استمر ارتفاع العوائد على السندات الأمريكية بالهيمنة على تحركات الأسواق العالمية
حيث ارتفعت اليوم عوائد أجل 10 أعوام إلى 3.12% وهو الأعلى منذ عام 2011 في استمرارية للارتفاعات التي تسعر رفع معدلات الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي هذا العام وتعديل التوقعات التي يراها بشأن مستقبل السياسة النقدية والتي سيعلن عنها في اجتماعه منتصف الشهر المقبل
التضخم في أميركا بقي الدافع الأول لرفع توقعات الأسواق تجاه سلوك الفيدرالي مما دفع المستثمرين في سوق السندات لعمليات بيع مكثفة دفعت العوائد للارتفاع
الحديث دار كثيرا في الأسواق عن المستوى المتوقع لعوائد السندات الأمريكية لأجل 10 أعوام فهل ستصل هذا العام إلى مستوى 3.5% أم أقل من ذلك أو أعلى
ولذا فنرى من الرسم أن بلوغها لمستوى 3.5% ممكن ويجعلها تبقى ضمن مستوى عام 2011 الذي بلغت به مستوى الـ 3.77% وأما في عام 2010 فبلغت 4.01% ولذا فإن المزيد من الارتفاعات ممكنة جداً طالما أن بيانات التضخم ما تزال تؤيد ذلك
على خط التوازي فإن عوائد سندات أجل عامين تقع حاليا عند 2.57% والفرق بينها وبين أعلى مستوى لنطاق الفيدرالي المستهدف حالياً عند 1.75% يشكل 82 نقطة أساس فقط أي أن استمرار رفع معدل الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي سيدفعه نحو الـ 3.25% هذا العام
وفي ضوء ذلك فإن الدولار الأمريكي قد يستمر بتحقيق مكاسب أمام العملات التي ما تزال تعتمد على برامج التحفيزات الكبيرة كالين الذي انكمش اقتصاده الياباني في الربع الأول والفرنك الذي يرى بنكه الوطني بضرورة إبقاء التحفيزات حتى أعوام تتجاوز الـ 2020
وربما اليورو الذي ما تزال به المانيا تعاني من تراجع ثقة الاقتصاد بسبب شبح الحرب التجارية مع أميركا وبسبب ارتفاع صوت الأحزاب الإيطالية المناهضة لمنطقة اليورو والتي تستعد لتشكيل حكومة وبسبب تراجع حاد لبيانات التضخم بها والذي قد يحتاج لمدة طويلة حتى يتعافى
ارتفاع العوائد على السندات الأمريكية لأجل 10 أعوام فوق مستوى الـ 3.0% يبين مدى تفاعل السوق تجاه توقعاته بشأن وتيرة رفع الفائدة الفيدرالية في أميركا والتي قد تصل إلى رفع مستمر كل ربع عام حتى تصل إلى مستوى الـ 3.0% في العام القادم
أيضا فإن مؤشرات الأسهم الأمريكية ما تزال تتعرض لضغوط جراء ارتفاع العوائد على السندات بالرغم من ارتفاع ربحية الشركات بـ 25% في الربع الأول مقارنة بنفس الفترة قبل عام
الذهب استقر عند أدنى مستوياته هذا العام قرب الـ 1290$ للأونصة حيث ارتفاع العوائد يؤثر عليها سلبا مع ارتفاع الدولار الأمريكي وبالمقابل فإن تراجع مؤشرات الأسهم ساعدها على تقليص الخسائر المحتملة
نورس حافظ
كبير استراتيجي الأسواق