هل ينهار الاقتصاد العالمي بسبب كورونا ؟

هل ينهار الاقتصاد العالمي بسبب كورونا ؟

هل ينهار الاقتصاد العالمي بسبب كورونا ؟

 

وسط هذا الفزع الذي يسيطر على العالم و على الاسواق المالية في لوقت الحالي دعونا نفرد الحقائق والارقام، و نبحث سويا هل هناك احتمالات لدخول الاقتصاد العالمي في مرحلة الكساد؟ ام ان ما يحدث حالياً هو مجرد حركة تصحيحية و من ثم سيعود السوق مرة اخرى ال الاتجاه الصاعد ؟

 

في البداية دعونا نعرف ما هو السوق الهابط و ما هو التصحيح من الناحية الفنية؟

تكون الحركة التصحيحة في الغالب حركة سعرية في حدود ال 20% من قيمة السهم، و لكن اذا تعدت الحركة هذه النسبة ففي هذه الحالة يكون قد تأكد دخول الاتجاه في اتجاه هابط وهو ما يسمى الانعكاس. وغالباً ما يستمر الاتجاه الهابط أثاء الركود في حدود ال 20% الى 60%.

 

هل هي نهاية السوق الصاعد ؟

سنتحدث عن السوق الامريكي بما انه السوق الاكبر في العالم، السوق الامريكي هبطت مؤشراته في الاسبوع الماضي أكثر من 10% لكل مؤشر عام في البورصة الامريكية، وكان نصيب الداو جونز من هذه الخسائر 12% تقريباً بينما فقد رأس المال السوقي للبورصة الامريكية مبالغ تقدر بتريليونات الدولارات ، و حجم خسائر بورصات العالم مجتمعة كان كارثي في الاسبوعين الماضيين.

 

هل هو فيروس كورونا فقط ؟

بكل تاكيد لم يكن فيروس كورونا وحده هو المسئول عن كل ما يحدث الان، فهناك مؤشرات اقوى كثيراً كانت قد ظهرت منذ العام الماضي، ولكن يمكننا اعتبار فيروس كورونا هو الشعلة التي زادت بدات الحريق.

 

الاسباب الاهم في ما يحدث بالترتيب :

1- الحرب التجارية كانت بداية الحذر

2- البريكسيت جعل الاسواق تعاني بشدة في العام الماضي

3- النزاعات السياسية التي تدور حول العالم منذ العام الماضي بالاخص

4- ارتفاع حجم العجز الامريكي بين الدخل و معدلات الدين الى ما يقارب ال 2 تريليون دولار

5- فوات 10 سنوات على بداية السوق الصاعد الامريكي منذ عام 2009ن و من المعروف تاريخيا أن السوق الامريكي يدخل في حركة تصحيحية كل عقد من الزمان.

 

 

ولكن فيروس كورونا كان الشرارة التي بدات الحريق، مع تصاعد وتيرة الخوف لدى المستثمرين من احتمالات تباطؤ نمو الاقتصادات القوية مثل الصين والولايات المتحدة بدا المستثمرين في تقليل احجام المخاطرة بتوزيع باتجاههم الى سوق السندات ذات المخاطرة القليلة والبعد عن سوق الاسهم.

وكانت السندات هي الاختيار الافضل لهم في ذلك الوقت، هذا بالتاكيد قبل قرار الفيدرالي امس بجعل معدلات الفائدة صفر لحفز النمو وهنا لنا حديث طويل عن هذه الخطوة.

 

هل كانت الخطوة جيدة ام لا؟

من المعروف في تاريخ الازمات المالية في اسواق المال ان الاداة الاقوى والاسرع في السيطرة على الازمة هي معدلات الفائدة، وفي هذه الاحوال دائماً ما تكون معدلات الفائدة النكية صفر او قريبة من الصفر، وهذا بهدف حفز النمو و حث المستثمرين على الاسثمار في سوق الاسهم مرة اخرى، ولكن هل هي خطوة جيدة دائماً ؟ بالطبع لا.

