هو انهيار لليورو من مستوى صمد فوقه خلال الشهرين الفائتين عند 1.15 وهو نزيف مستمر للاسترليني بتسجيله اليوم قاع جديد عند 1.27
أوروبا في حالة قلق تنشرها للجميع هو عنوان ما يجري اليوم في الأسواق ومن المحتمل جدا أن تستمر هذه الحالة وتتفاقم
خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق يجنب شركاتها رسوم تجارية سيعني حتما انكماش للاقتصاد البريطاني
ولكنه لن يقتصر عليها فالمركزي الأوروبي وخاصة ماريو دراجي الذي عرف عنه طوال فترة رئاسته للبنك أنه محبط لليورو بتأييده المستمر لمعدلات الفائدة شديدة الانخفاض وتباطؤه الهائل بشأن انهاء برنامج شراء السندات سيرى في هذه الظروف أن هناك حاجة لإبقاء معدلات الفائدة كما هي دون التفكير برفعها بسبب تأثيرها على شركات أوروبية وبالتالي الحاجة لاستمرار التحفيزات
فبعدما صرح في آخر اجتماع للبنك أنه يرى في صيف العام القادم نفس مستويات معدلات الفائدة قد يعدل من هذه العبارة ليقول أنه يراها كما هي ولكن طوال عام 2019 !
كنا قد أشرنا مؤخرا إلى أن خطر البريكست كفيل بسحب اليورو أيضا للأسفل حيث لا يوجد مخاطر على اقتصاد منطقة اليورو حاليا ولكن المخاطر ستنشأ من خروج غير منظم لبريطانيا من البيت الأوروبي وابعاد البنك المركزي لأي فكرة رفع للفائدة
السوق لا ينسى أيضا الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتفاعل السلبي على عملات الدولار الأسترالي والدولار النيوزلندي مستمر حيث تراجع الأول اليوم بما يقارب 1% عند 0.7282 والثاني 0.4% عند 0.6572 والمزيد من النزيف متوقع في هكذا ظروف
مؤشر الدولار الأمريكي بلغ أعلى مستوى لهذا العام عند 96.17 حيث يتفوق الاقتصاد الأمريكي على مشاكل أوروبا التي تزداد ولا نعلم كيف ستنتهي وخاصة أن المفاوضات بشأن البريكست يتوقع أن تستأنف في 19 سبتمبر أي أن هناك الكثير من الوقت ليعبر السوق عن مخاوفه
الآلام ضربت أيضا الليرة التركية التي تراجعت في تداولات اليوم فقط بنسبة 13.38% عند 6.28 ليرة لكل دولار !
الروبل الروسي فقد في 3 أيام فقط 5.75% من قيمته بعد عقوبات أمريكية على روسيا
أما الملاذات الآمنة فلم تنتعش كثيرا فالذهب متراجع بشكل طفيف عند 0.35% لسعر 1207$ للاونصة بسبب قوة الدولار وبسبب المخاوف الأمر الذي أحدث توازن حالي وبالطبع لن يستمر في حال تفاقمت المشاكل الكبرى في الأسواق
الدولار أمام الفرنك ارتفع بشكل هزيل عند 0.15% لسعر 0.9950
والدولار أمام الين تراجع إلى 110.68 بنسبة 0.3% بعد بيانات يابانية بينت نمو الناتج المحلي الإجمالي لليابان للربع الثاني بمعدل 0.5% ليخرج من الانكماش الذي سجله في الربع الأول عند 0.2% وسنويا سجل النمو 1.9% ليرتفع من سالب 0.9% التي سجلها في القراءة السابقة وذلك بسبب تحسن الانفاق الاستهلاكي والاستثماري
المخاوف أيضا ترجمت في أسواق الأسهم الكبرى
مؤشرات الأسهم الاسيوية تراجعت بشكل جماعي عدا شنجهاي حيث تراجع مؤشر اسيا داو بمعدل 0.93% عند 3479.94 نقطة
أما في أوروبا فالتراجع جماعي وفقد مؤشر ستوكس 600 نصف بالمئة من قيمته عند 387.92 نقطة
العقود المستقبلية لمؤشرات الأسهم الأمريكية على تراجع بحوالي نصف بالمئة أيضا
النفط تراجع 0.6% عند 66.4$ للبرميل الأمريكي
هذه الصورة تعبر عن حجم المخاوف في السوق والتي يمكن أن تستمر لفترة طويلة في حال لم يتم تطمين المستثمرين بشان البريكست وبشأن الحرب التجارية ولا ننسى أن ارتفاع الدولار الأمريكي السريع جراء ذلك هو أزمة لعدد من الشركات التي تسدد ديونها بالدولار !
ولذا فإننا نرى أن المناسب هو التمسك بالملاذات الآمنة في الفترة القادمة.
نورس حافظ
كبير استراتيجي الأسواق