حقق مؤشر الدولار الأمريكي هذا الأسبوع اعلى مستوياته في ثلاثة أشهر ونصف متجاوزا النطاق السابق الذي كان أقصاه مستوى 90.93 ليبلغ هذا الأسبوع مستوى 91.98
يأتي هذا الارتفاع لعدة أسباب منها ارتفاع العوائد على السندات الأمريكية والتي حققت لأجل 10 سنوات اعلى مستوى منذ عام 2014 عند 3.03%
ويأتي أيضاً بسبب النتائج الجيدة للشركات الأمريكية بعد الخفض الضريبي عن الربع الأول من هذا العام
توقعات رفع معدل الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي ارتفعت في السوق من 3 مرات إلى 4 مرات وهو أمر كان متوقع جدا
والأهم أن لغة الحياد من قبل بقية البنوك المركزية الكبرى التي تناطح الدولار الأمريكي قد استقرت عند التمهل وعدم قرب رفع معدلات الفائدة
كل ذلك ساعد الدولار الأمريكي في الشهرين الماضيين لتحقيق قفزة أمام عدد من العملات أبرزها الين الذي اقترب من 110 بعدما كان عند مستويات 104 والفرنك الذي بلغ 0.99 بعدما سجل سابقا مستوى الـ 0.91
أما البنك المركزي الأوروبي فقد بقي غامضا وغير متعجل لإنهاء التحفيزات ولذا فقد اليورو مستوياته السابقة عند قرب 1.25 ليعود قرب مستويات الـ 1.20
الدولار الأمريكي اليوم استقر حيث تراجعت عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 أعوام إلى مستويات دون الـ 3% وبلغت اليوم 2.95% مما يعكس قوة مستوى الـ 3% وصعوبة البقاء فوقه دون وجود محفزات مقنعة أبرزها قناعة الفيدرالي بأن الاقتصاد سيتحسن وأن المزيد من رفع الفائدة قادم وأن خطر حدوث انكماش اقتصادي غير وارد
هذا التوقع قد نراه في اجتماع منتصف يونيو ويرجح أن يغيب عن اجتماع الفيدرالي يوم الأربعاء القادم حيث تغيب توقعات الفيدرالي الاقتصادية الربع سنوية
ولذا وحتى قدوم منتصف يونيو فإن الدولار الأمريكي وبقية العملات ستتأثر ببيانات النمو الاقتصادي الشهرية وسوق العمل التي تصدر اول أسبوع من كل شهر وأيضا بيانات التضخم التي ستكون حاسمة للعملات
إلا أننا شهدنا موجة قوة للدولار الأمريكي قد تكون في نهايتها أي قد تكون التحركات القادمة هي لصالح تراجع الدولار الأمريكي وتصحيح في وضعه قبل قدوم اجتماعين حاسمين في يونيو الأول بتاريخ 13 للفيدرالي الأمريكي والثاني بعده بيوم واحد أي بتاريخ 14 للمركزي الأوروبي
ومن الآن حتى ذلك الموعد فإن ترقب البيانات أمر هام للأسواق وتسعير مستمر لها قد يغير الاتجاهات قصيرة المدى
يذكر اليوم أن بيانات نمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي عن الربع الأول قد سجلت نمو 2.3% بأفضل من التوقعات عند 2.0% وأقل من نمو الربع الرابع عند 2.9% إلا أن الضعف في البيانات جاء بسبب تراجع نمو استهلاك الأفراد من مستوى 4% في الربع الرابع من العام الماضي إلى 1.1% للربع الأول
البعض يعزي هذا التراجع إلى عوامل موسمية وبرودة الطقس وأنه أمر طبيعي بعدما كان أداء الربع الرابع قوياً
مؤشر تكلفة التوظيف للربع الأول ارتفع بشكل جيد أيضا ً عند 0.8% وهي ثاني أفضل قراءة منذ عام 2007
إذا فإن البيانات الأمريكية ونتائج الشركات تؤكد أن الاقتصاد قوي ويتحمل المزيد من رفع معدل الفائدة ويؤكد على استمرار اتجاه عوائد السندات الأمريكية لأجل عامين نحو الارتفاع
ولذا فقد استقرت مؤشرات الأسهم الأمريكية اليوم وما تزال تتحرك ضمن نطاق سابق منذ فبراير بين 23 الف و25 الف للداو جونز وبين 2500 و2600 لمؤشر اس اند بي 500 والذي قد يستمر بسبب مخاوف ارتفاع العوائد ومعدلات الفائدة رغم ارتفاع ربحية الشركات ولذا فاختيار مستويات الدخول هامة جدا
حيث قد تستمر الحركة العرضية.
نورس حافظ
كبير استراتيجي الأسواق