رؤية شاملة لمسار النفط الهابط
حقق النفط الخام صعودًا قويًا خلال الثلاثة أرباع الأولى من العام (2018) ليصل إلى الأعلى في أربعة أعوام. فقد ارتفع الخام الأمريكي غرب تكساس إلى (76.90) $/للبرميل، والخام القياسي برنت ارتفع إلى (86.74) $/للبرميل.
وكانت من أهم عوامل ارتفاع النفط هي العقوبات الأمريكية على إيران، ومخاوف من نقص الإمدادات في ظل قوة النمو الاقتصادي العالمي والأمريكي، مع ثبات في النمو الاقتصادي الصيني. أما خلال الربع الأخير من العام (2018) فقد حدثت صدمة عنيفة قضت على مكاسب عام كامل لأسعار النفط، حيث خسر الخام الأمريكي غرب تكساس (45.0%) ليصل إلى (42.36) $/للبرميل، وخام برنت القياسي خسر (42.0%) ليصل إلى (49.93) $/للبرميل.
عوامل انهيار أسعار النفط العام الماضي (2018) كانت مع نهاية عوامل القوة التي اكتسبتها الأسعار. فقد بدأ التباطؤ الاقتصادي العالمي والأمريكي والصيني. أيضًا أمريكا أعفت (8) دول على رأسها الصين والهند واليابان من العقوبات على إيران، مما وفر إمدادات بمقدار (2) مليون برميل يوميًا، إلى جانب نمو الإنتاج الأمريكي والروسي والسعودي. بالنهاية كان المعروض من النفط أكبر من الطلب، وبدأت الأسعار بالهبوط.
السؤال الأهم الآن هو؛ متى تعود أسعار النفط إلى السوق الصاعد مرة أخرى؟
الإجابة هنا قد تنحصر في التالي. إما أن ترتفع الأسعار وتكسر أعلى قمة عند (76.90) $/للبرميل لخام غرب تكساس، و (86.74) $/للبرميل لخام برنت، أو يحدث ارتفاعًا من أدنى سعر بنسبة (+20%)، بحيث يرتفع خام غرب تكساس من (42.86) $ إلى (50.91) $ وخام برنت من (49.93) $ إلى (59.91) $، أو من الناحية الأساسية أن تنتهي العوامل التي تسببت في فائض المعروض من النفط.
التقلبات في أسعار الخامين الأشهر ستستمر حتى ظهور بيانات أوضح تقلل من عدم اليقين السائد في الأسواق.