بعد انتهاء دورة الهبوط الحالية

 

دورة الهبوط الحالية أدت لأن تخفض منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية توقعاتها لنمو الاقتصاد العالمي

 

مجددا في عام 2019 إلى 3.3% متراجعة من 3.5% ولعام 2020 إلى 3.4% متراجعة من 3.5%

 

وهذا التباين في أداء القطاعين الخدمي والصناعي يفسر تماسك مؤشرات الاسهم بعد الارتفاعات التي حققتها في الاسابيع الماضية

 

بانتظار المزيد من الوضوح بشأن ملفات التجارة والبريكست والسياسات النقدية ولكن هذا التماسك يبدو أنه يميل نحو الايجابية.