منذ أن صوتت المملكة المتحدة لمغادرتها الاتحاد الأوروبي في عام 2016، وقفت سويسرا تراقب عن كثب إجراءات الخروج البريطاني.
وستكون صفقة الخروج (أو ربما عدم وجود صفقة من الأساس) بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي مهمة للغاية بالنسبة إلى سويسرا، خاصة أن سويسرا تعتبر من الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وصرحت يان أتسلاندر، من جمعية الاقتصاد (Economiesuisse) السويسرية قائلة “إن الساعة تدق ونحن قلقون للغاية، فحتى الآن الأمر بالنسبة لنا غير واضح، وحتى الآن نحن يمكننا التجارة مع الممكلة المتحدة، ولكن الوضع مبهم في المستقبل خاصة في الشهور القليلة القادمة، فمع نهاية مارس 2019 من المفترض أن يكتمل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وحتى الآن لا توجد أية صفقة واضحة.
والسؤال الآن لماذا يجب على سويسرا خاصة أن تقلق حيال وضع تجارتها مع المملكة المتحدة، وسويسرا من الأساس غير عضو في الاتحاد الأوروبي ! وخاصة أن بريطانيا على وشك مغادرة الاتحاد.
أسباب قلق سويسرا من وضع المملكة المتحدة الحالي:
- أول سبب يكمن في صفقات سويسرا الثنائية المعقدة مع بروكسل، والتي تم التفاوض عليها على مدى عقدين، بعد أن قرر السويسريون في عام 1992 عدم الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
- يعتبر الاتحاد الأوروبي المكون من 28 عضواً هو أكبر شريك تجاري لسويسرا والمملكة المتحدة، وفي الوقت الراهن هي جزء من هذا الاتحاد.
- “العلاقات الاقتصادية الوثيقة بين سويسرا والمملكة المتحدة تستند إلى اتفاقيات ثنائية بين سويسرا والاتحاد الأوروبي”، كما يوضح إيفو زيمرمان، الذي يمثل صناعة الأدوات الآلية السويسرية. “بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإن هذه الاتفاقات سوف تتوقف وسيتوقف تطبيقها.”
- قطاع صناعة الأدوات الميكانيكية في سويسرا (الذي يصنع كل شيء بداية من التدريبات الصناعية ونهاية بالآلات الثقيلة التي تستخدم في إنتاج قطع غيار السيارات) باع ما يقرب من 2.5 مليار فرنك سويسري (2.5 مليار دولار، 2 مليار جنيه إسترليني) من البضائع إلى المملكة المتحدة في العام الماضي فقط.
- يعتبر البلدان من بين أكبر الشركاء التجاريين لبعضهما البعض، وقد تمتعتا بعلاقات اقتصادية مستقرة لسنوات.
- في عام 2017 اعتبرت المملكة المتحدة خامس أكبر شريك تجاري خارجي لسويسرا حيث بلغ إجمالي صادراتها 11.4 مليار فرنك سويسري، وفقاً للأرقام السويسرية الرسمية.
- كما بلغت قيمة الصادرات البريطانية إلى سويسرا في عام 2016 حوالي 21 مليار جنيه إسترليني، وهو سادس أكبر شريك خارجي للمملكة.
- وجود روابط أخرى وثيقة بين سويسرا والمملكة المتحدة – بما في ذلك 150 رحلة مباشرة في اليوم تتم بين البلدين.
الحل السويسري
وبناء على الوضع الحالي المعقد فهذا يعني أن السويسريين لا يستطيعون ضمان تجارتهم أو جماركهم أو تحركاتهم التجارية بين البلدين للاتفاقيات التجارية مع البريطانيين إلى أن يتم إقفال ملف خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي تمامًا.
ولحل هذه المعضلة فقد توصلت الحكومة السويسرية إلى استراتيجية للحد من عدم اليقين، والتي يطلق عليها “الاحتراس من الفجوة”.
والفكرة في تلك الاستراتيجية هي محاولة منع وجود فراغ تنظيمي مع المملكة المتحدة في حال تمام الاتفاقية واتمام خروج المملكة من الاتحاد الأوروبي مع نهاية مارس القادم / آذار، ولم يتم بعد الاتفاق على الانسحاب مع الاتحاد الأوروبي.