عاد مؤشر S&P 500 ليقترب من أعلى مستوياته التاريخية، وبفارق أقل من 1% فقط، وسط تجدد ثقة الأسواق وتفاؤل بعض كبار المستثمرين في “وول ستريت”. وفي هذا السياق، رفع براين بيلسكي، كبير استراتيجيي الاستثمار في BMO Capital Markets، مستهدفه لنهاية العام لمؤشر S&P 500 من 6100 إلى 6700 نقطة، في خطوة تعكس تغيرًا واضحًا في الرؤية بعد أن كان قد خفّضها سابقًا بسبب اضطرابات الرسوم الجمركية في أبريل.
🎯 من الذعر إلى الثقة: تغير نغمة السوق
في مذكّرة للعملاء بعنوان “كما كان دائمًا”، قال بيلسكي إن المؤشرات التي دفعته لتقليص توقعاته في أبريل أصبحت الآن في طريقها للتحقق، حيث يرى أن السوق انتقل من مرحلة “الخوف” إلى مرحلة “أرني الأرباح”، وهو ما يعني أن ردود الأفعال المبالغ فيها تجاه التصريحات السياسية بدأت تهدأ، مقابل تركيز متزايد على البيانات الفعلية وتوجيهات الشركات.
وأضاف:
“نعتقد أن الأداء بات أكثر اتساعًا، وأن ردود أفعال السوق على التصريحات اليومية أصبحت أكثر هدوءًا، وأن توجيهات الشركات ستزداد مع انطلاق موسم نتائج الربع الثاني.”
📊 الانتعاش في التوقعات الاقتصادية وأرباح القطاعات
وأشار بيلسكي إلى أن التوقعات الاقتصادية بدأت تعود إلى الصعود، ومعها تقديرات أرباح الشركات، خاصة في قطاعات الخدمات الاتصالية (XLC)، والسلع الاستهلاكية التقديرية (XLY)، والتكنولوجيا (XLK)، و”بشكل خاص” القطاع المالي (XLF)، الذي يرى أنه لا يزال مقومًا بأقل من قيمته.
🛑 انعكاس في السردية السياسية والتجارية
أوضح بيلسكي أنه كان قد خفّض مستهدفه في 9 أبريل، قبل أن يبدأ الرئيس ترامب بسلسلة من تأجيلات الرسوم الجمركية التي خفّضت المعدل الفعلي للرسوم من ذروته البالغة 25% إلى حوالي 14%، بحسب Yale Budget Lab. هذا التحول أدى إلى تراجع بعض الصفقات الدفاعية التي انتشرت في بداية أبريل، مثل “صفقة بيع أمريكا” Sell America، والتي يعتقد بيلسكي أنها كانت مبالغًا فيها.
وأكد:
“إشاعات نهاية ‘الاستثنائية الأمريكية’ كانت مبالغ فيها، وتم الاحتفال بها بشكل مبالغ فيه لا يعكس الواقع.”
🇺🇸 الأسهم الأمريكية: الأصل الأفضل عالميًا؟
اختتم بيلسكي مذكرته بتأكيد ثقته في السوق الأمريكي، قائلًا:
“ما زلنا نعتقد أن الأسهم الأمريكية هي أفضل أصل في أسواق الأسهم العالمية، لما توفره من أساسيات مستقرة، وابتكار، وتنويع لا ينافسه أي سوق آخر.”
📌 نظرة تحليلية
ارتفاع مستهدف BMO إلى 6700 نقطة يعكس تحولًا في ثقة السوق، ويتماشى مع موجة متزايدة من بيوت الاستثمار التي بدأت ترفع مستهدفاتها بعد التراجعات الحادة في أبريل. من أصل 11 مؤسسة خفّضت مستهدفاتها خلال التراجع، عادت 8 منها ورفعتها مجددًا، مما يعكس إعادة تموضع استراتيجي واضح.