 

عندما تحل ازمة على سوق الاسهم يحاول دائماً البنك المركزي ان يحتويها، بكل أدواته،والهدف في النهاية هو الحث على استمرار معدلات الطلب كما هي في محاولة ال توازن قوى العرض والطلب في السوق بالتالي لا تحدث الازمة،ولكن هل قرار الفيدرالي كان ايجابياً ، بالنظر الى مؤشرات السوق الامريكي تجد ان القرار كان سلبياً على الاسواق حيث هبط مؤشر الداو جونز ما يقارب 8% مع افتتاح الاسواق الاسيوية، وكان ذلك بسبب أن الخوف مازال مسيطر على نفوس المستثمرين، لم تكن الفائدة هي المشكلة بل ان الفيروس هو المشكلة، حتى لو ان الحصول على المال لا يوجد عليه فائدة هذا لم يجد حل للمشكلة الاساسية، وهي الخوف الناتج عن تباطؤ معدلات نمو الشركات والاقتصاد، بسبب الخوف الناتج عن الفيروس.

 

اذا الان حدثت حالة فريدة من نوعها الى حد ما وهي ان الاموال موجودة ولكن نية المخاطرة غائبة تماما، وهي مشكلة لدى البنك المركزي وحدثت كثيراً في التاريخ المالي الامريكي، ويقول راي داليو صاحب أكبر صندوق تحوط استثماري في العالم أنه يمكن للحكومة ان تقلل الفائدة ولكنها لا تملك اجبار الجمهور على استخدام الاموال او اتخاذ مخاطرة.

هنا تتوقف دائرة الاقتصاد، ويبقى المال لدى جمهور المتعاملين الى ان يزول الخوف من نفوسهم، ولكي يحدث هذا يجب ايجاد حلول لفيروس كورونا اولا من ثم البدء في حفز الاقتصاد.

 

ماذا نفعل الآن ؟

هذه الاوقات التي تمر على الاسواق تكون دائماً الاخطر والاصعب، فالسوق يكون به سيولة عالية جداً بسبب المضاربات السريعة التي تحدث وتحرك السوق في اطارات سعرية كبيرة للغاية، وهو ما يزيد من المخاطرة لاسواق المال، لذلك يجب ان تتذكر دائماً ان احتمالات خسارة الاموال في مثل هذه الظروف تكون عالية أيضاً لذلك يجب أن تتحكم في مخاطرتك بشكل اقوى.

من المعروف تاريخيا ان الذهب كملاذ امن يصعد في مثل هذ الاوقات لكن في كل ازمة مالية مرت في التاريخ الحديث كان الذهب يهبط بقوة أولا من ثم يعود مرة اخرى للصعود، فأرجو متابعة الذهب عند بدء التحرك الصعودي وتذكر ان هذا قد ياخذ بعض الوقت.

 

من الممكن المراهنة على هبوط السوق الامريكي والاسهم ولكن تذكر ان هذا ايضاً قد يكون قرار ذو مخاطر عالية، وهذا لان حرب الاخبار والتصريحات من المسئولين الامريكيين لاحتواء الازمة ستكون اداة تخويف للمراهنون على هبوط السوق، فيجب الحذر لانك تراهن عكس اقوى اقتصادات العالم.

 

الفضة ليس اختيار جيد تاريخيا، احتمالات صعود الفضة ضعيف جداً في مثل هذه الاوقات.

العملات يجب الحذر منها بقوة، لان البنوك المركزية الان تتسارع فيما بينها لتخفض قيمة العملة حتى لا تتأثر سلسلة مبيعاتها و خاصة ان الاقتصاد الان لدى كثر من الدول قائم على التجارة الدولية.

ستجد ان معظم الاسواق الان بها مخاطرة عالية بعد قراءة المقال ولكن هذا هو ما يحدث، شئنا أم ابينا هناك مخاطر عالية، ويجب اخذ الحذر والحيطة من تحركات الاسواق في مثل هذه الاوقات.